لماذا يقع الشعب الاوكراني ضحية لجنون العظمة والمطامع السياسية والمنافسات الدنيوية والمناكفات الشخصية لدى فلاديمير الروسي وفلوديمير الاوكراني وجو الامريكي.
لقد وجدنا فلوديمير اليهودي تظهر لديه نزعات الاستقواء بالناتو وامريكا لكي يغدو خنجراً في خاصرة روسيا، بحيث يرى فلاديمير الروسي انه لا يمكن ان يتحمل بروز علائم القوة لدى بلد جار له، هو أصغر منه مساحةً وأقل سكاناً وتسليحاً.
وهنا ينتهز جو الامريكي الفرصة لكي يُضعف خصمَه الروسي، ويستدرجه للقتال كي يستنزف طاقاته الاقتصادية، ويكبّده خسائر عسكرية، ويفرض عليه عقوبات اقتصادية قاسية، ويوقف تصدير غازه الى اوروبا، والذي يعود على موسكو بمئات المليارات من الدولارات.
وها هي الفرصة سانحة لجو كي يزود فلوديمير بصواريخ فتاكة، وقذائف مضادة للدبابات والدروع والطائرات.
وفي الوقت نفسه؛ يسارع بوريس اللندني فيبعث الآلاف من قذائف وقاذفات "جافلين"، طيلة اسابيع، عبر جسر جوي لكييف، نكايةً بخصمه فلاديمير.
ترى؛هل كان الشعب الاوكراني بحاجة الى 90 طناً من الاسلحة الامريكية قيمتها 2700 مليون دولار ليتورط في حربٍ عبثية؟ أم كان بحاجة الى المليارات تلك لتحسين أوضاعه المعيشية والصحية والخدمية والتعليمية؟
وهل كان الاولى بفلاديمير الروسي أن يغزو جاره غدراً، ويضحّي بجنوده عبثاً، لتبقى جثامينهم في البراري الاوكرانية، وجثامين قتلى الأوكرانيين، وكلهم حطب المحرقة، الذين دفعوا ثمن جنون العظمة لدى فلاديمير الروسي وفلوديمير الاوكراني وبوريس البريطاني وجو الامريكي وايمانويل الفرنسي.
وقد فعلها قبلهم صدام التكريتي فزجّ بالجيش العراقي في حروب خاسرة مدمرة، داخلية ضد شعبه تارةً، وخارجية ضد جيرانه المسلمين في إيران والكويت تارة أخرى، بدفع من حكام طغاة في المنطقة وخارجها، وأدى جنون العظمة لديه الى تدمير البنى التحتية واحراق المدن الآمنة في أنحاء العراق والكويت وايران، وسقوط مليوني شهيد من الابرياء، مدنيين وعسكريين، وبقي العراق يدفع غرامات طيش صدام الى المتضررين من غزوه للكويت منذ 1991 حتى 2022 وهي تعويضات ظالمة بلغت 52 ملياراً و400 مليون دولار. بموجب القرار 687.
مع الأسف؛ الشعب في كل زمان ومكان هو الضحية؛ ضحية طيش الحكام الطغاة الساعين لفتل عضلاتهم على الاخرين.
قال تعالى في الاية 112 من سورة النحل: {وَضَرَبَ اللهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُطمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللهِ فَأَذَاقَهَا اللهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَ الْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ}.
وفي الآية16 من سورة الاسراء: {وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدمِيرًا}.
بقلم: د. رعد هادي جبارة
باحث سياسي واستراتيجي