البث المباشر

تفسير موجز للآيات 7 إلى 11 من سورة المنافقون

السبت 24 أغسطس 2024 - 11:54 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- نهج الحياة: الحلقة 1017

 

بسم الله الرحمن الرحيم وبه تبارك وتعالى نستعين والصلاة والسلام على خير خلق الله محمد الأمين وعلى آله الطاهرين المنتجبين.. أحبتنا المستمعين الأكارم في كل مكان السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.. تحية طيبة لحضراتكم وأهلاً بكم في حلقة أخرى من برنامج "نهج الحياة" حيث سنكمل فيها تفسير ما تبقى من آيات سورة المنافقون نبدأها بالإستماع الى تلاوة الآيتين السابعة والثامنة منها..

هُمُ الَّذِينَ يَقُولُونَ لَا تُنفِقُوا عَلَى مَنْ عِندَ رَسُولِ اللَّهِ حَتَّى يَنفَضُّوا وَلِلَّهِ خَزَائِنُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَفْقَهُونَ{7} يَقُولُونَ لَئِن رَّجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ{8}

تشير الآية السابعة، مستمعينا الكرام، إلى أن محاصرة المؤمنين إقتصادياً والتضييق عليهم، هي من الأساليب التي يتبعها الأعداء، كما كان المنافقون يقولوا لبعضهم الآخر لا تنفقوا على من عند الرسول حتى يتفرقوا عنه.

وجاء في رواية عن الإمام الصادق عليه السلام قوله: "لقد فوض الله للمسلم كل أموره ولم يفوض له أن يكون ذليلا" وسُئل (ع): كيف يذل المؤمن نفسه؟ فأجاب الصادق (ع): "يتعرض لما لا يطيق ويدخل في ما يعتذر منه".

ومما تعلمه إيانا هاتان الآيتان الكريمتان أولاً: أحد أساليب المنافقين في تقويض دعائم النهج وتضعيف القائد هو التفرقة.

ثانياً: أعطوا الأمل لأنفسكم وردوا على كلام العدو الفارغ.

وثالثاً: ضمن الله تعالى العزة والنصر للمؤمنين بشرط أن يثبتوا على إيمانهم.

أما الآن، أيها الأعزة الكرام، ننصت وإياكم خاشعين إلى تلاوة الآية التاسعة من سورة المنافقون المباركة..

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ{9}

أيها الأفاضل، رغم إنتهاء الآيات المتعلقة بالمنافقين، ولكن بما أن الحب الشديد للدنيا أحد عوامل النفاق، تحذر هذه الآية المؤمنين من أن يكون أولادهم وأموالهم سبباً في غفلتهم عن ذكر الله.

ومما نستقيه من هذه الآية الشريفة أولاً: يجب مخاطبة المؤمنين باحترام عند وعظهم لكي يقبلوا الوعظ.

ثانياً: تقديم ذكر الله على المال والولد هو من ضروريات الإيمان.

ثالثاً: المال والولد، قل أو كثر، يمكن أن يكون مانعاً من ذكر الله.

ورابعاً: الغفلة عن ذكر الله هي الخسارة الحقيقية.

والآن، إخوة الإيمان، ندعوكم للإستماع الى تلاوة مرتلة من الآيتين الآخرتين أي العاشرة والحادية عشرة من سورة المنافقون المباركة..

وَأَنفِقُوا مِن مَّا رَزَقْنَاكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُن مِّنَ الصَّالِحِينَ{10} وَلَن يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْساً إِذَا جَاء أَجَلُهَا وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ{11}

أيها الإخوة والأخوات، يقول المنافقون في الآية السابعة: لا تساعدوا أصحاب النبي حتى ينفضوا من حول النبي؛ وتحاول هذه الآية أن تبطل مخطط المنافقين وتقول للمؤمنين: يا أيها الذين آمنوا ساعدوا المؤمنين حتى لا ينفضوا من حول الرسول.

كما تخبر الآية العاشرة أن إذا آمن الإنسان بالموت وبالقيامة، فسيكون الإنفاق بالنسبة إليه يسير جداً. وجاء في الحديث عن النبي الأكرم (ص): "ما من أحد يموت ولم يؤد زكاة ماله ولم يحج إلا سأل الكرة".

وتشير الآية الحادية عشرة إلى أن طلب المهلة والرجعة إلى الدنيا غير مقبول، لا في لحظة الموت، كما ذكرت الآية المئة من سورة المؤمنون وهذه الآية، ولا في يوم القيامة، كما ورد في الآية السابعة بعد المئة من سورة المؤمنون المباركة.

ومما تفيدنا هاتان الآيتان الشريفتان يمكن الإشارة أولاً: يجب تهيئة الأرضية لدعوة الناس إلى عمل الخير.

ثانياً: كل ما نملك هو من عند الله وليس من أنفسنا.

ثالثاً: يأتي الموت على حين غرة ولا يمكن تأخيره.

رابعاً: يجب أن نعالج الواقعة قبل وقوعها، فعندما يحل الموت يغلق باب العمل.

خامساً: يتحسر الأغنياء الذين لم يكونوا أهلاً للإنفاق في الدنيا ويندمون كثيراً لحظة الموت.

وسادساً: الإنفاق على المحرومين دليل على الصلاح.

مستمعينا الأفاضل، ومع إنتهاء تفسير سورة المنافقون المباركة وصلنا وإياكم الى ختام هذه الحلقة من برنامج "نهج الحياة" فحتى الملتقى في الحلقة القادمة دمتم بخير ونسألكم الدعاء.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة