البث المباشر

جنادة بن كعب الانصاري

الأحد 17 فبراير 2019 - 11:11 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- مع الصادقين: الحلقة 370

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين.
ومن اعيان الصادقين ومشاهيرهم مضموناً ومعنى هو الصحابي الجليل جنادة بن كعب الانصاري، هذا بطل من ابطال الاسلام صحابي شهير يحبه رسول الله(ص) وله ادوار جهادية شريفة وايضاً ابوه كعب بن الحرث الانصاري الخزرجي ايضا صحابي من الذين صحبوا رسول الله(ص) وجاهد معه، لما نستقرأ ملف صحابة الحسين(ع) يوم الطف نرى اصحاب الحسين فيهم ظاهرة التنوع فمثلاً فيهم صحابة صحبوا الرسول وعاصروا النبي وفيهم اصحاب لامير المؤمنين وفيهم تابعون وفيهم شباب وفيهم كهول وفيهم من تجاوز التسعين من السن وسبحان الله هذا جنادة بن كعب الانصاري هو صحب النبي وابوه صحب النبي لكن شاء الله سبحانه وتعالى لان هذا الرجل السعيد ان يكون ذو عاقبة ونهاية غراء فيستشهد بين يدي ابي عبد الله الحسين(ع) وهذا الرجل كان حاضر بين الصفا والمروة في مكة لما خطب الحسين(ع) بسبب محاصرة بني امية له وتهديده بالقتل وحول قراره بأن يبدل الحج الى عمرة مفردة ويهاجر من مكة فكان في الاجتماع حوالي عدد كبير من الصحابة وسبعمئة من التابعين ولما خطب الحسين وذكر الحيثيات التي تأمره او تفرض عليه المغادرة ووضعية الصراع بينه وبين بني امية كل هؤلاء كانوا يقرون كلام الامام ولكن تقاعسوا عنه الا القليل ممن وفى لرعاية الحق ومن بين هؤلاء جنادة‌ بن كعب الانصاري، صحب الحسين من مكة ومعه زوجته وولده لما جاء بزوجته وولده ليقحمهم في المعارك في الواقع هذا له عدة معاني لكن المعنى السائد والملموس ان بعض هؤلاء صحبوا نساءهم لئلا تتخذ بعدهم نساءهم رهائن بيد الامويين وهذا وارد في مزاج بني امية وذوقهم يطاردون الفرد اذا ما قبضوا عليه يأخذون زوجته فهذا الرجل معه زوجته وولده صحب الحسين واستشهد مع الحسين في الحملة الاولى يوم العاشر من المحرم بعد ذلك استشهد ولده وكذلك زوجته لعبت دوراً ريادياً في القتال بين يدي الحسين تقول السير ان الحسين(ع) لما اصبح يوم العاشر وصلى صلاة الصبح بأصحابه خطبهم فقال ان الله قد اذن في قتلكم فعليكم بالصبر واخذ الحسين يعدهم للكريهة وخشي ابن سعد ان يهيمن الحسين على الجيش ببياناته المدججة بالحجج البليغة فطلب من جيشه استباق الموقف ليشغل الجيش عن سماع كلمات الحسين(ع) ويتقدم في خطوة خبيثة واستفزازية يتقدم ابن سعد فيرشق رشقة‌ كبيرة من النبال صوب مخيم الحسين وهو ينادي اشهدوا لي عند الامير اني اول رامي رمى‌ الحسين، القرآن يقول السابقون السابقون لكن هذا من السابقين الى الشر الى المعصية الى حرب الله ورسوله لان حرب الحسين حرب على الله وعلى الرسول. فلم يبق احد من اصحاب الحسين الا واصابه سهم ونتجت الحملة الاولى عن استشهاد خمسين صريعاً بعد اقتتال ساعة كان من هؤلاء شهيدنا المخلد جنادة بن كعب وولده عمر بن جنادة، وهذه عبرة ودرس للشبيبة وللصغار السن ان عمر بن جنادة‌ الحسين ابى ان يأذن له وكان الحسين(ع) يقول ان هذا غلام صغير وقتل ابوه في المعركة ثم ولعل امه تكره ذلك فسمع الغلام كلام الحسين صاح باكياً سيدي والله ان امي هي التي امرتني بأن اقاتل بين يديك وهنا يأذن الحسين له فيخرج مقاتلاً ثائراً وكان هذا الفتى يرتجز بروح ادبية عالية وهو يقول:

