وقال سيريل رامابوزا خلال مؤتمر صحافي في بريتوريا: "من غير الملائم إلى حدّ بعيد أن تصدر الولايات المتحدة تحذيراً من هذا النوع من دون أن تتحدث معنا بشأنه".
ونشرت السفارة الأميركية في بريتوريا، الأربعاء، على موقعها الإلكتروني، إشعارا يحذر من أن حكومتها "تلقت معلومات تفيد بأن إرهابيين يخططون على الأرجح لشنّ هجوم يستهدف تجمّعات كبيرة في محيط ساندتون" الضاحية الفخمة في شمال وسط جوهانسبرغ، السبت المقبل.
وقال رامابوزا في مؤتمره إلى جانب رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز خلال زيارة للبلاد، إن "أي شكل من أشكال التحذير يأتي من حكومة جنوب أفريقيا. ومن غير الملائم أن تنشر حكومة أخرى تهديداً بشكل يثير الذعر في صفوف شعبنا"، لافتا إلى أن الحكومة "تعمل على مدار الساعة للتحقق من هذه الرسالة الآتية من الولايات المتحدة، وتفحّصها".
ورداً على سؤال في واشنطن عن انتقادات رامابوزا، لم تردّ المتحدثة باسم الخارجية في شكل مباشر، لكنها قالت إن الولايات المتحدة تعتقد أن من الضروري إصدار تنبيهات "في الوقت المناسب". وأضافت: "نتعامل بجدية مع التزامنا تزويد المواطنين الأميركيين معلومات واضحة وموثوقاً بها في الوقت المناسب عن كل دولة في العالم، حتى يتمكنوا من اتخاذ" القرارات المتعلقة بالسفر.
وتزداد المخاوف الاستخبارية من تحول جوهانسبرغ إلى مركز مالي لتمويل وتهريب الأموال للجماعات المرتبطة بـ"داعش" الارهابي في الدول المجاورة.
ولم تشهد جنوب أفريقيا أي هجوم في السنوات الأخيرة، وينتشر أكثر من ألف عسكري من جنودها، منذ يوليو/تموز 2021، في موزمبيق المجاورة، لمساعدة جيشها الذي يكافح جماعة جهادية مسلحة، خلفت هجماتها في شمال البلاد (كابو دلغادو) 4300 قتيل ومليون نازح منذ 5 سنوات.
ويأتي ذلك علما أن تحذيرات سابقة كانت صدرت، خلال السنوات الماضية، عن السفارة الأميركية وسفارات دول غربية عدة، وتدعو لضرورة أخذ الحيطة في جنوب أفريقيا، مع التحذير من هجمات لم تقع فعلياً. وكانت تحذيرات مماثلة صدرت عن بريطانيا والولايات المتحدة، في 2016، قد أثارت امتعاض حكومة جنوب أفريقيا حينها، والتي علّقت في ذلك العام منددة بـ"محاولة إثارة تصورات عن حكومة غير كفوءة، وانطباعات إنذارية، وهستيرية شعبية، بناء على مصدر غير موثوق به".
إلى ذلك، أمرت الولايات المتحدة، الخميس، دبلوماسييها غير الأساسيين وعائلاتهم بمغادرة العاصمة النيجيرية أبوجا، بسبب "تصاعد خطر الهجمات الإرهابية"، حسب بيان لوزارة الخارجية.
ويشعر سكان أبوجا والمناطق المحيطة، بمن فيهم الدبلوماسيون الغربيون، بقلق متزايد إزاء انعدام الأمن، بعد عملية هروب جماعية في يوليو/تموز من سجن كوجي بضواحي العاصمة. وقتذاك فر ما يزيد على 400 معتقل، بينهم عشرات ممن يشتبه في أنهم جهاديون. وأعلنت الشرطة والجيش تعزيز الإجراءات الأمنية في العاصمة ومحيطها، لكن أبوجا محاطة بمناطق جبلية وغابية يصعب تأمينها.
وحذّرت دول غربية عدة، أخيراً، من خطر وقوع هجمات إرهابية في جنوب أفريقيا ونيجيريا، فيما تتزايد المخاوف من تمدد تنظيم "داعش" في القارة الأفريقية، ووصوله إلى مدن مركزية في دول عدة، كعاصمة نيجيريا أبوجا، أو حتى أكبر مدن جنوب أفريقيا، جوهانسبرغ.
وتحاول أبوجا التخفيف من وطأة المخاوف الأمنية في البلاد. وفي أعقاب التحذيرات الغربية، أكدت وكالة الأمن الداخلي النيجيرية أنه "اتُخذت جميع التدابير الاحترازية اللازمة". وذكّر المتحدث باسمها، بيتر أفونانيا، بأن تحذيرات مماثلة وردت من قبل، داعياً إلى الهدوء. من جهتها، أجرت الشرطة النيجيرية تدريبات على مكافحة الإرهاب في أبوجا، الثلاثاء والأربعاء الماضيين.
وكان مقاتلون مرتبطون بتنظيم "داعش" الإرهابي قد أعلنوا مسؤوليتهم عن هجمات عدة وقعت في ولايات نيجيرية قريبة من منطقة العاصمة أبوجا، خلال الأشهر الستة الماضية. كما ذكّرت السفارات في مذكرات التحذير الجديدة بأن المدارس استهدفت في الماضي من قبل مجموعات متطرفة.