موضوع الحلقة:
• الشيخ محمد السند يجيب عن سؤال بشأن الرجعة بعد الموت
• القسم القسم السابع والعشرين من رواية (سياحت غرب)
• مجالسة الموتى
• سبل النجاة من الغفلة عن دار القرار
*******
الحمد لله اسمع السامعين وابصر الناظرين واسرع الحاسبين واحكم الحاكمين والصلاة والسلام على السادات الصادقين الذين امرنا الله ان نكون معهم لكي نفوز بسعادة الدارين محمد وآله الطاهرين.
السلام عليكم مستمعينا الاطائب ورحمة الله وبركاته، اهلاً بكم احباءنا وانتم ترافقونا في الحلقة السابعة والعشرين من حلقات هذا البرنامج.
نسأل الله عزوجل ان تكون موضوعاته تذكرة لنا ولكم تبعث النشاط والحيوية للعمل الصالح الذي فيه سعادة الدارين والحياة الطيبة للدارين.
في اولى فقرات هذه الحلقة سيكون لنا حديث عن سكرات الموت وهي من اهم خصوصيات آخر منازل الدنيا واول منازل الآخرة.
في الفقرة اللاحقة سيجيب خبير البرنامج سماحة الشيخ محمد السند عن سؤال بشأن الرجعة الى الحياة الدنيا بعد الموت.
ثم نتابع معاً رحلة بطل رواية (سياحت غرب) وهو يشعر بالالم والحزن رغم كونه في روضة من رياض جنة البرزخ.
وفي الفقرة الادبية سننقل لكم روايتين لعظات بليغة من عقلاء تستروا بالجنون.
ونختم اللقاء بموعظة علوية للنجاة من الغفلة عن دار القرار والاغترار بدار الغرور.
ايها الاخوة والاخوات، ان رغبتم في المشاركة في برنامجكم هذا فاننا نرحب شاكرين بما ترسلونه لنا عبر عناوين الاذاعة ومنها الالكتروني وهو:
[email protected] او البريد العادي وعنوانه هو: ايران- طهران ص. ب ٦۷٦۷/۱۹۳۹٥.
كما بأمكانكم متابعة حلقات البرنامج على موقع الاذاعة في شبكة الانترنت حيث تجدونها ومن حلقته الاولى. عنوان الموقع هو www.arabic-irib.ir.
*******
ايها الاخوة والاخوات، روي ان الامام موسى الكاظم (عليه السلام) دخل على رجل قد عرق في سكرات الموت وهو لا يجيب داعياً، فقالوا له: يا بن رسول الله وددنا لو عرفنا كيف حال صاحبنا وكيف الموت؟
فقال (عليه السلام): ان الموت هو المصفاة يصفي المؤمنين من ذنوبهم فيكون آخر الم يصيبهم وكفارة آخر وزر عليهم، ويصفي الكافرين من حسناتهم فيكون آخر لذة او نعمة او رحمة تلحقهم وهو آخر ثواب حسنة تكون لهم. واما صاحبكم هذا فقد تخلى من الذنوب وصفي من الآثام وخلص حتى نقي كما ينقى الثوب من الوسخ وصلح لمعاشرتنا اهل البيت في دارنا دار الابد.
بهذا الحديث الشريف مستمعينا الافاضل ندخل للفقرة الاولى من فقرات البرنامج وقد اخترنا لها عنوان:
لواعج الفراق
لا يخفى عليكم مستمعينا الافاضل ان مصطلح (سكرات الموت) ذو اصل قرآني، فقد جاء في سورة ق، الآية ۱۹ التاسعة عشرة قوله تعالى: «وجاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد».
قال العلامة الطباطبائي في تفسير الآية وتعريف معنى سكرة الموت: (المراد بسكرة الموت ما يعرض على الانسان حال النزع يعني نزع الروح اذ يشتغل بنفسه وينقطع عن الناس كالسكران الذي لا يدري ما يقول وما لا يقال له).
ويستفاد من مجموعة من النصوص الشريفة شدة وصعوبة حال الانسان في تلك الساعات كما هو واضح من قول امير المؤمنين (عليه السلام) عنها: «فاجتمعت عليه سكرات الموت فغير موصوف ما نزل به».
اما بالنسبة لاسباب صعوبة حالة الانسان عند الموت ومنشأ سكراته فهي متعددة، منها بدني ناتج من آثار مرض الموت على بدن الانسان، كالشعور بآلام ضعف قواه واعتقال لسانه ونظائر ذلك مما ينتج عن خروج الروح تدريجياً من البدن.
ومنها نفسي ناتج من شعوره بانه يفارق العالم الذي الفه وانس به ويجد فيه ما تعلق قلبه به من البنين والعيال والاصدقاء والاموال والممتلكات التي صرف عمره في تحصيلها.
ومنها روحي ناتج من شعوره بعدم بلوغه ما يتمناه في استثمار لعمره او ارتكابه فيه لما له تبعات تلحق به وهذا ما يشير اليه امير المؤمنين الامام علي (عليه السلام) حيث يقول: «يتذكر اموالاً جمعها اغمض في مطالبها واخذها من مصرحاتها ومشتبهاتها قد لزمته تبعات جمعها واشرف على فراقها تبقى لمن وراءه ينعمون بها فيكون المهنأ لغيره والعبء على ظهره».
ومن مناشيء صعوبة سكرات الموت قلق المحتضر تجاه انتقاله الى نشأة اخرى لم يألفها ولم يأنس بها بل ومجهولة بالنسبة له.
يضاف الى ذلك ما يعانيه في تلك الساعات من هجوم ابليس عليه بوساوسه لسلبه الايمان واخراجه كافراً عن هذه الدنيا وايقاعه في شباك العديلة عند الموت وقد تحدثنا مفصلاً عن ذلك في حلقات سابقة.
كا ان من مناشيء تلك السكرات مشاهدته لملك الموت والآثار الناتجة من رويته لبعض شؤون عالم البرزخ اذ يكشف عنه الغطاء الذي يحجبه عن حقائقه العالم الآخر.
اجل، وقد ذكر ان تحقق ما ذكره القرآن الكريم بعد الحديث عن سكرات الموت من كشف الغطاء (فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد) ان تحقق ذلك يبدأ من حين حصول سكرات الموت وقبل انتقاله الى العالم الآخر.
ايها الاخوة والاخوات، ثمة امور تخفف من سكرات الموت اهمها معرفة اسباب حالة الاضطراب الناشئة ومعالجتها اضافة الى عمل بعض الاعمال التي ورد لها اثر خاص في تخفيف تلك السكرات، وكذلك اجتناب الاعمال التي لها اثر خاص في تشديد سكرات الموت وتعسيره.
*******
هذا ما سنتحدث عنه اعزاءنا في الحلقة المقبلة من هذا البرنامج اما الآن فننقل الميكرفون الى زميلنا وهذا الاتصال الهاتفي بضيف البرنامج:
المحاور: بسم الله الرحمن الرحيم. السلام عليكم احباءنا ورحمة الله وبركاته اهلاً بكم ومرحباً في هذه الفقرة من فقرات البرنامج عوالم ومنازل معنا على خط الهاتف الشيخ محمد السند، السلام عليكم سماحة الشيخ.
الشيخ محمد السند: وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته.
المحاور: سماحة الشيخ من الاسئلة التي وردت الى البرنامج سؤال من الاخ سامي من العراق يقول في سؤاله كيف نفسر عقيدتنا، عقيدة مدرسة اهل البيت (عليهم السلام) في الرجعة، والرجعة تكون عودة من البرزخ الى عالم الدنيا مع ان المنطق القرآن يصرح برفض قول القائل ارجعوني لعلي اعمل عملاً صالحاً اي من البرزخ الى الدنيا فكيف نجمع بين هذه العقيدة، عقيدة الرجعة واحياء الاموات في هذا العالم وبين هذه الآية الكريمة تفضلوا؟
الشيخ محمد السند: بسم الله الرحمن الرحيم. والصلاة والسلام على افضل الانبياء والمرسلين محمد وآل بيته الطيبين الطاهرين، في الحقيقة هذه الآية كلا انها كلمة هو قائلها ليست خاصة بالبرزخ بل هي واردة في من يعذب يوم القيامة لانه لا يرجع الى دار الدنيا كي يصلح ما كان قد فسد منه لانه لما قال تعالى ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه فالحكمة اقتضت اذن يلاقي جزاءه الى ان يتطهر ان كان له قابلية التطهير والا والعياذ بالله يخلد في دار جهنم. معانى هذه الآية مخصوصة بمن يدخلون النار، نار الآخرة في دار الآخرة وليست لها اي ارتباط بعالم البرزخ.
