البث المباشر

تفسير موجز للآيات 14 الى 16 من سورة الفتح

السبت 24 أغسطس 2024 - 11:43 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- نهج الحياة: الحلقة 952

 

بسم الله وله الحمد حمد الشاكرين وأزكى الصلوات وأتم التسليم على سيد الخلائق أجمعين محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين.. حضرات المستمعين سلام عليكم ورحمة من الله تعالى وبركات، تحية طيبة لكم أينما كنتم وأنتم تستمعون الى حلقة جديدة من برنامجكم القرآني "نهج الحياة" وتفسير ميسر من آيات سورة الفتح المباركة فابقوا معنا..

--فاصل—

أما الآن، إخوتنا الأكارم، وقبل أن نبدأ بتفسيرها ندعوكم للإستماع الى تلاوة الآية الرابعة عشرة من سورة فتح المباركة..

وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَغْفِرُ لِمَن يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَن يَشَاءُ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً{14}

أيها الأفاضل، تشير هذه الآية المباركة، الى أن المراد من "يغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء" أن الإنسان وبعد الإعتقاد بعدل الله وحكمته، يرى نفسه أهلاً للمغفرة في الحالات التي هي محل للمغفرة والرحمة، وأهلاً للعقاب والعذاب في الموارد المناسبة لذلك.

وتعلمنا هذه الآية الكريمة عدة تعاليم منها أولاً: من بيده المغفرة والعفو هو صاحب القدرة المطلقة.

ثانياً: لطف الله يغلب قهره وغضبه ويستفاد من عبارة (يغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء) تقدم المغفرة على العذاب.

ثالثاً: باب التوبة مفتوح للعباد على الدوام.

رابعاً: في الوقت الذي يصلح الله للإنسان ماضيه، هو قادر برحمته على أن يصلح مستقبله بالوعد المتجدد بالمغفرة الدائمة.

وخامساً: مغفرة الله سبحانه تنشأ من رحمته وليس من حاجته الى المغفرة.

--فاصل—

أما الآن، مستمعينا الكرام، ندعوكم للإستماع الى تلاوة الآية الخامسة عشرة من سورة الفتح المباركة..

سَيَقُولُ الْمُخَلَّفُونَ إِذَا انطَلَقْتُمْ إِلَى مَغَانِمَ لِتَأْخُذُوهَا ذَرُونَا نَتَّبِعْكُمْ يُرِيدُونَ أَن يُبَدِّلُوا كَلَامَ اللَّهِ قُل لَّن تَتَّبِعُونَا كَذَلِكُمْ قَالَ اللَّهُ مِن قَبْلُ فَسَيَقُولُونَ بَلْ تَحْسُدُونَنَا بَلْ كَانُوا لَا يَفْقَهُونَ إِلَّا قَلِيلاً{15}

أيها الأفاضل، ورد في سبب نزول الآية، أن بعض المتخلفين عن الحديبية أرادوا اللحاق بالمسلمين في خيبر فقرر النبي (ص) أن غنيمة خيبر لمن شهد الحديبية دون غيره، فأرادوا تغيير الأمر عما أراد فكشفهم الله بنزول الآية.

وما نستقيه من هذه الآية المباركة أيها الكرام أولاً: بعض الناس انتهازيون يبحثون عن المغنم فيشاركون في أوقات الرخاء و حالات توقع المكاسب.

ثانياً: المتخلفون طالما يريدون أن يبدلوا كلام الله ويحوروا مضمونه.

ثالثاً: لابد من تخصيص المجاهدين المخلصين ببعض الإمتيازات التي لا ينالها الذين يقصرون في أداء واجباتهم.

رابعاً: على الإنسان القيادي أن يقول ما يريد الله وينسب مضمون كلامه الى الله.

وخامساً: عندما يستبد الإنحراف بالإنسان يعجز عن فهم موقعه وأسباب فشله، فبدل أن يعود الى نفسه ليفتش عن نقاط الضعف فيها، يخطئ التحليل فيرجّع الفشل الى حسد المؤمنين.

--فاصل—

والآن، إخوتنا الأكارم، ننصت وإياكم خاشعين الى تلاوة الآية السادسة عشرة من سورة الفتح المباركة ومن ثم نشرع ببيانها فكونوا معنا..

قُل لِّلْمُخَلَّفِينَ مِنَ الْأَعْرَابِ سَتُدْعَوْنَ إِلَى قَوْمٍ أُوْلِي بَأْسٍ شَدِيدٍ تُقَاتِلُونَهُمْ أَوْ يُسْلِمُونَ فَإِن تُطِيعُوا يُؤْتِكُمُ اللَّهُ أَجْراً حَسَناً وَإِن تَتَوَلَّوْا كَمَا تَوَلَّيْتُم مِّن قَبْلُ يُعَذِّبْكُمْ عَذَاباً أَلِيماً{16}

مما تعلمه إيانا هذه الآية المباركة، أيها الأطائب، أولاً: ينبغي إبقاء باب الحوار مفتوحاً مع المخالفين والمعارضين.

ثانياً: الإخبار عن المستقبل من وجوه إعجاز القرآن الكريم.

ثالثاً: لا ينبغي سد باب العودة في وجوه المتخلفين على الرغم من تخلفهم، وذلك كي لا نخسرهم الى الأبد.

رابعاً: ينبغي أن لا نستهين بقدرات العدو.

خامساً: لا ينبغي أن نغفل عن ذكر الحق حتى في حق العدو.

وسادساً: على الداعية الى الله أن يقرن الترغيب بالترهيب.

---فاصل---

إخوة الإيمان، في ختام هذه الحلقة من برنامج "نهج الحياة" نشكر لكم حسن استماعكم وطيب متابعتكم لبرنامجنا هذا ونسألكم الدعاء.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة