وقالت الصحيفة إن "المسؤولين في كييف حذروا من أن "الادعاء" الروسي قد يكون وسيلة لجر الجنود الأوكرانيين إلى معركة دامية من أجل السيطرة على المدينة، حيث تشير الدلائل إلى أن روسيا لا تزال لديها مجموعة كبيرة من القوات، كما أنها "تفخخ" البنية التحتية هناك لإبطاء تقدم أوكرانيا".
وأعلنت أوكرانيا أنها استعادت 41 مستوطنة وما يصل إلى 530 ميلًا مربعًا في منطقة خيرسون منذ الأول من أكتوبر الماضي، بينما أكدت وزارة الدفاع الروسية، أمس الخميس، نقل قواتها إلى الضفة الشرقية لنهر دنيبرو وفقًا للخطة العسكرية.
وتعتبر خسارة خيرسون، وفقًا لـ"الجورنال"، ضربة قوية للكرملين الذي كان يرسل مسؤولين من موسكو لعقد اجتماعات في خيرسون مع المسؤولين الذين عينهم، كما أنه وعد بأن المدينة "ستبقى روسية إلى الأبد"، وذلك بعد استفتاءات جرت حول ضم المنطقة إلى جانب ثلاث مناطق أوكرانية أخرى.
وأشارت الصحيفة الأمريكية إلى أن "السيطرة على الضفة الغربية لنهر دنيبرو، حيث تقع مدينة خيرسون، قد أبقت على آمال روسيا بشأن بناء جسر بري إلى مدينة أوديسا الأوكرانية، مع الحفاظ على الضغط على ميكولايف إلى الشمال من خلال الضربات المدفعية التي تركت تلك المدينة دون مياه جارية لعدة أشهر".
وأوضحت الصحيفة أنه "إذا استمرت روسيا في انسحاب واسع النطاق من المدينة، فسيكلفها ذلك نقل عدد كبير من القوات عبر النهر إلى الضفة الشرقية مع الاعتماد على المراكب والجسور العائمة بعد الضربات الأوكرانية عالية الدقة التي دمرت الجسور الرئيسية المؤدية إلى المدينة".
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أوكرانيين وغربيين قولهم إن "أي انسحاب سيستغرق على الأرجح عدة أيام، وإن الانسحاب الروسي سيُغطى بنيران المدفعية والمواقع الدفاعية عبر المياه".
في المقابل، قال ميخايلو بودولاك، مستشار الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، إن كييف لا ترى أي مؤشر على أن روسيا ستترك خيرسون دون قتال.
وصرح بأن "الجيش الروسي زرع الألغام بكثافة في المدينة، وأنه يخطط لاستخدام المدفعية المتمركزة على الضفة الشرقية لتحويل المناطق الحضرية إلى خراب مما يحول خيرسون إلى "مدينة موت".
وتحت عنوان "لماذا لا تحتفل أوكرانيا بالانسحاب الروسي؟"، قالت مجلة "نيوزويك" الأمريكية إن "المسؤولين الأوكرانيين، بمن فيهم الرئيس زيلينسكي، حثوا على توخي الحذر وقالوا إنهم "يشككون" في نوايا روسيا في الانسحاب من الجزء الغربي من منطقة خيرسون الجنوبية.
وأشارت المجلة، في تقرير لها، إلى ما وصفته بـ"فن الحرب"، معتبرة نقلًا عن مسؤولين أوكرانيين أيضًا، أن بيان روسيا بشأن الانسحاب قد يكون جزءًا من "عملية نفسية" لتضليل كييف.
وقالت المجلة إن "روسيا ربما تكون "تشتري بعض الوقت" لإعادة تجميع صفوف قواتها المستنزفة، حيث قال مصدر عسكري أوكراني– طلب عدم الكشف عن هويته - إن روسيا ربما تخطط من خلال إعلانها لبناء خط دفاع في الجزء الشرقي من نهر دنيبرو، حيث من المفترض أن تنسحب القوات الروسية إليه".
وأضاف المصدر: "من أجل تعزيز الساحل على طول الطريق إلى خيرسون وما وراءها، سيحتاج الروس إلى مزيد من الوقت.. لذلك، لا ينبغي أن نأمل أن يستسلموا في يوم واحد، إنهم بحاجة إلى إبقاء القوات الأوكرانية على الضفة اليمنى أطول فترة ممكنة".
في غضون ذلك، يخشى المسؤولون الأوكرانيون أيضًا، وفقًا للمجلة، من أن القوات الروسية ستضرب "محطة كاخوفكا" للطاقة الكهرومائية.
ونقلت المجلة عن القيادة العملياتية الأوكرانية الجنوبية قولها إن القوات الروسية يمكن أن تستهدف المحطة "كإجراء أخير" إذا فشلت دفاعاتها في خيرسون.