يُطلق عليها عادة ضرس العقل لأنها آخر الأسنان الدائمة التي تظهر من بين 32 ضرسًا، وتظهر بين عمر 17 و25 عامًا، عندما تكون أكبر سنًا وأكثر حكمة. ويوجد لدى القرود والغوريلا والشمبانزي أسنان العقل.
قبل بضعة ملايين من السنين، كان لدى أسلاف الإنسان الأوائل فكين وأسنان أكبر ما لدى البشر اليوم. على سبيل المثال، هناك نوع يُسمى أسترالوبيثكس أفارينسيس، يُطلق عليه اسم نوع لوسي على اسم عينة أحفورية شهيرة تسمى لوسي، عاش منذ ما يقرب من 3 إلى 4 ملايين سنة.
كان فك وأسنان فرد أسترالوبيثكس أفارينسيس أكبر قليلاً وأكثر سمكًا من فكك وأسنانك. كان لديهم ثلاثة أضراس كبيرة ذات مينا سميكة. تُظهر الجماجم الأحفورية لبعض هؤلاء البشر الأوائل أيضًا دليلاً على وجود عضلات مضغ قوية.
يعتقد العلماء أن هناك حاجة إلى فكين وأسنان أكثر قوة لأن الأطعمة التي تناولها أسلاف الإنسان الأوائل، مثل اللحوم النيئة والنباتات، كانت أكثر صعوبة في المضغ من الطعام اليوم.
أصبح الطعام اليوم أكثر ليونة ما كان عليه في الماضي بسبب عوامل عديدة، بما في ذلك الزراعة والطهي وتخزين الطعام. إن الطعام الأكثر طراوة وسهولة في المضغ يعني أن مهمة الأسنان أقل صعوبة.
ونتيجة لذلك، تطورت فكوك الإنسان الحديث لتصبح أصغر حجمًا، وأصبحت الوجوه أكثر تسطيحًا من أسلافنا المنقرضين، لأن وجباتنا لا تتطلب نفس الأسنان الكبيرة والحادة التي كانت تتطلبها وجباتهم.