البث المباشر

خطوة نوعية إيرانية نحو الاستقلال التقني في الفضاء

الثلاثاء 29 يوليو 2025 - 17:35 بتوقيت طهران
خطوة نوعية إيرانية نحو الاستقلال التقني في الفضاء

أعلن رئيس منظمة الفضاء الإيرانية، الدكتور حسن سالارية، عن نجاح إطلاق أول قمر صناعي اتصالاتي إيراني يعمل ضمن نطاق التردد الدولي "KU"، مشيرًا إلى أن هذا الإنجاز يُعد خطوة نوعية على طريق تطوير التكنولوجيا الفضائية المحلية.

قال سالارية إن القمر الصناعي الجديد صُمّم وصُنِع بجهود مشتركة بين معهد أبحاث الفضاء الإيراني التابع لوزارة الاتصالات والتقنية، وبالتعاون مع شبكة من الشركات المعرفية المحلية.

وأوضح أن القمر أُطلق إلى المدار بنجاح في يوليو، وهو الأول من نوعه الذي يعمل في نطاق التردد KU، الذي يُعد أحد أكثر النطاقات استخدامًا عالميًا في مجال الاتصالات الاحترافية، وبث الإذاعة والتلفزيون، وتوفير خدمات الإنترنت والنطاق العريض (Broadband).

وأشار إلى أن هذا القمر يختلف تقنيًا عن الأقمار السابقة مثل "ناهيد 1" الذي عمل في نطاق S، إذ إن نطاق KU يوفر ترددًا وعرض نطاق أعلى، مما يتيح نقل كمّ أكبر من البيانات وبجودة أفضل.

 

تصميم محلي بالكامل ومكونات مبتكرة

وأضاف سالارية أن الحمولة الرئيسية للقمر الصناعي هي مرسل-مستقبل (Transceiver) يعمل في نطاق KU، صممه وصنعه خبراء إيرانيون، إلى جانب مكونات أخرى تشمل إدارة الطاقة، أنظمة التحكم، وحدات المعالجة، والأنظمة الاتصالية الأخرى في نطاقات مثل S وU – جميعها بتقنيات محلية.

وأشار إلى أن الاختبارات المدارية الأولية أثبتت سلامة أداء معظم الأنظمة الفرعية، وأن مرحلة "تثبيت الدوران" (Stabilization) أُنجزت بنجاح، وهي مرحلة حيوية للانتقال إلى التحكم الدقيق بالزاوية، مما يتيح توجيه المعدات بدقة وتنفيذ مهام الاتصال بكفاءة.

وأكد أن النجاح في هذه المرحلة يدل على تشغيل العديد من الأنظمة الحيوية بشكل فعّال، ما يعزز الثقة في التصميمات الداخلية.

 

التحضير لإطلاق النموذج الثاني وتحقيق الاستقلال الفضائي

وكشف رئيس منظمة الفضاء الإيرانية أن نموذجًا ثانيًا من القمر الصناعي جاهز للإطلاق، لكن استراتيجية المنظمة تقتضي جمع وتحليل بيانات القمر الأول بدقة، ثم تحسين النموذج الثاني قبل إطلاقه باستخدام الصاروخ الحامل "سيمرغ".

ولفت إلى أن القمر الصناعي الحالي ينتمي إلى فئة الأقمار منخفضة المدار (LEO)، والتي تواجه تحديات زمنية في الاتصال بالأرض، ما يتطلب لاحقًا شبكة متكاملة من الأقمار لتوفير تغطية مستمرة، وصولًا إلى الهدف النهائي: أقمار الاتصالات في المدار الثابت (GEO) على ارتفاع 36 ألف كيلومتر.

 

الفضاء في حياة الناس ودور الشركات المعرفية

وأوضح سالارية أن تطبيقات الفضاء حاضرة في حياة الناس اليومية، بدءًا من أنظمة تحديد المواقع في الهواتف المحمولة، إلى الاتصالات في المناطق النائية، بل وحتى البث التلفزيوني والإنترنت عبر الأقمار الصناعية.

وأشاد بالدور المتزايد للشركات المعرفية الإيرانية، التي بات بعضها يمتلك القدرة على تصميم وتصنيع أقمار صناعية كاملة، مشيرًا إلى نماذج محلية ناجحة أُطلقت سابقًا وتم تصدير بعضها أيضًا.

 

صناعة فضائية اقتصادية ومنافسة

وأكد أن تكاليف صناعة الأقمار الصناعية في إيران أقل بكثير من مثيلاتها في الدول الأخرى، وأن الاستثمار الأولي في البحث والتطوير ضروري، لكن العائد المستقبلي كبير، وقدرات إيران قابلة للمنافسة عالميًا.

وقال إن إيران تمتلك اليوم جميع المقومات الأساسية: من تصميم الأقمار، وصناعة الصواريخ الحاملة، إلى منصات الإطلاق ومحطات استقبال البيانات، مؤكدًا أن البلاد ناشطة في مجالات الأقمار النانوية، والاتصالات، والاستشعار عن بعد.

 

مستقبل واعد وأقمار جديدة في الطريق

وكشف سالارية أن مشروع قمر "ناهيد" بوزن 110 كغم يُعد أحد الإنجازات المهمة، إلى جانب قمر "فارس" الذي أُطلق قبل عامين. كما أعلن أن قمرًا جديدًا باسم "سباسكزارم" قيد التصميم حاليًا، ومن المتوقع إطلاقه خلال عام (2027 م) إن لم يكن قبل ذلك.

وفي ختام حديثه، أعرب رئيس منظمة الفضاء الإيرانية عن تفاؤله بمستقبل القطاع الفضائي، قائلاً إن إيران تتقدم بثقة نحو التمكين الكامل في تكنولوجيا الفضاء، وإن هذه الجهود تمهّد الطريق إلى الاستقلال التقني والتصدير العالمي.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة