وفي كلمته اليوم الثلاثاء في المؤتمر الدولي "الدراسات الإقليمية؛ سياسة الجمهورية الإسلامية الإيرانية الآسيوية ومع الجوار" أكد ذو القدر أن التواصل مع المحافل الجامعية يمكن أن يوفر الدعم العلمي للقرارات الكبيرة والإستراتيجية، وأضاف: اليوم شهد العالم والمنطقة تغيرات هائلة وسريعة تشير إلى تغير شامل في العلاقات الإقليمية والعالمية.
وأشار إلى ظهور نظام جديد في العلاقات الدولية، وقال: مع تشكيل نظام جديد في العلاقات الدولية، سوف ينهار أساس النظام أحادي القطب الذي حل بديلاً عن النظام ثنائي القطب في حقبة الحرب الباردة. بعد حقبة الحرب الباردة، واجه العالم نظاماً جديداً أحادي القطب لأكثر من 30 عاماً، لكن اليوم تشكلت أقطاب قوى جديدة متناظرة وغير متوازنة.
وفي معرض الإشارة إلى أن هيمنة الولايات المتحدة باعتبارها القوة الأوحد في فترة ما بعد الحرب الباردة تنهار بسرعة، أضاف أمين مجمع تشخيص مصلحة النظام: إن الولايات المتحدة تفقد قدرتها ونفوذها وسلطتها العالمية والإقليمية، والصين في طريقها لتصبح القوة الاقتصادية الأولى وكذلك القوة العسكرية الأولى في العالم.
وتابع ذو القدر: وفي هذا الاتجاه تسير روسيا أيضاً في مسار العودة إلى مستوى القوى الأولى في العالم، فهي اليوم تخوض صراعا وحربا صعبة في أوراسيا (اوكرانيا)، وهو ما أوصل سياسات الغرب التوسعية نحو الشرق إلى طريق مسدود، وأوروبا عالقة في أزمة اقتصادية وأزمة طاقة وتحديات الانقسام من داخل الاتحاد الأوروبي.
وأضاف: في هذا الوضع الانتقالي، يتزايد نطاق القوة والنفوذ والتأثير والتصرف للقوى الثانوية والإقليمية مثل بريكس وشنغهاي. وفي هذا النظام العالمي الجديد، تركت الهيمنة والتسلط والأحادية المجال للتقارب والمصالح المشتركة والصداقة والسلام والتعاون من أجل التنمية.
واعتبر أمين مجمع تشخيص مصلحة النظام، الكيان الصهيوني، كعميل للغرب ويدعي أنه يمتلك أحدث قوة عسكرية واستخباراتية في المنطقة، على وشك الانهيار وقال: إن هذا الكيان يواجه هزيمة منكرة ولا يمكن ترميمها أمام جبهة المقاومة.
ووصف ذو القدر مقاومة الشعب الفلسطيني غير المسبوقة في الضفة الغربية بأنها مؤشر على احياء النهضة الفلسطينية في المنطقة من جديد، وأضاف: إن عملية طوفان الأقصى تبشر بميلاد لاعب قوي ومؤثر للغاية في محور المقاومة تتولى الجمهورية الإسلامية الإيرانية قيادتها ودعمها.
كما أشار إلى مؤشرات النظام العالمي الجديد وقال: القوى الكبرى ليست حاسمة في هذا النظام الجديد والدول الصغيرة والإقليمية لها دور حاسم. الأحادية تتراجع وتترك المجال للتقارب والتعاون الإقليمي والدولي.
وشدد أمين مجمع تشخيص مصلحة النظام بان الجمهورية الإسلامية الإيرانية يجب أن تنظم وتحدد علاقاتها مع العالم والمنطقة، وخاصة مع جيرانها، وقال: يجب تقييم هذه الفرضية في البيئات الأكاديمية والعلمية للبلاد.
وأشار ذو القدر إلى أهمية صياغة استراتيجية سياسية إقليمية، وتابع: إن إيران في أفق الـ 20 عاماً القادمة دولة متقدمة ذات موقع اقتصادي وعلمي وتكنولوجي رائد في المنطقة، ولها هوية إسلامية وثورية وهي مصدر إلهام في العالم الإسلامي.
واضاف: في نص السياسات العامة وردت إيران كالدولة الثالثة في العالم من حيث عدد الجيران وتوسيع العلاقات والتفاعل البناء والتنمية والتعاون الاستراتيجي والشراكة الاقتصادية والتجارية مع الجيران والدول الأخرى في المنطقة. ولذلك، فإن تطوير العلاقات مع دول الجوار والمنطقة هو السياسة الخارجية الأكثر محورية لجمهورية إيران الإسلامية على المستوى العام.
ونظم معهد البحوث الاستراتيجية التابع لمجمع تشخيص مصلحة النظام هذا الملتقى الدولي بالتعاون مع مركز الدراسات الإقليمية بجامعة طهران، بحضور سفراء وممثلي دول المنطقة والجارة لإيران.