البث المباشر

إجتناب الإختلاف وتعجيل الفرج/الإضطرار وظهور الإمام المنتظر/لا تسأل ولا تقل شيئاً

الأربعاء 13 مارس 2019 - 15:09 بتوقيت طهران

(الحلقة: 269)

موضوع البرنامج:
إجتناب الإختلاف وتعجيل الفرج
الإضطرار وظهور الإمام المنتظر
لا تسأل ولا تقل شيئاً

يا مدرك الأوتاركم طالت لها

عنق وكم مدت إليك عيون

لا وعدك الجاري لنا متخلف

كلا ولا منَّا الوفا ممنون

لكنَّما الأرجاء لم يطمح به

طرفٌ ولم يشمخ به عرنين

سرعان ما قد غبت عن مقل الورى

فلها إليك تلفُّتٌ وحنين

أترى تقر العين وهي كئيبة

ويسر فيك القلب وهو حزين

ويعود روض العدل وهو منور

ويجود ماء الفضل وهو معين

وتقيم عدل الأرض حتى لا يرى

متظلم فيها ولا مسكين

فأقوم أنشد في ثناك مدائحي

وأقول أنت البحر وهي النون

 

*******


بسم الله وله الحمد مؤلف القلوب وجامعها على التقوي. وأزكى الصلاة والتسليم على عروته الوثقى وحبله المتين محمد وآله الطاهرين. السلام عليكم اعزاءنا وأهلاً بكم في لقاء آخر من برنامج شمس خلف السحاب نأمل أن تكون الأبيات التي إفتتحنا بها هذا اللقاء قد عززت في القلوب روح التشوق للمنقذ الموعود وتعجيل فرجه _عليه السَّلام_ وهي من قصيدة مهدوية غراء للعالم الأديب والمحقق الجليل الشيخ محمد السماوي رضوان الله عليه.
تابعوا البرنامج ايها الأخوة والأخوات مع الفقرات التالية: تربوية عنوانها إجتناب الإختلاف وتعجيل الفرج
وإجابة لسماحة السيد محمد الشوكي عن سؤال بشأن الإضطرار وظهورالإمام المنتظر
وإحدى الحكايات الموثقة للفائزين بالألطاف المهدوية الخاصة عنوانها لا تسأل ولا تقل شيئاً
نسأل الله لنا ولكم قضاء أنفع الأوقات مع هذا البرنامج الذي يأتيكم في إذاعة طهران.

*******


نبدأ أيها الأخوة والأخوات بالفقرة التربوية وقد إخترنا لها العنوان التالي:

اجتناب الاختلاف وتعجيل الفرج


في خطبةٍ عن غيبة الامام المهدي وظهوره عجَّل الله فرجه قال إمامنا الوصي المرتضي عليه السَّلام بعد الاشارة الى إختلاف الشيعة بعده: "ان الله وله الحمد سيجمع هؤلاء لشر يوم لبني أمية كما يجمع قزع الخريف، يؤلف الله بينهم ثم يجعلهم ركاماً كركام السحاب ثم يفتح لهم أبواباً يسيلون من مستثارهم كسيل الجنتين سيل العرم…ثم يسلكهم ينابيع في الأرض يأخذ بهم من قومٍ حقوق قوم ٍويمكن بهم قوماً في ديار قوم تشريداً لبني أمية… فو الذي فلق الحبّة وبرأ النسمة ليكونن ذلك…وأيم الله ليذوبن ما في أيديهم بعد العلووالتمكين في البلاد…من مات منهم مات ضالاً والى الله عزَّ وجلَّ يفضي منهم من درج ويتوب الله على من تاب، ولعل [الله] يجمع شيعتي بعد التشتت لشر يومٍ لهؤلاء وليس لأحدٍ على الله عزَّ ذكره الخيرة، بل لله الخيرة والأمر جميعاً". ايها الأفاضل: هذه الكلمات النيرة هي المقطع المحوري الثالث من هذه الخطبة العلوية القيمة التي رواها ثقة الإسلام الكليني رضوان الله عليه في كتاب الكافي وفيها يشير مولانا أميرالمؤمنين عليه السَّلام الى أن إختلاف الشيعة سينتهي بتأليف الله عز َّوجلَّ بين قلوبهم لكي يكونوا قاعدة إنهاء علو وإفساد بني أمية في الأرض. ولا يخفى عليكم أيها الأخوة والأخوات أن المقصود ببني أمية في كثير من الأحاديث الشريفة عموم قوى الظلم والجور والفساد في الأرض، لأن المنهج الأموي هو أوضح مصاديقه التعبير عن هذه القوى في زمان صدور تلك الأحاديث الشريفة. وتشيرالعبارات العلوية المتقدمة الى أن إنهاء إفساد الظالمين وعلوهم في الأرض يكون مقترناً بإحقاق حقوق المظلومين وانهاء اغتصابها من قبل قوى الشر.

*******


وهنا ينبغي أيها الأخوة والأخوات التأمل في تعبيرين مختلفين عن الموضوع نفسه استخدمها أمير البلاغة والبيان في بداية المقطع المشار اليه وفي نهايته… ففي بداية المقطع قال بلغة جازمة "ان الله – وله الحمد – سيجمع هؤلاء (يعني شيعته) لشر يوم لبني أمية"في حين قال في نهاية المقطع : "ولعل الله يجمع شيعتي بعد التشتت لشر يوم لهؤلاء" ، يعني "بني أمية". فكيف نفسر الجزم القاطع في التعبير الأول، والترديد بحرف التمني (لعل) في التعبير الثاني؟ في الاجابة عن هذا التساؤل يمكن القول أن فيه اشارة الى حقيقة أن شيعة أهل البيت عليهم السَّلام اذا تجنبوا الاختلافات فانهم بذلك يعجلون في تحقق تأليف الله عز َّوجلَّ لقلوبكم واحقاق الحق وازهاق الباطل على ايديهم بقيادة وليه المهدي – عجل الله فرجه.

*******


اخوتنا مستمعي اذاعة طهران مع تجديد ترحيبنا بأسئلتكم للبرنامج ندعو للاستماع للفقرة الخاصة بها في الاتصال الهاتفي التالي:
المحاور: بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم اخوتنا مستمعي اذاعة طهران اهلاً بكم في هذه الفقرة من فقرات برنامج شمس خلف السحاب، معنا على خط الهاتف للاجابة على اسئلتكم مشكوراً سماحة السيد محمد الشوكي، سماحة السيد سلام عليكم
الشوكي: عليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته
المحاور: سماحة السيد احد الاخوة عبر البريد الالكتروني بعث رسالة، ملخص الرسالة انه سمع من بعض الخطباء نقل حديثاُ مضمون الحديث الشريف ان الامام المهدي سلام الله عليه هو المضطر الذي يجيب الله دعوته اذا دعاه ويكشف عنه السوء يعني مصداق للاية الكريمة المعروفة، يسأل عن معنى ذلك؟ تفضلوا سماحة السيد
الشوكي: اعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله الطيبين الطاهرين المعصومين الحقيقة نعم روي ذلك عن ابي جعفر الباقر صلوات الله وسلامه عليه وهذه رواية موجودة رواها العياشي في تفسيره والقمي في تفسيره واعتقد الكافي ربما نقله من هؤلاء، نقلها كلها او نقل بعضاً منها ورواها اخرون في مصادرنا الاصلية والاساسية، الامام الباقر عليه السلام قال "هو والله المضطر في كتاب الله" في قوله تعالى "أمن يجيب المضطر اذا دعاه ويكشف السوء"هذه الاية الشريفة طبعاً فيها معطى عام لجميع البشرية ولجميع الناس والامام المهدي صلوات الله وسلامه عليه واتباع المهدي من اغلى مصاديقها والاية عامة، الاية تقول "أمن يجيب المضطر اذا دعاه ويكشف السوء" من هذا المضطر الذي يجيب المضطر اذا دعاه؟ اذا اضطررت وسدت بك السبل واغلقت الابواب فمن الذي يجيب صرخت ويجيب استغاثتك غير الله تبارك وتعالى ولماذا المضطر؟ المضطر لأنه في حال الاضطرار اشد مايكون الانسان خلوصاً لله تبارك وتعالى واستجابة الدعاء منوطة بمقدار خلوص نية الانسان وانقطاع الانسان الى الله عزوجل، اذا انقطع الانسان الى الله تبارك وتعالى واخلص نيته لله بلا شائبة اجاب الله دعاءه ولهذا في حال الاضطرار النية تكون خالصة، الانقطاع الى الله يكون شديد، الانسان المضطر لايتوجه الى الاسباب والى الامور الاخرى والى الناس بل كل توجهه الى الله عزوجل لأن هو يأس من هذه الاسباب المادية ففي حال الاضطرار يكون الخلوص والتوجه الى الله تبارك وتعالى على اشده ولهذا المضطر مستجاب الدعوة واستجابة الدعوة من اهم مواطنها الاضطرار، هذا معنى عام، في كل الناس اذا اضطر احد منهم الى الله ودعاه دعاء المضطر الحزين وانقطع اليه الله يستجيب دعاءه، الامام المهدي صلوات الله وسلامه عليه واتباع الامام المهدي صلوات الله وسلامه عليه هم من اجلى مصاديق هذه الاية الشريفة، الناس قبيل الظهور، في اخر فترة الغيبة تنقطع دونهم الاسباب وتغلق دونهم الابواب فلا يرون فرجاً ويبلغ الظلم غايته فلايبقى الا التوجه الى الله عزوجل يعني لم تكن وسيلة اخرى تخلص البشرية وتنقذ البشرية من بؤسها ومن الظلم والجور الذي تعيش فيه فيكون انقطاع، يكون اضطرار الى الله واضطرار الى الامام المهدي صلوات الله وسلامه عليه فالله عزوجل يستجيب دعاء المؤمنين ويفرج عنهم بالامام المهدي صلوات الله وسلامه عليه عندما يبلغ الاضطرار غايته، كذلك الامام المهدي صلوات الله وسلامه عليه هو اضطراره من اضطرار البشرية، من اضطرار الامة، من اضطرار شيعته، لما يرى شيعته مضطرين هو ايضاً مضطر الى الله تبارك وتعالى، لما يرى ان الناس خصوصاً اولياءه وشيعته بلغ منهم الجهد مبلغه وبلغ منهم البلاء مبلغه واصبحوا مضطرين، لامعين لهم، لاظهير لهم الا الله تبارك وتعالى، اضطراره من اضطرارهم، لما يرى الدين قد طمس، لما يرى معالم الحق قد هدمت هذا كله اضطرار من الامة ومن الامام المهدي صلوات الله وسلامه عليه فالامة مضطرة الى الله والمهدي مضطر سلام الله عليه الى الله والامة مضطرة الى المهدي لأنه هو فرج الله الذي يفرج به عن المضطرين وهذا ايضاً ورد في بعض فقرات دعاء الندبة، ورد هذا المعنى فأذن القضية هي عامة في جميع الناس ولكن الامام المهدي وشيعة الامام المهدي هم من اجلى صورها والذي يؤيد ذلك ان الاية الاخيرة ماذا قالت؟ او ذيل الاية ماذا قال؟ قالت الاية "أمن يجيب المضطر اذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الارض" يعني دائماً الخلافة الالهية تأتي بعد اضطرار الامة، نلاحظ بنو اسرائيل جعلهم الله خلفاء بعد ان اضطروا، بعد ان بلغ بهم الجهد والبلاء مبلغاً كبيراً الله عزوجل انجاهم على يد موسى وجعلهم خلائف في الارض فكأنه الامة تصل الى حد من الاضطرار فيجعلها الله بعد اضطرارها، يجعل كل واحد من الامة خليفة في الارض والخليفة الاعظم هو ولي الله الامام المهدي صلوات الله وسلامه عليه. والله العالم والحمد لله رب العالمين.

*******


أما الآن فقد حان موعدكم أيها الأعزاء مع حكاية هذا اللقاء وعنوانها هو:

لاتسأل ولاتقل شيئاً


نقلنا في الحلقة السابقة مستمعينا الأكارم حكاية السيد الكتوم جواد الطهراني التي نال فيها الشفاء من الله عز َّوجلَّ ببركة توسله ببقية الله المهدي أرواحنا فداه في مسجده في قرية جمكران قرب مدينة قم المقدسة… وعرفنا هناك أن هذه الحادثة كانت سبباً في ان يلتزم الحاج الخير ولي الله الشيرازي صديق السيد جواد الطهراني والذي أرشده الى زيارة هذا المسجد المقدس طلباً للشفاء إلتزامه بزيارة المسجد كل ليلة أربعاء لخدمة زواره وقد استمر على هذه الخدمة على مدى ثلاثة عقود وفي هذه الحلقة ننقل لكم أعزاءنا حكاية ترتبط بالحاج ولي الله الشيرازي نفسه وكلاً الحكايتين نقلهما مؤلف كتاب (عشاق الامام المهدي عليه السَّلام حجة الاسلام الشيخ أحمد القاضي الزاهدي، عن الحاج ولي الله الشيرازي مباشرة… ننقل لكم الحكاية بعد قليل فأبقوا معنا:

