البث المباشر

إطفاء نار الفتنة قبل أن تشتد أوزارها في العراق

السبت 23 إبريل 2022 - 14:48 بتوقيت طهران
إطفاء نار الفتنة قبل أن تشتد أوزارها في العراق

اليوم وفي خطوة جديدة من التنمّر و التحدي للنظام والدولة و مشاعر الناس، وفي ظل أجواء شهر رمضان العبادية والإيمانية، وردت بعض الأنباء من مدينة الكوت، بأن المدعو ضرغام ماجد تبرع بإعلان ترشيح باسم خشان ورحيم العكيلي وعبد الأمير الشمري لرئاسة الوزراء(...)، وريبوار عبد الرحمن وسردار محمود ورزكار أمين لرئاسة الجمهورية(...)، وبخلاف ذلك هدد الموما إليه بمظاهرة مليونية لإسقاط البرلمان وكذا وكذا.

ما هذا الاستهتار والتعملق والتنمر لأقزام وهواة سياسة لم تمض على نبوت شعر لحاهم وشواربهم سوى بضع سنين؟؟!!،والشعب رآهم كيف ركبوا الموجة فجأة واستغلوا غياب الوعي لبعض الشباب الطيبين أو القرويين أو استغلوا حاجتهم للمال، فأعطوهم إياه ونصبوا أنفسهم زعماء للشارع!!!! وظنوا أنهم صاروا أولياء أمور للأمة!!! وكانوا سبباً للفتنة، وقد روي عن نبينا محمد (ص) أنه قال: [الفتنة نائمة لعن الله من أيقظها] (أنظر: النوافح العطرة للصعدي، وكشف الخفاء للعجلوني).

وإن الشعب العراقي يتساءل بمرارة: هل يحق لشخص واحد أو لفئة محدودة تجمعها صورة فوتوغرافية تضم 41 فرداً من شلة أو عصبة أن يحددوا مصير نظام الحكم ورموز الدولة بعيداً عن إرادة الامة؟ ومن خوّلهم بأن يرسموا مجريات العملية الديمقراطية ويشخصوا رغبة الأكثرية الساحقة من شرائح الشعب وملايينه، بنسائه ورجاله؟

ولماذا طرحتَ في الكوت هذه الأسماء بالذات؟ ومن أعطاها لك أيها الناظر في عطفه! وطلب منك طرحها وكيف قررتَ -في جلسة سمَر ليلية- تعيينهم في تلك المناصب وفرضهم على الناس بالتهديد والوعيد؟؟ بل ومن خوّلك الصلاحيات الدستورية ومتى ومن أين نلت الكفاءة الأكاديمية او الأهلية الحوزوية الدينية اللازمة للتعبير عن إرادة 40.000.000 مواطن عراقي؟

وماهي علومك الذاتية أو صفتك الدستورية او الفقهية لتجعل من نفسك ولياً على أمور العراق ومقرراً لهكذا مناصب تتطلب تصويت الملايين و موافقتهم ؟

ثم كيف تهدد الدولة والنظام -إن لم يطع أمرك- بمظاهرات على شاكلة فورة او سوأة تشرين (والبعض يصفها بـ"عورة"تشرين) وما شهدته من تظاهرات غير مرخصة ومخالفة للقانون وأعمال شغب مضرة بمصالح البلد وأدت لسقوط ضحايا من الأبرياء وخسائر في الأموال العامة والخاصة واغلاقاتٍ للشوارع ومنعٍ لدوام المدارس والجامعات وتحطيمٍ للبنى التحتية والجسور والميادين والمرافق العامة وحرقٍ وسفكٍ للدماء و فتنةٍ كادت تحرق الأخضر واليابس؟

يا هذا إن كنت صائماً، نحن في شهر رمضان الذي أُنِزل فيه القرآن، ويقول الله تعالى {وَاتَّقوا فِتنَةً لا تُصيبَنَّ الَّذينَ ظَلَموا مِنكُم خاصَّةً ۖ وَاعلَموا أَنَّ اللَّهَ شَديدُ العِقابِ} [الأنفال 25]  والناس تراكم فئة باغية مأجورة بدولارات من سفارة أجنبية، تزعم أنها تريد أن تصلح بينما هي الأكثر فساداً وسوءاً وانحرافاً وخبثاً واعتداءاً على الناس الابرياء.

وإعلم يا هذا أنك لستَ سوى مواطن عادي، ولا صفة أخرى لك، وأن التأليب على انتهاك النظام وتحدي الأجهزة الدستورية والتسبب بفتنة داخلية تستدعي إصدار القضاء حكماً بإلقاء القبض عليك و تقديمك للمحاكمة ونيل العقاب، وكل من يتورط معك من الأوباش والجواكر.

حقاً؛ إن بعض الناس لا تروق له الحرية فيتحول الى وبشٍ بلطجي منفلت ومتجاوز ذي هراوة ورئيس عصابة بدرجة (ناشط!!).

فنأمل ممن يهمهم أمر العراق أخذ الأمور على محمل الجد وإطفاء نار هذه الفتنة في أولها قبل أن يشتد أوارها وتصعب معالجتها والسيطرة عليها.

ورحم الله شاعرالعراق الأكبرابا الطيب المتنبي: ومُعظمُ النارِ من مُستَصغَرِ الشّرَرِ.

بقلم: رئيس تحرير مجلة الكلمة الحرة، د.رعد جبارة

ملاحظة: المقال يعبر عن رأي الكاتب

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة