وفي قسم جراحة الأطفال بمستشفى غزة الأوروبي جنوبي قطاع غزة تتلقى نور العلاج والرعاية الطبية، بينما يعيش ذويها في خيمة في ساحة المستشفى الذي يؤوي آلاف الأُسر التي هجرت قسراً عن منازلها جراء الحرب الإسرائيلية المروعة.
وقالت نور التي كانت تحلم أن تصبح طبيبة قبل إصابتها "اليوم انا أمنيتي الوحيدة أن أذهب إلى الجنة للقاء شقيقي الشهيد وزوجته وطفله، الاحتلال قتلهم وهم أبرياء".
وبين الأمل في الشفاء ولقاء شقيقها الشهيد تتوزع أمنيات الطفلة الفلسطينية الشقراء التي حول جيش الاحتلال حياتها إلى جحيم لا يُطاق.
وتروي نور تفاصيل الغارة الإسرائيلية قائلة: كنت بالبيت وفجأة سقط صاروخ أطلقته طائرات الاحتلال على المنزل المجاور لبيتنا وكأن زلزالا ضرب المكان وشعرت أنني استشهدت لكن ابن خالي سحبني من تحت الركام ونقلوني لمستشفى العودة".
وتضيف الطفلة الجريحة أنها "تتلقى العلاج في 3 مستشفيات حتى الآن لكنها لا تزال لا تستطيع المشي أو اللعب مثل أقرانها من الأطفال الأصحاء".
وتابعت نور التي كانت تحلم أن تصبح طبيبة قبل إصابتها "اليوم انا أمنيتي الوحيدة أن أذهب إلى الجنة للقاء شقيقي الشهيد وزوجته وطفله، الاحتلال قتلهم وهم أبرياء".
ووصف طبيب العظام محمد حسان الذي يتابع حالة نور بـ "الصعبة" وقال إن معظم الإصابات هنا جراء كسور وحروق تنجم عن القنابل التي تلقيها إسرائيل على المنازل ولم نرها من قبل ما رفع نسبة الوفيات بنسبة 100%.
وأضاف أن بعض الحالات وعددها بالعشرات لا يزالون يتلقون الرعاية الطبية في المستشفى وبعضهم بحاجة ماسة للعلاج خارج القطاع.
ويدفع الأطفال الفلسطينيون ثمناً باهظاً بسبب عدوان الاحتلال على غزة التي وصفتها الأمم المتحدة بأنها الأكثر دموية وشدة في التاريخ الحديث.
وقبيل العدوان في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، كان ثلث أطفال غزة بحاجة بالفعل إلى الدعم في مجال الصدمة المتصلة بالنزاع، أما الآن فقد ازدادت كثيراً الحاجة ليس من الأطفال وحدهم بل كل المجتمع إلى خدمات الصحة العقلية والدعم النفسي- الاجتماعي.
وتشير إحصاءات وزارة الصحة في غزة إلى أن عدد الأطفال الشهداء بلغ منذ بداية العدوان الإسرائيلي على غزة في 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، وحتى 14 يناير/ كانون الثاني الجاري، نحو 10400 طفل من بين أكثر من 24 ألف شهيد.
وتظهر هذه الإحصائيات الصادمة والتي ترتفع على مدار الساعة أن أطفال غزة يجدون أنفسهم في صدارة ضحايا الحرب المستمرة منذ 104 أيام.
ووفق مركز الإحصاء الفلسطيني فإن حوالي نصف سكان غزة هم من الأطفال ومعظمهم لم يجربوا الحياة إلا في ظل الحصار والحروب المتكررة من قبل إسرائيل.
وغادرت نور وأسرتها ومئات الأسر مع اشتداد القصف الإسرائيلي حول مستشفى شهداء الأقصى في دير البلح إلى جنوبي القطاع بداية الشهر الجاري.
وقالت والدة نور "نزحنا من مدينة الزهراء إلى المخيم الجديد في النصيرات ورغم هيك اليهود لحقونا وقصفوا الحي الذي كنا نقيم فيه واستشهدوا ستة أشخاص من جيراننا ونحن أصبنا بجراح".
وأضافت الأم المكلومة التي فقدت ابنها خالد وزوجته وطفله الرضيع في بداية الحرب "العدو حرمني أعز ما أملك في الكون حرمني من فلذت كبدي وحفيدي ولا أعرف بأي ذنب قصفوهم وقتلوهم".
وأوضحت أن طفلتها نور هي الوحيدة بين أشقائها الذكور وهي بمثابة عصفورة البيت لكنها اليوم مكسورة وحزينة طوال الوقت، وتصرخ وتتوجع من شدة الألم عند نقلها سواء للحمام أو تحت أشعة الشمس.
وتابعت "نحن عائلة مسالمة وتحلم بالعيش في سلام لكن أمام ما فعلته وتفعله "إسرائيل" اليوم فأنا أقدّم أولادي الخمسة فداء لفلسطين وللمسجد الأقصى وراح نظل نقاوم حتى نقتلع إسرائيل من أرضنا ومقدساتنا وبلادنا المسلوبة".
وقالت الأم المكلومة: عندما تنتهي الحرب بدي أشيل هذه الخيمة وأنصبها فوق بيتي المدمر وأعيش هناك حتى نعيد إعمار منزلنا من جديد.
المصدر / الميادين