*******


يقول الحاج ولي الله الشيرازي، جرياً على ما ألتزمت به، جئت من طهران الى مسجد صاحب الزمان في جمكران لإعداد الشاي وتقديمه للزائرين، كان ذلك في سنة ألف وأربعمائة واثنتي عشرة للهجرة، احتجنا للقيام بعملنا الى قنينة غار مسيل، فذهبت لجلبها وعندما حملتها لوضعها في السيارة شعرت بصوت في عظامي تلاه ألم شديد، لم أهتم بالأمر كثيراً في بداية الأمر، وعندما عدت الى طهران اشتد بي الألم إلا أن كثرة مشاغلي منعتني من الاسراع في مراجعة الاطباء حتى تورمت رجلي الى درجة العجز عن ادخالها في الحذاء ورغم ذلك كنت أستعيض عن الحذاء بالنعال وأتكأ على عكاز للمجيء الى مسجد جمكران، فقال لي اصدقائي: ياحاج ولي الله أسرع للذهاب للعلاج قبل ان تتطور حالتك وفي الاسبوع التالي جئت للمسجد محمولاً اذ لم أقدر على السير.

*******


مستمعينا الاكارم اضطر الحاج ولي الله الى مراجعة الأطباء فأعلن بعضهم بعد أخذ الصور الشعاعية أن الكسر في عظام قدمه قد أوجد شقاً واسعاً لا يمكن جبره، وأحذق الأطباء أخبره أن علاجه يتطلب اجراء عملية معقدة تكلف أربعمائة ألف تومان وهو مبلغ كبير جداً يومذاك ولم يكن الحاج يملكه كما أن تعففه منعه من الاقتراض. وفي الاسبوع التالي جاء الى مسجد جمكران مع أصدقائه ورفض العودة الى طهران كما هي عادته فبقي وحده في المسجد يتعبد ويدعو ربه وفي السحر توسل بمولاه امام العصر – عليه السَّلام وخاطبه قائلاً: يا سيدي أنت تعلم بحالي، يجب اجراء العملية وليس لدي تكلفتها. يقول الحاج ولي الله فيما جرى له بعد هذا التوسل: بعد أداء صلاة الفجر خرجت الى صحن المسجد وأنا مطرق الرأس فرأيت فجأةً شخصاً ذا هيبة يقف أمامي ويقول لي: اذهب غداً الى الطبيب الذي أخبرك بلزوم اجراء العملية الجراحية ولا تحمل هم تكلفتها، سنبعث التكاليف غداً الى دكانك… وأثناء كلامه أطرقت برأسي الى الارض ثانية ولما انتهى من الكلام رفعت رأسي فلم أر أحداً… وعندما رجعت الى طهران ذهبت بمشقة الى دكاني… جلست ووضعت عكازتي الى جانب الكرسي وبعد قليل جاء شاب ودخل الدكان ودون ان يقول شيئاً وضع ظرفاً فيه نقود على الطاولة، سألته: ما هذا؟ أجاب: لا تسأل ولا تقل شيئاً، فعلمت أنها حوالة من ناحية صاحب الزمان – أرواحنا فداه – التي وعدت بها بالأمس . لم أحسب مقدار ما في الظرف من النقود، لكنني بدأت أصرف منها فكفتني جميع تكلفة العملية الجراحية بل ومصاريفي الاخرى لأكثر من شهرين بعد اجراء العملية. عوفيت مما كنت فيه وواصلت المجيء كل ليلة اربعاء لمسجد صاحب الزمان – عليه السَّلام لخدمة زائريه بكل نشاطٍ والحمد لله!

*******


نشكر لأخواتنا واخوتنا جميل متابعتهم لهذه الحلقة من برنامج شمس خلف السحاب الى لقاء مقبل بأذن الله دمتم بكل خير والسلام عليكم.

*******

 

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة