البث المباشر

هذا ما جاء في رسالة مرجع ديني إيراني إلى البابا بشأن غزة

الثلاثاء 29 يوليو 2025 - 09:03 بتوقيت طهران
هذا ما جاء في رسالة مرجع ديني إيراني إلى البابا بشأن غزة

قدّم سفير الجمهورية الإسلامية الإيرانية لدى الفاتيكان رسالة المرجع الديني آية الله حسين نوري الهمداني، إلى البابا ليون الرابع عشر، زعيم الطائفة لكاثوليكية في العالم، والذي أكد فيها إن ما يحدث من فظائع في غزة أمرٌ لا يُمكن تصوّره بأي معيار ديني أو إنساني أو أخلاقي، ويتنافى مع مع كافة المبادئ الإنسانية والاخلاقية والدينية والقانون الدولي.

وجاء في الرسالة:

كما تعلمون، فإن كرامة الإنسان، أي شرفه وعظمته وقيمته الجوهرية، هي أحد المفاهيم الأساسية في الأديان السماوية. لقد أكدت جميع الديانات الإبراهيمية على المكانة السامية للإنسان، واعتبرته كائنًا ذا قيمة جوهرية وقدرات روحية، خلقه الله تعالى على نحو خاص. وتؤكد جميع الديانات السماوية على مبادئ المساواة والحرية والمسؤولية وحقوق الإنسان، وترفض بشدة التمييز العنصري والإثني والطبقي.

وأضاف:

"من البديهي أن الديانات السماوية، على الرغم من اختلاف معتقداتها، تشترك في تأكيدها على كرامة الإنسان الأصيلة. فهذه الكرامة ليست أساس حقوق الإنسان فحسب، بل هي أيضًا أساس التفاعل الأخلاقي والإنساني بين أتباع الديانات المختلفة. وفي عالم يتزايد فيه العنف والتمييز، فإن العودة إلى هذا المبدأ المشترك يمكن أن تكون طريقًا مرغوبًا فيه للتعايش السلمي والتفاهم بين الأديان".

وتابع:

"كما تعلمون، غزة أرض محاصرة أصبحت اليوم رمزًا لمظلومية الانسان في وجه القمع والظلم. بينما يشهد العالم موت الأطفال والنساء والرجال الأبرياء يوميًا بسبب الجوع والعطش ونقص الدواء، أحدث الكيان الصهيوني كارثة غير مسبوقة في التاريخ المعاصر بمواصلته حصار غزة ومنع دخول الغذاء والمساعدات الإنسانية. هذا السلوك مرفوض ومدان تمامًا، ليس فقط من منظار إنساني، بل أيضًا من منظار ديني وأخلاقي وقانوني دولي".

وأكد أن الإسلام دين رحمة وإنسانية، وإيذاء الأبرياء، وخاصة الأطفال والنساء، مُدان بشدة. في تعاليم المسيح، تُعدّ مساعدة الجياع والمحتاجين واجبًا إلهيًا. كما تُشدد التوراة على العدل والإحسان للآخرين. من منظار الأديان السماوية، يُعدّ حرمان الناس من الطعام ظلمًا فادحًا يخالف إرادة الله.

وأردف:

"من منظار الأخلاق الإنسانية والضمير الواعي، يُعدّ حصار مئات الآلاف من الأبرياء، بمن فيهم النساء والأطفال، والضغط عليهم والاعتداء عليهم بوحشية ومنعهم من الحصول على الغذاء والدواء خطأً لا يُغتفر. الأخلاق الإنسانية مبنية على كرامة الإنسان الأصيلة. كل إنسان بريء، بغض النظر عن جنسيته أو دينه أو عرقه، يستحق حياة كريمة. إن حرمان شعب من الطعام والماء والدواء عمدًا جريمة ضد الضمير الإنساني، وإنكارٌ للمبادئ الأساسية للتعايش الإنساني. إن معاملة الكيان الصهيوني لاهل غزة ليست غير أخلاقية ولا إنسانية فحسب، بل تُشكل أيضًا جريمة حرب وفقًا لوثائق القانون الدولي المُعتمدة".

وتابع:

"إن معاملة الكيان الصهيوني الظالمة واللاإنسانية لاهل غزة، بمنعه دخول الغذاء والإمدادات الحيوية للقطاع، تُمثل انتهاكًا صارخًا للمبادئ الدينية والإنسانية والأخلاقية والقانون الدولي. هذا العمل لا يستحق إدانة عالمية فحسب، بل يستحق أيضًا ملاحقة دولية وعقابًا دوليًا. من واجب جميع الأحرار، ومنظمات حقوق الإنسان، والمؤسسات الدينية، ودول العالم، ألا يلتزموا الصمت إزاء هذه الجريمة، وأن يكونوا صوتًا لاهل غزة المُضطهدين".

واعتبر ما يحدث في غزة بانه أمرٌ لا يُصدق بأي معيار ديني أو إنساني أو أخلاقي ، اذ يموت عشرات الأطفال يوميًا بسبب القحط والمجاعة، وهي إبادة جماعية واضحة تؤلم قلب كل إنسان حر. في ظل هذه الظروف المروعة، لو كان أنبياء الله كموسى (عليه السلام) وعيسى (عليه السلام) ومحمد (ص) حاضرين، هل كانوا سيتحملون كل هذه المعاناة والكارثة؟ أم كانوا سيكتفون بمشاهدة هذه الأحداث العنيفة واللاإنسانية دون أي رد فعل؟ نأمل أن يتخذ فخامتكم والقادة الدينيون الآخرون إجراءات فعّالة ومؤثرة لمنع هذا النوع من الجرائم ضد الإنسانية التي يرتكبها الكيان الصهيوني.

وفي الختام، أقترح على الديانات الإبراهيمية، مع إدانتها لإساءة استخدام الدين كأداة لخلق المآسي المذكورة آنفًا (استمرار 80 عامًا من الجرائم بذريعة إقامة دولة يهودية على يد الصهاينة المجرمين)، أن تستخدم كامل طاقاتها لحظر وإدانة استخدام القوة والعنف من جهة، وتعزيز السلام والإنسانية من جهة أخرى، في إطار واعٍ وعالمي.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة