جاء ذلك خلال لقاء مع قناة "PBS" الأمريكية، أكد فيه أن التفاهم بين روسيا وأوكرانيا يعتبر "تطورا إيجابيا وخطوة هامة جدًا جدًا".
وشدد أن رغبة تركيا الوحيدة تتمثل في انتهاء الحرب بسلام، مبينًا أن طلباته وتوصياته للرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأوكراني فولوديمير زيلينسكي، كانت بهذا الاتجاه لأنه "لا منتصر في حرب تنتهي بموت الناس".
وأوضح أن تركيا بذلت جهودًا حثيثة من أجل فتح ممر الحبوب عبر البحر الأسود، وتحقق ذلك عبر اتفاق إسطنبول.
وأضاف: "تم تصدير منتجات زراعية بما يتجاوز مليوني طن ويقترب من 3 ملايين طن، وحاليًا هناك مرحلة جديدة وهي فتح المنتجات الروسية للعالم، ورغبتي الوحيدة هي شحن المنتجات إلى البلدان النامية أو الفقيرة، وليس إلى البلدان المتقدمة".
وشدد أردوغان على وجود رغبة لدى أنقرة لجمع الرئيسين بوتين وزيلينسكي، مضيفًا: "لم ننجح حتى الآن ولكن لسنا يائسين من تحقيق ذلك".
وأردف: "نتباحث مع بوتين وزيلينسكي أيضًا ويجب أن نبذل جهودا بغية الوصول إلى نتيجة عبر التحدث مع الرئيسين وليس الوقوف إلى جانب أحدهما".
وفي رده على سؤال حول طريقة إنهاء الحرب الروسية الأوكرانية سريعا، لفت أردوغان إلى أنه أجرى مباحثات معمقة مع بوتين في أوزبكستان وأنه لمس لدى الأخير رغبة بإنهائها بأقرب وقت.
وأضاف: "وفي هذه النقطة، وكمثال فقد تم التفاهم بخصوص تبادل 200 أسير، وهذا تطور جميل لأنه يعد خطوة هامة جدًا جدًا تم اتخاذها، وحاليًا يتم العمل على الأبعاد التقنية لذلك".
وأكد الرئيس التركي على أهمية إعادة المناطق الأوكرانية التي سيطرت عليها روسيا في حال التوصل إلى سلام بين البلدين، مشيرًا إلى وجود خطوات للأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش وتركيا بهذا الصدد.
وفي رده على سؤال حول المسؤول عن مقابر جماعية عثر عليها في المناطق التي تنسحب منها القوات الروسية، أفاد أن الأمم المتحدة يجب عليها تحديد ذلك عبر ما ستقوم به بهذا الخصوص.
وأضاف: "بما أن الأمم المتحدة لم تقم بشيء بعد، فإن اتخاذ قرار بشأن هذه المسألة أو إصدار تصريح سيحولنا من بلد يحافظ على سياسة التوازن، إلى دولة طرف، وهذا لن يكون صحيحًا".
وعلى صعيد آخر، وفيما يخص مسألة شراء تركيا مقاتلات "إف-16" الأمريكية، قال أردوغان: "سنجد حلًا بأنفسنا في حال لم نأخذ النتيجة المرجوة من الولايات المتحدة".
وأكد أن التوجه لفرض عقوبات على تركيا فيما يخص قضية المقاتلات عبر مقاربات سياسية يعد خطأ كبيرًا، مشيرًا أن الرئيس الأمريكي جو بايدن قدم له وعدًا بخصوص حلها.
وفي رده على سؤال حول نية تركيا الانضمام لمنظمة شنغهاي للتعاون التي تضم روسيا وإيران والصين، بيّن أردوغان أن تركيا جزء من العالم لا شرقه ولا غربه، إلا أن الاتحاد الأوروبي ماطل أنقرة باستمرار على مدار 52 عامًا ولم يجعلها عضوًا فيه بعد.
ولفت إلى أن المماطلة مع تركيا صاحبة الموقع القوي بهذا الشكل يحمل معان كثيرة بالنسبة لأنقرة، مضيفًا: "لسنا ملزمين بالتوضيح للاتحاد الأوروبي مع من نتحدث، يمكننا الحديث مع أي بلد في العالم لأننا جميعنا جزء من هذا العالم".
وتطرق أردوغان إلى ملف عضوية السويد وفنلندا في الناتو قائلا: "يجب على الجميع أن يدرك بأن السويد تعد حاضنة للإرهاب، والإرهابيون في هذا البلد تغلغلوا حتى إلى البرلمان".
وأوضح أن أنصار التنظيمات الإرهابية ينظمون مسيرات في شوارع ستوكهولم ويعتدون على الأتراك المقيمين في المدينة، مبينا في هذا السياق أن فنلندا ليست كالسويد فيما يخص التعامل مع التنظيمات الإرهابية.
وأكد أردوغان أن تركيا لن توافق على عضوية السويد وفنلندا في حال لم تلتزم كلتا الدولتين بمكافحة التنظيمات الإرهابية بشكل حازم.