ويأتي هذا الحادث ليبرز مدى التطور الحاصل في تغيير قواعد الحرب، بعدما نجحت دول من الجنوب العالمي في إنتاج أسلحة ذكية.
وتفرض حكومة صنعاء واقعا عسكريا في البحر الأحمر من خلال استهداف السفن الإسرائيلية، والمتوجهة الى الكيان عبر البحر الأحمر، للرد على حرب الإبادة في قطاع غزة. وتطور الأمر إلى استهداف السفن العسكرية الغربية، وأساسا الأمريكية، بعدما شنت ضربات ضد أهداف في اليمن.
في هذا الصدد، كشف الموقع الرقمي المتخصص في القضايا الجيوسياسية والتسلح “ذي ناشيونال إنترست” في مقال منشور يوم الأحد الماضي، عن مفاجأة حقيقية بأن “صاروخاً مضاداً للسفن أطلقه اليمنيون في البحر الأحمر، اقترب من المدمرة الأمريكية “يو إس إس غرافيلي” على بعد ميل واحد، قبل أن يتم إسقاطه بواسطة نظام الأسلحة القريبة للسفينة (CIWS)، وهو مدفع رشاش آلي موجه بالرادار، قادر على إطلاق 4500 طلقة في الدقيقة”.
ويعتبر الأمر خطيرا للبحرية الأمريكية، إذ إن الصاروخ تجاوز جميع أنظمة الدفاع الجوي التي تحمي المدمرة، بما فيها نظام “إيجيس” المتطور جدا، والمخصص لحرب النجوم. وجرى استعمال الحاجز الأخير في الدفاع عبر مدافع الرشاش CIWS التي تضرب الصاروخ بآلاف القذائف الصغيرة جدا التي هي عبارة عن رصاص، وهذا يسمى بالمواجهة بالسكين، أي عندما يخسر الجندي كل رصاصة ويضطر إلى اللجوء للسكين للدفاع عن نفسه أمام هجوم الخصم.
ويقول صاحب المقال جيمس هولمز، وهو من كبار المختصين في الاستراتيجية الحربية البحرية في الولايات المتحدة، إنه عندما يتم استخدام مدافع “غاتلينغ” فهذا يشكل خطرا حقيقيا، لأن الصاروخ يكون على مقربة من السفينة، ويمكن أن تصيبها شظاياه وتتعرض لخسائر. ويستبعد تقديم البنتاغون توضيحات عسكرية حتى لا يلقي الضوء على مكامن الضعف في الدفاع عن السفن الحربية.
ويعترف هذا الخبير بحدوث تغيير في الحروب بعدما أصبحت قوى ذات تسلح محدود بالصواريخ الذكية والمسيرات، قادرة على تحدي أكبر الأساطيل الحربية في العالم، مثلما يحدث في البحر الأحمر بين قوات حكومة صنعاء والبحرية الأمريكية.