يابنَ النبيّ المصطفى ووصيِّهِ *** وأخا الزكيِّ ابنَ البتولِ الزاكية
تبكيكَ عيني لا لأجلِ مثوبةٍ *** لكنّما عيني لأجلِكَ باكية
تبتلُّ منكم كربلا بدمٍ ولا *** تبتلُّ منِّي بالدّموعِ الجارية
أَنْسَتْ رزيتُكُم رزايانا التي *** سلفت وهوّنت الرزايا الآتية
وفجائعُ الأيامِ تبقى مدّةً *** وتزولُ وهي إلى القيامةِ باقية
لهفي لِرَكبٍ صُرعُوا في كربلا *** كانت بِها آجالُهُم مُتدانِيَة
نَصروا ابنَ بنت نبيِّهُم طُوبى لَهُم *** نالُوا بنصرتِهِ مَراتِبَ سامية
قَدْ جاوروه هاهُنا بقبورِهم *** وَقُصُورُهُم يومَ الجَزا مُتَحاذِيَة
وَلقدْ يَعِزُّ عِلى رَسولِ اللهِ أن *** تُسبَى نِساهُ إلى يَزيدَ الطاغِيَة
وَيَرَى حُسيناً وَهوَ قُرَّةُ عَينِه *** وَرِجَالَهُ لم تَبْقَ مِنهُم بَاقِيَة
وَجُسومُهُم تَحتَ السَنابِكِ بِالعَرَى *** وَرُؤوسُهُم فَوقَ الرِمَاحِ العَالِيَة
وإذْ أَتَتْ بِنتُ النَبِيِّ لِرَبِّهَا *** تَشكُو وَلا تَخفَى عَليهِ خَافِيَة
رَبِّ انتَقِم مِمَّنْ أَبَادُوا عِترَتِي *** وَسَبَوا عَلى عُجُفِ النِياقِ بَنَاتِيَه
وَاللهُ يَغضَبُ لِلبَتولِ بِدونِ أنْ *** تَشكُو فَكيفَ إذَا أَتَتهُ شَاكِيَة