السيد آرون الإنسان لم يكن يتعاطى المخدرات أو يعاني من عقدة نفسية أو لديه معاناة من مرض اختلال عقلي، كلا إنه كان بكامل قواه العقلية مؤكداً أنه يرفض بشدة العدوان على غزة. العملية تمت أمام سفارة الصهاينة في واشنطن. إنها إشارة كبرى إلى الرفض القاطع للحرب الظالمة وسياسات التجويع والإهمال المتعمد للجرحى والمرضى!! السؤال الذي يفرض نفسه هنا، لماذا الصمت المطبق أزاء ما يجرى في المنطقة من ظلم وعدوان أثبت آرون بوشنل الطيار الأمريكي الإنسان أنه يحمل من حجم الغيرة الإنسانية والحمية والدفاع عن المظلومين أكثر مما لدى الكثيرين من العرب والمسلمين وكل المتصهينين من المطبعين سواء كانوا حاكميناو محكومين. حادثة الإنسان آرون ذكرتني بنماذج أخرى من أشكال الإحتجاج منها الشابة الأمريكية راشيل كوري ذات الأربعة والعشرين ربيعاً التي حاولت منع الجرافة الصهيونية من هدم منزل إحدى الأسر الفلسطينية في قطاع غزة عام ألفين وثلاثة!.
فما كان من سائق الجرافة إلا أن قاوم بدهسها حتى الموت !!.
ضمير السيد آرون والسيدة راشيل حيان أكثر من ملايين الضمائر التي أماتتها الخدع والأكاذيب والتضليل والركون للظالمين. تحية لك سيد آرون وكم نحن بحاجة إلى أن نحمل روحاً كروحك الرافضة للظلم والعدوان. تحية لك أيها الإنسان سيخلدك التاريخ رافضاً للعدوان مدافعاً عن الإنسان. ينبغي أن يصنع لك تمثال أو تسمى ساحات باسمك. أيها الرافض للطغيان تحية لك آرون.
محمد علي أبو هارون