المحاور: يعني هي في مورد الحساب كأنه وما بعد البرزخ؟
الشيخ محمد السند: ما بعد البرزخ لما يلاقي العذاب والاهوال فيتندم عما صدر منه، مع ان...
المحاور: مع ان في البرزخ ايضاً هناك عذاب، البرزخ حفرة من حفر النيران او هو روضة من رياض الجنة سماحة الشيخ؟
الشيخ محمد السند: لا ننفي ذلك ولكن سياق الآية ظاهر الامر هو في الدار الآخرة ولو فرض سياق الآية في اهل البرزخ فلا تنافي ايضاً لان ما ورد في الآيات والروايات ان في دار الرجعة وان كان تكامل ولكن ليس الاختيار يبقى كما هو عليه في دار الرجعة.
المحاور: يعني له احكام خاصة بعالم الدنيا؟
الشيخ محمد السند: كما يظهر من الآيات والروايات ان دار الرجعة حيث تكون هي في منتهى مطاف نشأة دار الدنيا تتسم حينئذ ببعض الاحكام البرزخية وبعض الاحكام الدنيوية...
المحاور: يعني عالم بين بين...؟
الشيخ محمد السند: يعني هي من نشأة دار الدنيا ولكن تكاد تكون مشرفة على الآخرة ومشرفة على دار البرزخ ومن ثم ورد في زيارة آل ياسين زيارة الحجة عجل الله تعالى فرجه الشريف تأويل هذه الآية انه يرفع بطريق التوبة وما شابه ذلك «لا ينفع نفساً ايمانها لم تكن ءامنت من قبل او كسبت في ايمانها خيراً» فما يدلل على ان كثير من الآيات وربما يقرأها المسلمون ويبنون منها انها مرتبطة بدار الآخرة هي مرتبطة بعالم الرجعة التي هي من مشارف منتهى دار الدنيا وعلى اي تقدير لو كان بين هذه الآية تصادم وآيات الرجعة لكان هناك تصادم بين جملة من الآيات التي دلت على ان هناك من ماتوا وارجعوا الى دار الدنيا كعزراالذي مر على قرية قال انا الله يحيي هذه بعد موتها فأماته الله مئة عام وكذلك كالذين خرجوا من ديارهم حذر الموت الوفاً وهم الوف فأعادهم الله عزوجل موارد عديدة ممن يدلل على ان ليس هناك تنافي بين مضمون الآية وحكم الرجعة لو افترضت على ان هذه الآية واردة بلحاظها البرزخ لان في الرجعة يتكامل اهل الايمان في ايمانهم ويتكامل والعياذ بالله في جحودهم وعنادهم.
المحاور: سماحه الشيخ، هذا الذي تفضلتم به هل يمكن ان يستفاد من حديث الامام الصادق (سلام الله عليه) ايام الله ثلاث يوم ظهور قائمنا ثم يوم الرجعة ثم يوم القيامة يعني كأن هنالك يوم الرجعة يتمايز بأحكامه عن يوم ظهور الصاحب (سلام الله عليه) وكذلك يوم القيامة؟
الشيخ محمد السند: نعم فيما ورد من روايات الفريقين حول احكام دار الدنيا في ظل دولة ظهور الامام المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف) يدلل على انه احكام الطبيعة في الدنيا تأخذ ابعاد لم تعهدها البشرية من قبل مثلاً انهم يزرعون صباحاً ويحصدون عصراً مثلاً انهم يسافرون في الكواكب وطبقات الجو وماشابه ذلك ما يدل على ان تطور ومدينة البشرية تأخذ احكاماً لم تكن تعهدها من قبل ومن ثم عرف ولعل له منشأ روائي من روايات اهل البيت (عليهم السلام) ان القيامة الصغرى بظهور المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف) والرجعة القيامة الوسطى والآخرة هي القيامة الكبرى ومن ثم التعبير بالقيامة الكبرى في تعبير كثير من علماء المسلمين له منشأ روائي تقيد بالقيامة الكبرى ومن ثم ورد ايضاً في الروايات من الفريقين انه اذا مات ابن آدم قامت قيامته مما يدلل انه ليست قيامة كبرى، نوع من القيامة الاخرى فمن ثم كثير من آيات القيامة يحسبها المفسرون الذين لا يروون ولا ينتهلون علماً من علوم اهل البيت يحسبون ان تلك الايات في القيامة واردة في القيامة الكبرى وقد تكون واردة في القيامة الصغرى وهي ظهور الحجة والقيامة الوسطى وهي الرجعة غير القيامة الكبرى والتي هي دار الآخرة.
المحاور: سماحة الشيخ محمد السند شكراً جزيلاً وشكراً لكم احبائي في فقرات البرنامج اللاحقة.
*******
سياحت غرب (القسم السابع والعشرين)
نشكر لكم اعزاءنا متابعتكم لجميع فقرات هذا البرنامج، ومنها الفقرة التالية التي هي عبارة عن القسم السابع والعشرين من ترجمة معدة للاذاعة ببعض التصرف لرواية آية الله الشيخ القوجاني النجفي والتي تحمل عنوان (سياحت غرب).
ورحم الله هذا العالم الجليل الذي بين في روايته هذه وبلون قصصي محبب مجموعة من حقائق عالم البرزخ ومنازله التي ذكرتها النصوص الشريفة.
نذكركم ايها الاخوة والاخوات باننا لاحظنا في الحلقة السابقة ان بطل هذه الرواية كان يعيش حالة من الحزن والهم رغم انه وصل بمعونة رفيقه الهادي وهو الصورة البرزخية لمودته لاهل البيت (عليهم السلام) الى روضة غناء من جنات البرزخ وعلى مشارف عاصمة دار السلام.
وها هو يعود الى خيمته في تلك الروضة ليجد رفيقه الطيب هذا بانتظاره لنتابع الرواية في فقرة:
مسيرة الارواح بعد الموت
بعد تبادل التحية، بادرني رفيقي الهادي بالقول: تهيأ للرحيل فصحبك بانتظارك في عاصمة دار السلام.
قلت: وما جدوى الذهاب اليها؟ بل وما جدوى البقاء هنا؟
قال: اعيذك بالله يا صاحبي من الجحود، لا تكفر بنعمة نقلك من تلك الظلمة الى هذا العالم النير لكي تكون في نعيم وسرور الى يوم البعث والقيامة والانتقال الى الجنة وما فيها ما لاعين رأت ولا اذن سمعت ولا خطر على ذهن بشر، حيث النعيم الدائم والخلود في مقاعد الصدق.
لقد اثارت كلماته هذه المزيد من لواعج الحزن في قلبي، فقلت بوجد العاشق: كيف يطيب لي التلذذ بهذا النعيم مع تذكر مصائب الاحبة وفراقهم.. الم ترأبا الفضل وعلياً الاكبر يرتديان لامة الحرب في تلك الليلة، الم تر الخط الأحمر المتوهج في عنق رضيع الحسين يعلن انه بانتظار القصاص...
قال لي رفيقي بلهجة لا تخلو من بعض العتاب: اتحسب ان كل هولاء المؤمنين المتنعمين في روضات جنان البرزخ قد خرجت من قلوبهم مودة اهل البيت وان دماءهم لا تفور من اجل القصاص من اعدائهم وتعجيل اقامة دولتهم.
اجبته: المرء ابصر بحاله، اما انا فان دار السرور هي بالنسبة لي دار الاحزان ما لم يتحقق الوعد الحق ونشفي صدورنا.
سكت الهادي برهة ثم قال: حسناً، ماذا ستفعل؟ اتبقى هنا؟
قلت: لا ادري، فلا اعرف لي مستقراً... سوف اهيم في صحراء البرزخ حتى يأتي فرج الله.
ثم التفت الى حوريتي المعقودة لي في السجل الالهي: اذا شئت فارجعي الى موطنك... واذا لقيت مولاتي الصديقة الزهراء فابلغيها سلامي واعلميها بحالي...
فذهبت مع من كان معها، وانتحيت انا في ناحية خالية انوح وادعو بانتظار الفرج.
*******
هل سيأتي الفرج بطل روايتنا قريباً؟ هذا ما ستعرفه في الحلقة المقبلة اما الآن فمع فقرة ادبية تحمل عنوان:
مجالسة بين عسكرين
روي عن مالك بن دينار قال: مات بعض قراء البصرة فخرجنا في جنازته فلما انصرفنا من دفنه صعد سعدون (يعني ابا عطاء سعيد الواعظ)، صعد تلاً ونادى المنصرفين منشداً الابيات التالية:
الا يا عسكر الاحياء
هذا عسكر الموتى
اجابوا الدعوة الصغرى
وهم منتظرو الكبرى
يحثون على الزاد
وما الزاد سوى التقوى
يقولون لكم جدوا
فهذا غاية الدنيا
ويروى عن محمد بن اسماعيل، قال: رأيت بهلولاً (يعني ابا وهيب بن عمرو بن المغيرة رحمه الله) رأيته في بعض المقابر فقلت له: ما تصنع هاهنا؟
فقال بهلول في جوابه: اجالس قوماً لا يؤذونني وان غبت عنهم لا يغتابونني.
فقال له محمد بن اسماعيل: لقد غلا السعر (يعني سعر الحبوب الغذائية) فهل تدعو الله ليكشف؟
فأجاب بهلول: والله ما ابالي ولو حبة بدينار، ان الله اخذ علينا ان نعبده كما امرنا واخذ على نفسه ان يرزقنا كما وعدنا .. ثم انشأ الابيات التالية:
يا من تمتع بالدنيا وزينتها
ولا تنام عن اللذات عيناه
شغلت نفسك فيما لست تدركه
تقول لله ماذا حين تلقاه؟
من انفع الاعمال للنجاة من الغفلة عن دار القرار - مستمعينا الافاضل- هو ان نفتح قلوبنا للمواعظ البالغة التي تضمنها كلام اهل بيت النبوة وادعيتهم (عليهم السلام) فهي التي تحي القلوب وتنقذها من الركون الى الدنيا.
ومن بليغ المواعظ في هذا الباب ما روي عن امير المؤمنين (عليه السلام) في نهج البلاغة انه قال «ايها الناس، انما الدنيا دار مجاز والآخرة دار قرار فخذوا من ممركم لمقركم، ولا تهتكوا استاركم عند من يعلم اسراركم، واخرجوا من الدنيا قلوبكم من قبل ان تخرج منها ابدانكم، ففيها اختبرتم ولغيرها خلقتم، ان المرء اذا هلك قال الناس: ما ترك؟ وقالت الملائكة: ما قدم؟ لله آباوكم، فقدموا بعضاً يكون لكم ولا تخلفوا كلاً فيكون عليكم».
فليكن دعاءنا كلما ذكرنا الدنيا والآخرة دعاء مولانا زين العابدين (عليه السلام) حيث يقول: «اللهم متى وقفنا بين نقصين في دين او دنيا فاوقع النقص باسرعهما فناء، واجعل التوبة في اطولهما بقاء».
وبهذا الدعاء المبارك نختم لقاءنا بكم احباءنا في هذه الحلقة الى موعد لقاءنا القادم نستودعكم الله بكل خير والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
*******