البث المباشر

ظهور الإمام بين اليأس والترقب/اليماني في الأحاديث الشريفة/ للمسجد رب يحميه

الجمعة 15 مارس 2019 - 14:46 بتوقيت طهران

(الحلقة : 288)

موضوع البرنامج:
ظهور الإمام بين اليأس والترقب
اليماني في الأحاديث الشريفة
للمسجد رب يحميه

 

يا غياث الصريخِ إن جل خطب

ودليلا الى الرشاد وهادي

أيها القائم الذي فيه يهدى

كل من ضل عن سبيل الرشاد

ملئ الكون بالضلالة فأنهض

عجلا مرغما أنوف الاعادي

أمنوا بطشك الشديد ولكن

في جفون المحب شوك القتاد

فمتى تشتفي القلوب وتروى

غلل البيض من دم الأوغاد

تأخذ الثأر تملأ الأرض قسطا

بعد ظلم وظلمة وفساد

فنرى ظلمة الضلال أزيلت

وأبيدت بنورك الوقاد


بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على معادن حكمة الله وأبواب رحمة الله محمد رسول الله وآله اصفياء الله. السلام عليكم ايها الأعزاء تحية طيبة وأهلا بكم في لقاء اليوم، وقد إستمعتم في مقدمته لأبيات مهدوية من إنشاء الأديب الولائي الحاج عبد الحسين شكر وهي تعبر عن تشوق أهل مودة آل رسول الله لظهور خاتم الأوصياء المحمديين وتحقق العدل الالهي الشامل على يديه عجل الله فرجه. بعد قليل تستمعون أحبائنا للفقرة العقائدية في البرنامج وعنوانها هو:ظهور الإمام بين اليأس والترقب.
تليها إجابة من سماحة السيد محمد الشوكي عن سؤال بشأن: اليماني في الأحاديث الشريفة.
ثم تلتقون بحكاية موثقة أخرى عن الألطاف المهدوية الخاصة. وقد إخترنا لحكاية هذا اللقاء عنوانا هو: للمسجد رب يحميه.
أطيب الأوقات وانفعها نتمناها لكم أيها الأحباء مع فقرات هذه الحلقة من برنامج شمس خلف السحاب. تابعونا بالاستماع للفقرة العقائدية وعنوانها هو:

ظهور الأمام بين الترقب واليأس

روى الشيخ النعماني في كتاب الغيبة مسندا عن مولانا الباقر عليه السلام قال: "إذا دار الفلك وقال الناس هلك، بأي واد سلك، وقال الطالب: أنى يكون ذلك وقد بليت عظامه، فعند ذلك فارجوه، فاذا سمعتم به فأتوه ولو حبواً على الثلج". وفي حديث آخر رواه الشيخ النعماني أيضا عن إمامنا الباقر عليه السلام قال للمؤمنة الجليلة أم هانئ في صفة قائم آل محمد صلى الله عليه وآله: إمام يخنس نفسه حتى ينقطع عن الناس علمه سنة ستين ومأتين ثم يبدو كالشهاب الواقد يتوقد في الليلة الظلماء، فإن أدركت ذلك الزمان قرت عيناك.
في هذين الحديثين الشريفين يبين مولانا الإمام الباقر عليه السلام إحدى العلامات الضمنية المهمة لظهور المصلح الأكبر المهدي عجل الله فرجه، هذه العلامة هي أن ظهوره عليه السلام يكون مفاجئا، وقد صرح الإمام المهدي بنفسه بهذه العلامة في رسالته المشهورة للشيخ المفيد. ويبين إمامنا الباقر سلام الله عليه هنا معنى هذه العلامة بذكر أحد مصاديقها، وهو المصداق الذي يذكره في الحديث الأول حيث يقول: "إذا دار الفلك، وقال الناس هلك، بأي واد سلك، وقال الطالب: أنى يكون ذلك وقد بليت عظامه، فعند ذلك فارجوه". فالواضح هنا أن الإمام الباقر عليه السلام يوصي المؤمنين بترقب ظهور المهدي الموعود عجل الله فرجه في الوقت الذي تحدث تغييرات عقائدية وييأس الناس من ضعاف الإيمان من ظهوره. وقد يكون هذا اليأس إما صريحا بأن يفقدوا إيمانهم بحياة بقية الله المهدي ويصرحوا بوفاته أرواحنا فداه منذ أمد طويل، وإما أن لا يكون صريحا ولا قوليا بل عمليا بأن يتعاملوا مع الإعتقاد بإمامة خاتم الأوصياء في غيبته وكأنه توفي. وكما تلاحظون مستمعينا الأفاضل، فإن في حديث مولانا الباقر المتقدم وتأكيده عليه السلام على المؤمنين أن يترقبوا ويستعدوا لظهور المهدي عجل الله فرجه عند يأس الناس من ظهوره. نقول إن في ذلك تحذيرا للمؤمنين من أن يؤدي طول غيبته إلى فقدان إعتقادهم بوجوده عليه السلام، سواء كان ذلك إنكاراً صريحاً لحياته أو التعامل عمليا معه أرواحنا فداه وكأن قد توفي والعياذ بالله.
أيها الإخوة والأخوات، وعلى ضوء ما تقدم نفهم أن ظهور الإمام المهدي عجل الله فرجه يكون مفاجئا للذين فقدوا الإيمان به صراحة أو عمليا، أما المؤمنون الذين يعملون بوصايا أهل بيت النبوة عليهم السلام فهم يترقبون ظهوره في كل حين كتكليف عام، كما أنهم يلاحظون العلامات التي أخبرهم بها أهل بيت الوحي سلام الله عليهم وتزداد بذلك قوة إيمانهم واعتقادهم العملي وليس النظري وحسب بإمام العصر، وبذلك ينجون من المراتب الخفية لميتة الجاهلية. وعلى ضوء ما تقدم أيضا نفهم أيها الأعزاء أن انقطاع خبر المهدي المنتظر وعلمه في غيبته هو عن عموم الناس وليس عن المؤمنين الذين يرتبطون قلبيا ووجدانيا به. ولذلك استخدم الإمام الباقر عليه السلام في الحديث الثاني تعبير (الناس) حيث يقول "حتى ينقطع الناس عن علمه"، فهذا التعبير يفيد عموم الناس ولهؤلاء يظهر فجأةً. أما المؤمنون فإن حجب الغيب لا تمنعهم من الإرتباط القلبي به عجل الله فرجه.
تابعوا أعزائنا مستمعي إذاعة طهران هذه الحلقة من برنامج شمس خلف السحاب بالإستماع لإجابة خبير البرنامج عن أسألتكم بشأن قضية المهدي الموعود، معكم والإتصال الهاتفي التالي:
المحاور: بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم احبائنا وسلام على ضيفنا الكريم سماحة السيد محمد الشوكي
الشوكي: عليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته
المحاور: سماحة السيد الاخ وائل البدري يسأل عن صفات اليماني في احاديث اهل البيت عليهم السلام ويقول هل يقيم اليماني دولة اسلامية على ضوء مدرسة الثقلين قبل قيام الامام المهدي، قبل ظهور الامام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف؟ تفضلوا سماحة السيد
الشوكي: بسم الله الرحمن الرحيم اعوذ بالله من الشيطان الرجيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله الطيبين الطاهرين المعصومين
فيما يرتبط باليماني انا احاول ان شاء الله ان الخص مايرتبط به وما ورد بشأنه من روايات في مجموعة نقاط توضح الامر للاخ السائل والاخوة المستمعين ان شاء الله تعالى، اولاً اليماني من علامات الظهور ووردت به مجموعة من الروايات هي كافية في الاثبات التاريخي، تعرفون علامات الظهور ليست سواء، بعضها متواتر بعضها مستفيض بعضها آحاد بعضها صحيح بعضها غير صحيح فاليماني الروايات الواردة فيه قابلة للاثبات فهو من العلامات الثابتة ان شاء الله تعالى وهذه هي النقطة الاولى، النقطة الثانية ايضاً اليماني من العلامات المحتومة لأن الاخوة على الاطلاع ان العلامات على صنفين منها ما هو محتوم ولله فيه المشيئة ومنها ما هو غير محتوم لله فيه المشيئة ومنها ماورد في الروايات بحتميته يعني سوف يقع حتماً ان شاء الله تعالى واليماني من جملة العلامات المحتومة. يظهر من الرويات ايضاً ان راية اليماني، انتم تعرفون ان هناك مجموعة روايات سوف تظهر بعضها رايات مناوءة للامام عليه السلام وبعضها رايات مناصرة للامام صلوات الله وسلامه عليه ...
المحاور: سماحة السيد حبذا لو توضحون معنى الراية، هل يقصد من الرايات يعني حركات سياسية فكرية او غير ذلك؟
الشوكي: نعم هو المقصود بالراية كل دعوة تنطلق من الواقع الاسلامي وكل حركة لها بعد سياسي يعني الراية عادة في الروايات تطلق ويراد بها هذا المعنى، هناك دعوة لأمر ما وهذه الدعوة ليست مجرد دعوة عادية او دينية وانما هي دعوة فيها بعد سياسي ايضاً فالمراد بالرايات هي الحركات التي ستنطلق في عصر الظهور بعضها مناوئ للامام وبعضها مناصر للامام. ورد في الروايات الشريفة ان راية اليماني هي اهدى الرايات وهذه الجملة الواردة في الروايات الشريفة تعطينا وتلقي اضواءاً حول اليماني وشخصية اليماني فيظهر اولاً ان اليماني انسان مؤمن من الشيعة الاثني عشرية هذا من الناحية المذهبية فأذن هو امامي اثني عشري، يطهر ايضاً ان الرجل من العلماء، من الفقهاء، من الاناس الذين لديهم بصيرة كبيرة ووعي كبير وصفات اخرى حميدة كلها داخلة ضمن هذه الراية ويظهر انه شديد الولاء لأهل البيت صلوات الله وسلامه عليهم ولهذا عبر عنه بأن رايته اهدى الرايات. هل ان اليماني يقيم دولة في اليمن ثم ينطلق منها؟ هذا ليس واضحاً في الروايات الشريفة، الاوضاع ابان الظهور اوضاع مضطربة، العالم العربي، اصلاً حتى الحكومات يذهب ملك السنين ويأتي ملك الشهور والايام وحركات سياسية والدولة تكون ضعيفة في الدول العربية فتنطلق حركات كبيرة في الواقع، هل يؤسس حكماً ليحكم اليمن؟ هذا ليس واضحاً في الروايات الشريفة لكن قطعاً يؤسس له قاعدة كبيرة في اليمن وعندما ينطلق لاينطلق شخصاً واحداً وانما ينطلق بجيش جرار ليتصدى للسفياني في البداية قبل الظهور الامام سلام الله عليه، لايستطيع مواجهة السفياني ينسحب وبعد ان يظهر الامام سلام الله عليه ينطلق لنصرته كما ورد في بعض الاخبار الشريفة، هذه في الحقيقة صورة مجملة عن اليماني ولانملك الكثير من التفاصيل المرتبطة به تبقى نقطة اخرى انه اليماني هل هو رجل يخرج من اليمن او ربما رجل يخرج من بلاد اخرى لكن نسبه يماني ربما كما ان بعضهم نسبهم شامي او عراقي او حجازي ولكن يعيش او يولد في مكان اخر، الذي يبدو لي والله العالم والظاهر الاول من الروايات انه الرجل هو من اليمن وينطلق من اليمن وحركته تنطلق من اليمن والله العالم بحقيقة الاحوال.
أيها الإخوة والأخوات، أما الآن فقد حان موعدكم مع حكاية هذه الحلقة وفيها دلالات مهمة بشأن الرعاية الخاصة التي يوليها إمام العصر عليه السلام للمخلصين للعمل في سبيل الله. عنوان الحكاية هو:

للمسجد رب يحميه

مستمعينا الأكارم، الحكاية التالية ترتبط بحكاية تجديد بناء مسجد صاحب الزمان عليه السلام في قرية جمكران الإيرانية، والتي نقلناها في حلقتين سابقتين من البرنامج من الجزء الثالث من كتاب عشاق الإمام المهدي، وقد نقلها مؤلفه الشيخ أحمد القاضي الزاهدي عن المباشر لعملية تجديد البناء من هيأة أمناء المسجد المذكور، وملخصها هو أن الرجل وهو من الأخيار التقاة المخلصين في خدمة أمام العصر أرواحنا فداه رأى ذات ليلة كان يتعبد فيها في مسجد جمكران سيدا جليلا شهدت القرائن أنه صاحب الزمان عليه السلام دعاه إلى توسعة المسجد وإعماره وهداه إلى شخص لم يسمع بإسمه من قبل هو السيد أحمدي لكي ييسر له السبيل لذلك، وفي صباح تلك الليلة التقى بصديق قديم له لم يره منذ سنين أخبره بأنه طرأ في ذهنه فجأةً أن يزوره ويطلب منه التفكير بإعمار المسجد، فأخبره بما سمع من سيد جليل أمره بذلك وعرفه بإسم شخص لم يسمع بإسمه ييسر له الأمر، وعندما أخبر صديقه بإسم السيد الأحمدي تعجب الأخير وفهم سر مجيئه المفاجئ إذ أن السيد الأحمدي هو مدير المؤسسة التي يعمل فيها وهو رجل مؤمن محب لإمام العصر عليه السلام وبذلك فتح الطريق لإعمار المسجد الذي تم بسرعة غير عادية في سنة ۱۳۹۰ للهجرة المباركة.
يقول هذا العبد الصالح: اراد رئيس دائرة الأوقاف الحكومية في مدينة قم المقدسة إستغلال الأمر للدعاية للنظام الملكي الذي أعلن وللمرة الأولى في ذلك العام يوم السابع عشر من ربيع الأول عطلة رسمية لإضفاء صبغة دينية على نفسه. لقد تقرر وضع الحجر الأساسي للبدء بإعمار المسجد في هذا اليوم المبارك يوم ذكرى ولادة النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وحفيده وناشر سنته الإمام الصادق عليه السلام. وقد جاء لحضور هذه المراسم حدود المائة والخمسين شخصا من العاصمة طهران وعدد كبير من علماء وطلبة حوزة قم. وقبل بدء المراسم انتبهنا إلى مجيء رئيس أوقاف قم ومع عدد كبير من الاشخاص، عرفنا ذلك من السيارة الأمنية وعلمنا فيما بعد أن فيها محافظ قم وعدداً آخر من مسؤولي الحكومة فيهم أفراد من منظمة السافاك لأمن النظام الملكي. وعلمنا أنهم يريدون أن يتولوا وضع حجر الأساس للمسجد جلبا لمشاعر الناس الدينية إلى النظام!.
أيها الإخوة والأخوات، هذا الإستغلال من قبل النظام الملكي وانتهاكه في الواقع لحرمة هذا المقدس. هذا الأمر أثار العبد الصالح الغيور على الحرمات المقدسة فلجأ إلى الله عزوجل متوسلا إليه بوليه المهدي أرواحنا فداه لدفع هذا الخطر. قال في تتمة الحكاية: دخلت فورا إلى المسجد وصليت صلاة الحاجة لله وتوسلت إليه عزوجل بصاحب الزمان، سجدت لله ثم خاطبت إمامي عليه السلام قائلا: أدركنا يا مولاي... أدركنا يا مولاي.
وبمجرد أن رفعت رأسي من السجود، جائني سيد وقال لي: لا تقلق، إن من يجب أن يضع حجر الأساس سيقف جنب المحافظ. خرجت من المسجد، كانت الساعة هي العاشرة والنصف صباحا، رأيت رئيس الأوقاف والآخرين وقد انتظموا على شكل دائرة حول مكان وضع الحجر الأساس وقد أعدت كاميرات لتصوير المشهد. وفجأةً جاء شخص غير معروف وشق الصفوف ووقف جنب المحافظ ففسح المحافظ له المكان بدون اختيار. ثم جيء على وفق المراسم المعهودة في مثل هذه المواقف بصينية عليها فأس وقدموا الفأس للمحافظ، وبمجرد أن أمسك به اهتزت يده وارتعش وبدون اختيار أعطى الفأس لذلك الشخص الغريب الذي وقف إلى جانبه وقال له: أنت أجدر بوضع حجر الأساس. فأخذ هذا الشخص الغريب الفأس فورا وقال كلمات بليغة وقال: بإسم الحضرة الإلهية العليا وبذكر ولي العصر وإمام الزمان الحجة بن الحسن المهدي أرواحنا فداه نضع حجر الأساس لتوسعة المسجد. وهنا إرتفعت الأصوات بالصلوات على النبي المختار وآله الأطهار تملأ الأجواء.
وها نحن نصل أعزائنا مستمعي إذاعة طهران إلى ختام هذه الحلقة من برنامج شمس خلف السحاب، تقبل الله أعمالكم ودمتم بكل خير.

 

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة