البث المباشر

تفسير موجز للآيات 1 الى 4 من سورة الفتح

السبت 24 أغسطس 2024 - 11:43 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- نهج الحياة: الحلقة 949

 

بسم الله الرحمن الرحيم.. الحمد لله رب العالمين وصل اللهم على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين.. أحباءنا المستمعين الأفاضل سلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته، تحية لكم أينما كنتم وأنتم تستمعون الى حلقة جديدة من برنامج "نهج الحياة" وتفسير موجز من سورة أخرى من القرآن الكريم ألا وهي سورة الفتح المباركة فكونوا معنا وتابعونا مشكورين..

--فاصل—

أيها الأحبة، تتألف سورة الفتح من تسع وعشرين آية حيث نزلت في السنة السادسة للهجرة بعد صلح الحديبة وفي المدينة المنورة.

وأهم القضايا التي تتحدث عنها هذه السورة هي البشارة بفتح مكة، وما يرتبط بصلح الحديبية وبيعة الرضوان، والإشارة الى المنافقين والمتخلفين عن الجهاد.

وتختم أخيراً بالحديث عن الخصائص التي يتصف بها النبي الأكرم صلى الله عليه وآله.

--فاصل—

أما الآن، إخوتنا الأكارم، وقبل أن نشرع بتفسيرها، ندعوكم للإستماع الى تلاوة الآيات الأولى حتى الثالثة من سورة الفتح المباركة...

إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحاً مُّبِيناً{1} لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِن ذَنبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِرَاطاً مُّسْتَقِيماً{2} وَيَنصُرَكَ اللَّهُ نَصْراً عَزِيزاً{3}

في المراد من الفتح في مطلع السورة، أيها الأعزة، احتمالات عدة واختلاف وأشهر رأي أن المراد هو صلح الحديبية، وتكمن أهمية صلح الحديبية في تمهيده لفتح مكة والإنتصارات اللاحقة التي ترتبت عليه.

وأما الـ "الذنب"، إخوتنا الكرام، في أصل اللغة من الذَنَب أو الذيل، واستعير للتعبير عن التبعات التي يحملها الإنسان خلفه نتيجة بعض أعماله.

---فاصل---

ومما نتعلمه من هذه الآيات الكريمات أولاً: لا ينحصر الوصول الى النصر بالحرب والقتال، فربما تنتصر الأمم بوسائل أخرى كالمعاهدات، فقد سمى الله صلح الحديبية أو فتح مكة بالفتح المبين أي النصر الواضح.

ثانياً: على المؤمن أن يلتفت الى أن الله حاضر وراء كل توفيق أو نصر يحصل عليه، وليس جهده وذكاؤه وقدراته الذاتية.

ثالثاً: عندما نعمل لمرضاة الله تعالى، يتولى الله عزوجل الأعداء بالنيابة عنا ويلغي كل محاولاتهم للتشويش علينا.

رابعاً: كل الناس بحاجة الى الهداية الإلهية الى الصراط المستقيم؛ لا سيما النبي الأكرم (ص) لقوله تعالى (ويهديك صراطاً مستقيما).

وخامساً: ما يقدمه الله لعباده هو الأفضل دائماً والأعظم، كالنصر المبين، والنعمة التامة، والهداية الى الصراط المستقيم.

--فاصل—

والآن، مستمعينا الأطائب، نستمع الى تلاوة الآية الرابعة من سورة الفتح المباركة..

هُوَ الَّذِي أَنزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَاناً مَّعَ إِيمَانِهِمْ وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيماً حَكِيماً{4}

السكينة، أيها الأفاضل، من السكون والإطمئنان، وهي حالة من الإستقرار النفسي يمن الله بها على بعض عباده في بعض حالاتهم، فتترتب عليها آثار ونتائج مهمة، منها: عدم الخوف من اللوم والتوكل.

والرعب والسكينة من الله سبحانه، فكما أنه يلقي في قلوب الذين كفروا الرعب، فكذلك هو الذي يلقي في قلوب المؤمنين السكينة.

--فاصل—

ومما تعلمه إيانا هذه الآية الشريفة أولاً: تلقي اللطف الإلهي يحتاج الى استعداد وأهلية.

ثانياً: محل السكينة والإطمئنان هو القلب، والوسيلة إليه هي ذكر الله سبحانه. فيقول عز من قائل عن الذكر (الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله).

ثالثاً: الإيمان مفهوم له درجات ومراتب، وهو يقبل الزيادة والنقص.

رابعاً: يحتاج الإنسان الى درجة من درجات الإيمان ليصل الى السكينة، وبعد أن يحصل على السكينة، يترقى في درجات الإيمان وترتفع رتبته.

وخامساً: من الوسائل والطرق لإكتساب السكينة الإلتفات الى جنود الله في السماء والأرض.

--فاصل—

إخوة الإيمان، في ختام هذه الحلقة من برنامج "نهج الحياة" نشكركم لحسن استماعكم وطيب متابعتكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة