البث المباشر

لقب المنصور هو من القاب الامام/قضية التوجه الى الله تبارك وتعالى والاستغاثة به عزوجل في ايام الفتن / الفائزون برؤية الامام

الأربعاء 6 فبراير 2019 - 15:16 بتوقيت طهران

(الحلقة:64)

موضوع البرنامج:
لقب المنصور هو من القاب الامام(عج)
قضية التوجه الى الله تبارك وتعالى والاستغاثة به عزوجل في ايام الفتن وعند اشتدادها
الفائزون برؤية الامام(عج)

قال رسول الله صلى الله عليه وآله: (والذي بعثني بالنبوة انهم ليستضيئون بنوره وينتفعون بولايته كالانتفاع بالشمس إن سترها سحاب).

المذيع: بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله وازكى صلواته وتحياته على احب الخلق اليه والهداة بأمره اليه محمد وآله الطاهرين. اللهم صل وبارك على وارثهم المستور وولي مظلوميتهم الذي جعلت له سلطاناً مبيناً الامام المنصور على من اعتدى، الحجة بن الحسن العسكري. اللهم عجل فرجه وارنا به في آل محمد ما يأملون وفي اعدائهم ما يحذرون. اللهم آمين.
السلام عليكم مستمعينا الاكارم ورحمة الله وبركاته، اهلاً بكم ومرحباً في الحلقة الرابعة والخمسين بعد الثلاثمائة من حلقات هذا البرنامج، نستهلها بالتعرف على اسم آخر من اسماء مولانا صاحب الزمان المهدي الموعود عجل الله تعالى فرجه الشريف، وهو اسم المنصور ويستفاد من الاحاديث الشريفة أن الله عزوجل هو الذي لقبه بهذا الاسم وفي ذلك مزيد اهتمام به.
أجل فقد روى الشيخ الاقدم فرات الكوفي في تفسيره عن الامام الباقر عليه السلام في تفسير قوله تعالى "ومن قتل مظلوماً فقد جعلنا لوليه سلطاناً" قال عليه السلام سمى الله المهدي منصوراً وفي نسخة المنصور كما سمى احمد ومحمد محمودا وكما سمى عيسي المسيح. وروى الشيخ الصدوق في كتاب (كمال الدين) مسنداً عن رسول الله صلى الله عليه وآله في حديث المعراج أن الله عزوجل ناداه وعرفه بأنوار اوصيائه الاثني عشر عليهم السلام ثم قال: "وعزتي وجلالي لاظهرن بهم ديني ولاعلين بهم ديني ولاطهرن الارض بآخرهم من اعدائي ولأمكنه مشارق الارض ومغاربها ولأسخرن له الرياح ولأذللن له الرقاب الصحاب ولأرقينه في الاسباب ولانصرنه بجندي ولأمدنه ملائكتي حتى يعلن دعوتي ويجمع الخلق على توحيدي ثم لأديمن ملكه ولأداولن الايام بين اوليائه الى يوم القيامة".
يستفاد من الحديث القدسي المتقدم ان مولانا المهدي عجل الله فرجه، في الواقع الامام المنصور بالله ومن ينصره الله جلت قدرته فلا غالب له كما هو معلوم هذا اولاً. وثانياً فان نصرة الله له شموليه تشمل تسخير كل الاسباب له عليه السلام سواء الغيبة منها كالملائكة الذين نصر الله بهم نبيه الاكرم صلى الله عليه وآله في معركة بدر وغيرها، او الطبيعية كالرياح والطير والجن الذين سخروا لسليمان النبي ولذي القرنين وغيرهما من الاولياء عليهم السلام او الانصار المخلصون وجهادية وادارية. تعرفنا على ما ذكرته الاحاديث الشريفة منها في الحلقات الخاصة بخصال وصفات المهدويين ويستفاد ايضاً من الحديث القدسي المتقدم ان هذه النصرة الالهية الشاملة لمولانا المهدي جعلنا الله واياكم من خلص انصاره تتحقق بمختلف مصاديقها المشار اليها آنفاً بصور اوسع نطاقاً واشد ظهوراً واعظم اثرا مما جرى مع انبياء الله واوليائه السابقين صلوات الله عليهم اجمعين وسر ذلك يكمن في خصوصية المهمة المكلف بها مولانا المهدي ارواحنا فداه فهو الموعود بأن يملأ الله على يديه الارض قسطاً وعدلا بعد ان ملئت ظلماً وجورا ويجمع الله به خلقه على توحيده ويطهر الارض به من اعدائه.
وتطبق بعض الاحاديث الشريفة آية سورة الاسراء المذكورة في الحديث الاول على الامام المهدي عجل الله فرجه. فقد روى العياشي في تفسيره عن النبي الاكرم صلى الله عليه وآله أنه قال في هذه الآية : المقتول الحسين ووليه القائم انه كان منصورا فانه لا يذهب من الدنيا حتى ينتصر برجل من آل رسول الله صلى الله عليه وآله يملأ الارض قسطاً وعدلا كما ملئت ظلماً وجوراً.
كما روي عن الامام الباقر عليه السلام أنه قال ضمن حديث طويل: وقد قال الله "ومن قتل مظلوماً فقد جعلنا لوليه سلطانا" نحن اولياء الحسين ابن علي عليه السلام والقائم منا.
وجاء في دعاء الندبة اين الطالب بذحول الانبياء وابناء الانبياء؟ اين الطالب بدم المقتول بكربلاء اين المنصور على من اعتدى عليه وافترى. وجاء في الدعاء المروي في كثير من المصادر المعتبرة عن الامام الرضا عليه السلام والذي امير المؤمنين بأن يدعوا الله لصاحب الامر به: وأيده بالنصر وانصره بالرعب وقو ناصريه واخذل خاذليه ودمدم من نصب له ودمر من غشه واقتل به جبابرة الكفر وعمدته ودعائمه واقصم به رؤوس الضلالة وشارعة البدع ومميتة السنة مقوية الباطل وذلل به الجبارين وأبر به الكافرين وجميع الملحدين حتى لا تدع منهم ديارا ولا تبقي لهم آثارا حتى تجري حكمه على كل حكم وتغلب بحقه كل باطل واجعلنا ممن تنتصر به لدينك وتعزبه نصر وليك.
ومن خلال الجمع بين دلالات هذه النصوص الشريفة المتقدمة تتضح عدة امور ابرزها إن مولانا المهدي ارواحنا فداه هو المصداق الاكمل لولي دم المقتول ظلماً وعدواناً وهو سيد الشهداء الحسين عليه السلام وبالتالي فهو عجل الله فرجه المصداق الاكمل للذي جعل الله له سلطاناً وحجة في الاقتصاص من قاتلي الحسين وظالميه، فهو بذلك المنصور من قبل الله عزوجل في انزال القصاص الالهي العادل. وتحقق ذلك يكون برجعة قاتلي سيد الشهداء وصحبه بعد الظهور المهدوي ضمن مَن يرجعون من الذين محضوا الكفر محضا كما صرحت بذلك الاحاديث الشريفة. كما ان ذلك يتحقق من خلال الاقتصاص لثارات جميع الانبياء والاولياء من كل من اعتدى وافترى. بمعنى أنه عليه السلام المنصور من الله في الثأر لجميع المظلومين من جميع ظالميهم، من خط الجبابرة والمضلين والمبتدعين واهل الباطل جميعا. فهو عليه السلام المنصور من قبل الله جلت قدرته لاحقاق كل حق وازهاق كل باطل.
المذيع: بسم الله الرحمن الرحيم. السلام عليكم مستمعينا الافاضل ورحمة الله وبركاته. معكم ومع ضيفنا الكريم سماحة السيد محمد الشوكي، اهلاً بكم سماحة السيد.
السيد محمد الشوكي: اهلاً ومرحباً بكم حياكم الله.
المذيع: سماحة السيد وانتم تتابعون الحديث عما ينبغي للمؤمن الالتزام به والانتباه اليه من الوصايا الشرعيه التي اكدها أئمة اهل البيت سلام الله عليهم فيما يرتبط بالتعامل السليم المنجي من الضلال ايام اشتداد الفتن الفكرية والسياسية وغيرها من الامور التي اكدتها الاحاديث الشريفة، قضية التوجه الى الله تبارك وتعالى والاستغاثة به عزوجل في ايام الفتن وعند اشتدادها ماهي اهمية هذا الامر؟
السيد محمد الشوكي: اعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صل على محمد وآل محمد. قلنا بأن سبيل النجاة من نتائج الفتن ومن آثار الفتن المدمرة منوط بمجموعة من الامور والمقدمات التي تحدثناعنها وعي الفتنة، وعي اطراف الفتنة، وعي مخططات واهداف واساليب الذين يثيرون الفتن، منها ان لا يكون الانسان في الحقيقة زاداً لتقتات عليه الفتنة او وقوداً تتقدبه الفتنة ومجموعة من الامور التي اشرنا اليها قبل او في حلقات سابقة مضت من البرنامج المسألة المهمة والاخيرة التي ينبغي ان نشير اليها هى ان الانسان بعد ان يدرك يكون على مقدار من الوعي ومن البصيرة ومن الاستقامة والصلابة لمواجهة الفتن عليه ان يلتجي الى عامل آخر هو في الحقيقة عامل غيبي، هو الاتكال على الله تبارك وتعالى والتوسل بالله عزوجل. لماذا؟ لان بعض الفتن في الحقيقة اولاً العصمة لمن عصمه الله تبارك وتعالى؟
المذيع: نعم.
السيد محمد الشوكي: والا الله تبارك وتعالى اذا لم يأخذ بيد الانسان يضيع الانسان ويتيه. هذه مسأله لاغبار عليها خصوصاً في بعض الفتن اقول يعني هذا العامل ضروري جداً. لان بعض الفتن لا يستطيع الانسان من خلال وعيه ومن خلال بصيرته ان يتجنبها.
المذيع: يعني الاسباب الطبيعية لا تغني.
السيد محمد الشوكي: لا تغني. لان بعض الفتن محبوكة بشكل بحيث يتيه. معقدة جداً بحيث يتيه على الانسان وجه الحق عن وجه الباطل، خصوصاً وأن بعض دعاة الفتن لديهم قدرة فائقة. البعض منهم لديهم قدرة فائقة على خلط الاوراق....
المذيع: نعم.
السيد محمد الشوكي: على تلبيس الحق بالباطل...
المذيع: نعم.
السيد محمد الشوكي: كما يقول امير المؤمنين عليه السلام "يؤخذ من هذا ضغث ومن هذا ضغث فيمزجان.."
المذيع: نعم.
السيد محمد الشوكي: فهنالك يستولي الشيطان على اوليائه وينجو الذين سبقت لهم من الله الحسنى...
المذيع: نعم.
السيد محمد الشوكي: نهاية الحديث جداً مهمة "وينجو الذين سبقت لهم من الله الحسنى" يعني الذي ينجو من هذه الفتن التي يؤخذ فيها من الحق ضغث. الضغث يعني القبضة.
المذيع: التي يختلط فيها الحق بالباطل هم الذين سبقت لهم من الله الحسنى، يعني اشارة الى العامل الغيببي قال الله تبارك وتعالى "يا ايها الذين آمنوا اتقوا الله وآمنوا برسوله يؤتكم كفلين من رحمته ويجعل لكم نورا"
المذيع: نعم.
السيد محمد الشوكي: تمشون به المسأله هو أنه في هذه الظلمات الحالكة التي نعيشها في بعض الاحيان في حياتنا، الانسان اذا لم يكن على نور من ربه يعني ان لم يجعل الله له نوراً طبعاً فما له من نور...
المذيع:نعم.
السيد محمد الشوكي: اذا لم يكن لديه نور الهي لا يستطيع ان يشق غبار الفتن ويصل الى ساحل النجاة. سوف يقع وتزل قدمه في المزالق الكثيرة التي هي متناثرة على طريق الفتن والاهواء. ولذلك القرآن يعلمنا "ربنا ولاتجعلنا..." الآية الكريمة تقول "ولا تجعلنا فتنة للظالمين".
المذيع: نعم.
السيد محمد الشوكي: يعني دائماً الله عزوجل يدعو الانسان الى ان يتوجه الى ربه بأن لايجعله فتنة للظالمين او سبباً او موضعاً او محلاً لفتنة الظالمين في روايات وفي ادعية الغيبة المباركة وردت ادعية كثيرة في هذا الاتجاه.
المذيع: نعم.
السيد محمد الشوكي: عن الائمة المعصومين سلام الله عليهم حتى عن الامام المنتظر عجل الله تعالى فرجه الشريف مثلاً اللهم انا نشكو اليك فقد نبينا الى ان يقول و شدة الـ...
المذيع: الفتن بنا.
السيد محمد الشوكي: الفتن بنا. فإذن نحن نشكو، يعلمنا ان نشكو الى الله عزوجل شدة الفتن التي تحيط بنا وبالتالي نطلب منه عزوجل ان يجليها عنا اولا اقل أن يرزقنا فيها منها الخلاص.
المذيع: نعم والثبات على الحق فيها كما هو صريح دعاء الغريق الذي امر بتلاوته في عصر الغيبة "يا الله يا رحمن يا رحيم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك" حديث الامام الصادق سلام الله عليه.
السيد محمد الشوكي: هكذا في دعاء الافتتاح ايضاً الذي هو وارد عن الامام المنتظر عجل الله تعالى فرجه الشريف "اللهم ما عرفتنا من الحق فحملناه وما قصرنا عنه فبلغناه" هذه ايضاً مسألة لها ارتباط كبير في ذلك. يعني قد نعرف الحق قطعاً، سوف نلتزم به وقد لا نعرف الحق فنطلب من الله عزوجل ماذا؟ ان يعرفنا الحق. لان الانسان قديعرف الحق ويصعب عليه تحمل الحق.
المذيع: نعم.
السيد محمد الشوكي: نحن نطلب من الله عزوجل أننا اذا كنا نعرف الحق في هذه الاجواء الغائمة ان يرزقنا اتباعه واذا لم يكن نعرفه علينا ان ندعو من الله عزوجل أن يوفقنا او يعرفنا الحق.
المذيع: سماحة السيد محمد الشوكي شكراً جزيلاً.
نتابع مستمعينا الاكارم تقديم هذه الحلقة من برنامج شمس خلف السحاب بنقل رواية تناقلها العلماء تشتمل على كرامة مهدوية باهرة وتصريح من امامنا المهدي ارواحنا فداه بأن ينتصر للغيورين على دينهم الحق، الذين ينصرونه بما يطيقون ويرجع تاريخها الى القرن الهجري السابع وناقلها المباشر هو محي الدين علي بن عيسي الاربلي، العالم الجليل صاحب كتاب (كشف الغمة) وقد نقلها العلامة المجلسي في البحار عن كتاب (السلطان المفرج) عن اهل الايمان للسيد الجليل علي بن عبدالحميد عمن وصفه بعض اصحابنا الصالحين عن محي الدين الاربلي أن رجلاً حضر عند أبيه فنعس ووقعت عمامته فبدت في رأسه آثار ضربة قوية فسأله عنها فقال اصبت بها في وقعة صفين فقبل له وكيف ذك ووقعة صفين قديمة؟
اجاب الرجل، كنت مسافراً الى مصر فصحبني انسان من غزة فلما كنا في بعض الطريق تذاكرنا وقعة صفين فقال لو كنت في أيام صفين لرويت سيفي من عليً واصحابه. فقلت لو كنت في أيام صفين لرويت سيفي من معاوية واصحابه فاعتركنا عركة عظيمة واضطربنا فما احسست بنفسي إلا مرميا فبينما انا كذلك وإذا بإنسان يوقضني بطرف رمحه. ففتحت عيني فنزل إلي ومسح الضربة فتلائمت فقال: البث هنا ثم غاب قليلاً وعاد ومعه رأس مخاصمي مقطوعاً والدواب معه. فقال لي: هذا رأس عدوك وانت نصرتنا فنصرناك ولينصرن الله من نصره. فقلت من أنت فقال فلان بن فلان يعني صاحب الامر عجل الله فرجه. ثم قال وإذا سئلت عن هذه الضربة فقل ضربتها في صفين.
وقد علق آية الله العظمى الشيخ العارف الوحيد الخراساني حفظه الله على هذه الرواية بعد ان نقلها في احدى محاضراته فقال: إن قوله عليه السلام للرجل نصرتنا فنصرناك يشتمل على حقيقة معرفية في غاية الاهمية ومراده عليه السلام هو إنك قد نصرت الله في الواقع بفعلك فلا فرق بين مناصرتنا ومناصرة الله ولسنا نحن الذين نصرناك بل الله هو الذي نصرك. وهذه الحقيقة من الحقائق المهمة التي توصل الانسان الى معرفة الامام عليه السلام.
مستمعينا الاكارم، الوقت المخصص لهذه الحلقة انتهى. رزقنا الله واياكم نصرته بنصرة مولانا وامام زماننا وجعلنا الله من خيار مواليه وشيعته والسلام عليكم احباءنا ورحمة الله وبركاته.

*******

*يمكن الاستفادة من البرنامج مع ذكر المصدر

 

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة