بأجواءٍ إيمانيّةٍ ذات روحانيّةٍ خالصةٍ لله تعالى مفعمةٍ بعبق الرّحمة الإلهيّة، وقلوبٍ عامرةٍ تنبض بالإيمان للظفر بمغفرةٍ ورضوانٍ من الله تعالى في ليلةٍ هي خيرٌ من ألف شهر، وما بين فضاء الروم والدخان والعنكبوت وسماء الجوشن في ظلّ المصاحف.
الصحنُ الشريف لأبي الفضل العبّاس(عليه السلام) وما جاوره اكتظّ بمُحيي هذه اللّيلة المباركة، الذين أحيوها بالتهجّد والدّعاء بما في ذلك دعاء رفع المصاحف وقراءة القرآن والأذكار الخاصّة بهذه الليلة، رغبةً وطمعاً في أن يمنّ عليهم ربُّ العزّة والجلالة من هذه البقعة الطاهرة بالمغفرة والعتق من النار.
العتبةُ العبّاسية المقدّسة وضمن خطّتها الخاصّة بإحياء ليالي القدر المباركة أعدّت منهاجاً خاصّاً بها، وذلك بالعمل على توفير أجواءٍ روحانيّة وعباديّة بتهيئة جميع الظروف لراحة الزائرين، وتهيئة المستلزمات لتأدية مراسيمهم بكلّ سهولةٍ ويُسر، سواءً كانت بصورةٍ جماعيّة من خلال الأعمال المركزيّة التي أقيمت في الصحن المطهّر أو بصورةٍ مفردة.
هذا وقد شهدت مدينةُ كربلاء المقدّسة توافداً غفيراً للزائرين من داخل المدينة وخارجها، لإحياء هذه اللّيلة العظيمة داخل العتبتَيْن الحسينيّة والعبّاسية المقدّستَيْن، من خلال إقامة الصلوات وقراءة القرآن الكريم والأدعية المباركة.