اضق الخناق من بن هند

وارمه في عقره بفوارس الانصار

ومهاجرين مخضبين رماحهم

تحت العجاجة بدم الكفار

يشير بهذا الى ادوار ابوه الجهادية وغيره ممن كان لهم دور مع النبي لان كان في اصحاب الحسين ممن جاهد مع النبي وعلي والحسن(ع) فنستمع الى اهازيجه وهو يقاتل يقول:

ومهاجرين مخضبين رماحهم

تحت العجاجة بدم الكفار

خضبت على عهد النبي محمد

واليوم تخضب من دم الفجار

واليوم تخضب من دماء معاشر

رفضوا الكتاب لنصرة الاشرار

الى ان يقول: 

والله ربي لا ازال مقاتلاً

للفاسقين بمرهف بتار

هذا علي اليوم حق واجب

في كل يوم تعانق وحوار

وقاتل حتى سقط صريعاً فقطع القوم رأسه ورموا بالرأس صوب الحسين وسبحان الله كنا نقرأ هذا في التاريخ ونتعجب الى ان لاحظنا الان عملياً ما يقوم به اسوء الاشرار من قطع رؤوس الناس وحرقهم ويسمون هذا مقاومة‌ في افغانستان الطالبان فعلوا ذلك ومثلوا بأجساد الضحايا وهكذا في العراق تقطع رؤوس بعض الناس وهؤلاء ليسوا الا لاعداء الاسلام ليعطوا صورة كريهة عن الاسلام وفضح الاسلام، بعدما سقط هذا الفتى صريعاً لعبت امه دوراً كبيراً وكانت تقاتل واصيبت بجراحات رغم ان المرأة اسقط الله عنها الجهاد المرأة من العناصر التي لا يوجب الاسلام عليها الجهاد لكنها ابت ان تترك الحسين(ع) وحيداً كما فعلت نسيبة في عهد رسول الله نسيبة بنت كعب الانصارية اصيبت بثلاثة عشر جراحاً والنبي يصفها يقول ما التفت يميناً ولا شمالاً الا ورأيتها تقاتل دوني، كذلك العنصر النسوي لعب دوراً مع الامام امير المؤمنين وهكذا الحال مع الامام ابي عبد الله الحسين وهذه زوجة الصحابي جنادة بن كعب كانت بيدها عمود تقاتل والحسين ردها الى الخيمة وكان يقول مثلاً يا اخت كتب القتل والقتال علينا وعلى الصافنات جر الذيول اجمالاً اقول ان كتب التاريخ والتراجم تزخز ببطولات اصحاب الحسين وتذكرهم بكل جميل بخصوص هذا البطل الشيخ الممقاني اعلى الله مقامه في كتابه تنقيح المقال يقول جنادة بن كعب الانصاري الخزرجي كان من المخلصين في ولاءه للحسين وجده وصحب الحسين من مكة وجاء ومعه ابنه عمر حتى نالوا شرف الشهادة في سبيل الله سبحانه وتعالى. وقال الشيخ القرشي في كتاب حياة الامام الحسين حول جنادة وابنه عمر قال برز هذا الفتى النبيل وهو اصغر جندي في معسكر الحسين ولكنه كان يفوق في عقله ودينه كل من كان في معسكر بن سعد اخذ الله بأيدينا للاقتداء بهذا الشهيد ووفق ابناءنا وصغارنا للاقتداء بولده الذي رفض كل ملذات الحياة ليلقى الله شهيداً بين يدي ربه «وسارعوا الى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والارض اعدت للمتقين» أسأل الله لهما الرحمة والرضوان والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة