البث المباشر

تفسير موجز للآيات 5 الى 9 من سورة الفتح

السبت 24 أغسطس 2024 - 11:43 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- نهج الحياة: الحلقة 950

 

بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله حمد الشاكرين ثم الصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين.. أحبتنا المستمعين الأكارم سلام عليكم ورحمة من الله تعالى وبركات.. تحية عطرة لكم وأنتم تتابعون معنا برنامجكم القرآني "نهج الحياة" وتفسيراً ميسراً من آي الذكر الحكيم، حيث سنواصل في هذه الحلقة من البرنامج تفسير آيات سورة الفتح المباركة نبدأها بالإستماع الى تلاوة الآية الخامسة فرافقونا على بركة الله..

لِيُدْخِلَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَيُكَفِّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَكَانَ ذَلِكَ عِندَ اللَّهِ فَوْزاً عَظِيماً{5}

أيها الأفاضل، أشارت الآيتان الأولى والثانية من هذه السورة الى نعَمٍ أنعم الله بها على نبيه (ص)، وفي الآيتين الرابعة والخامسة إشارة الى مجموعة من النعم أنعم بها سبحانه على المؤمنين.

ونعم النبي (ص) هي: النصر المبين والمغفرة وإتمام النعمة وهدايته ونصرته في ظل الفتح المبين. أما النعم التي أنعم الله بها على المؤمنين، فهي: السكينة وزيادة الإيمان ودخول الجنة والغفران.

ومما تعلمه إيانا هذه الآية الكريمة أولاً: السكينة والإطمئنان من أسباب زيادة الإيمان ومن المقدمات التي تفضي الى دخول الجنة.

ثانياً: الإيمان لا يعني العصمة من الوقوع في الخطأ والمعصية.

ثالثاً: يستحق المؤمنون دخول الجنة بإغضاء الله نظره عن سيئاتهم وتكفيرها لهم، وليس بأعمالهم.

ورابعاً: السعادة والفوز الحقيقي هما الجمع بين السكينة في الدنيا والجنة في الآخرة.

--فاصل—

أما الآن، إخوتنا الأطائب، وقبل بيان معانيها، نشنف آذاننا بالإستماع الى تلاوة الآيتين السادسة والسابعة من سورة الفتح المباركة..

وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ الظَّانِّينَ بِاللَّهِ ظَنَّ السَّوْءِ عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلَعَنَهُمْ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَهَنَّمَ وَسَاءتْ مَصِيراً{6} وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزاً حَكِيماً{7}

أيها الأكارم، بعد أن عرضت الآيات السابقة للنعم الإلهية على النبي (ص) وعلى المؤمنين، تشير الآية السادسة الى تهديد الله الموجه الى المنافقين والمشركين.

ولعل ذكر المنافق في هذه الآية قبل المشرك، إشارة الى أن النفاق والمنافق أقبح من الشرك والمشرك.

وورد في رواية عن الإمام الرضا عليه السلام قائلاً: (.. واللهُ تعالى لا يعذب عبداً بعد التوبة والإستغفار، إلا بسوء ظنه وتقصيره في رجائه لله عزوجل..)

ومما نستقيه من هاتين الآيتين الشريفتين أيها الأطائب، أولاً: من المناسب الجمع بين الترغيب والترهيب في سياق واحد، فيوجه التهديد الى من يستحق ويحث على الخير من يتوقع منه الخير، وربما كان ذلك من أجل اكتمال المشهد ووضوح الصورة.

ثانياً: قد تكون حادثة واحدة، نعمة على جماعة من الناس ونقمة على جماعة أخرى منهم؛ فتحاً وفوزاً للمؤمنين وعذاباً على غيرهم.

ثالثاً: سوء الظن بالله من صفات المنافقين والمشركين، وأما المؤمنون فإنهم يحسنون الظن به سبحانه ويتوكلون عليه.

ورابعاً: المنافقون والمشركون في الزيغ والإنحراف شركاء على خط واحد.

--فاصل—

والآن، أيها الأحبة، ندعوكم للإستماع الى تلاوة الآيتين الثامنة والتاسعة من سورة الفتح المباركة..

إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً{8} لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً{9}

مستمعينا الكرام، من المعاني التي ربما تكون مرادة من كلمة "شاهد" في الآية الثامنة هو النموذج الأكمل والأتم، فعندما يوصف النبي (ص) بأنه شاهد، معناه أنه نموذج وقدوة وإنسان كامل.

و(التعزيز) في اللغة، عزيزي المستمع، هو المنع، وفي الآية التاسعة يراد منه الحفظ والحماية من كل ما يسوء.

ومما تعلمنه إيانا هاتان الآيتان المباركتان أولاً: النبي (ص) شاهد على أعمالنا ومطلع على تصرفاتنا.

ثانياً: من الوظائف الموكلة الى النبي (ص) مراقبة العباد والشهادة على أعمالهم، والإنذار والبشارة، ومن الواجبات الملقاة على عاتق الناس الدفاع عن النبي (ص) وعن حياض التشريع الإلهي وحدود الله.

ثالثاً: من القواعد المهمة في التربية، الجمع بين الترغيب والترهيب كما في البشارة والإنذار.

رابعاً: لابد من أن يقترن الدفاع عن رسول الله (ص) بالإحترام، و أن يكون نابعاً من المحبة له.

وخامساً: على الإنسان أن يبقى في حالة ذكر دائمة لله عزوجل، وأفضل الأوقات للذكر والدعاء هما الصباح والمساء.

---فاصل---

إخوتنا الأفاضل، في ختام هذه الحلقة من برنامج "نهج الحياة" تقبلوا تحيات إخوتكم من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران، فحتى لقاء آخر وتفسير موجز آخر من آيات القرآن العظيم نستودعكم الله والسلام عليكم ورحمته تعالى وبركاته.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة