وشدد إيرواني في رسالته على أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية تطالب مجلس الأمن والأمين العام للأمم المتحدة بإدانة هذه الجريمة الإرهابية بأشد العبارات، واتخاذ موقف حازم ومبدئي ضد جميع أشكال ومظاهر الإرهاب، دون النظر إلى هوية أو دوافع أو انتماءات مرتكبيها.
نص الرسالة:
بسم الله الرحمن الرحيم
هذه الرسالة تأتي بهدف لفت انتباهكم العاجل إلى جريمة إرهابية مروعة أخرى ارتكبتها زمرة "جيش العدل" الإرهابية المسلحة داخل أراضي الجمهورية الإسلامية الإيرانية.
صباح يوم السبت، 26 يوليو 2025، في تمام الساعة 8:45 بالتوقيت المحلي، هاجم ثلاثة عناصر مسلحين من "جيش العدل" مبنى محكمة مدينة زاهدان، مركز محافظة سيستان وبلوشستان، في هجوم متعمد ووحشي استهدف المدنيين الأبرياء. وأسفر هذا الهجوم الإرهابي عن استشهاد ما لا يقل عن ستة مدنيين أبرياء، بينهم أم ورضيعها البالغ من العمر ستة أشهر، إلى جانب إصابة 24 شخصاً آخرين، اثنان منهم في حالة حرجة. وقد تمكنت القوات الأمنية الإيرانية من القضاء على المهاجمين الثلاثة في عملية سريعة وحاسمة. واعترف تنظيم "جيش العدل" صراحة وعلناً بمسؤوليته عن هذه الجريمة البشعة.
يُعد هذا الهجوم الجبان الأكثر دموية لزمرة "جيش العدل" منذ أكتوبر 2024، حين هاجم عناصرها قافلة لقوات الأمن الداخلي، ما أدى إلى استشهاد عشرة عناصر من قوى الأمن. وتمتلك هذه الجماعة الإرهابية سجلاً طويلاً وموثقاً في استهداف المدنيين وقوات الأمن والمؤسسات العامة.
ويثير القلق الشديد استمرار هذه الزمرة في نشاطها الإرهابي بوضوح وبحصانة مثيرة للقلق، وذلك بفضل صلاتها وتنسيقها مع فرع "داعش – خراسان" ودعمها من قِبل أطراف خارجية، بما في ذلك الكيان الصهيوني، الذي يمتلك سجلاً طويلاً في تنفيذ أعمال إرهابية وتخريبية ضد إيران. وتؤكد الأدلة أن هذه الزمرة تتلقى دعماً مادياً وتدريبياً ومالياً من الخارج.
وعليه، تطالب الجمهورية الإسلامية الإيرانية مجلس الأمن الدولي والأمين العام للأمم المتحدة بإدانة هذه الجريمة الإرهابية الشنيعة بأشد العبارات، واتخاذ موقف حازم ومبدئي ضد الإرهاب بكل أشكاله، دون تمييز أو استثناء.
كما تجدد إيران التزامها الثابت بالدفاع عن شعبها وحماية أمنها الوطني في مواجهة أي أعمال إرهابية. وستواصل مؤسساتها المختصة العمل بحزم وعزم، وبالاستفادة من جميع الإمكانيات المتاحة، لمكافحة الجماعات الإرهابية وداعميها، حتى يتم اجتثاث هذه التهديدات بالكامل من أراضي الجمهورية الإسلامية الإيرانية.
إن هذه الأعمال الإرهابية والتخريبية، وخاصة تلك التي تُخطط وتُموَّل وتُدعَم من قبل أطراف أجنبية، لن تثني الجمهورية الإسلامية عن أداء واجبها السيادي في حماية شعبها وتحقيق العدالة.
وستكون موضع تقدير إذا ما قررتم توزيع هذه الرسالة كوثيقة رسمية لمجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة، ضمن البند 110 من جدول الأعمال، بعنوان "الإجراءات للقضاء على الإرهاب الدولي".
مع فائق الاحترام،
أمير سعيد إيرواني
سفير ومندوب الجمهورية الإسلامية الإيرانية الدائم لدى الأمم المتحدة