هل تجوّلتَ في صدره يوماً؟ لو فعلتَ لوجدتَ نفسك تجوب العراق من الشمال الى الجنوب.
هذه ليست صورة، إنها ملحمة بطولية، إنها ضمير وطن، إنها (أبو مهدي المهندس) رجل قرأ القرآن. صلى خاشعاً. طاف بقبر عليّ (ع). زار ضريح الحسين (ع)، فمشى في طريق كربلاء يحمل من عليّ (ع) زهداً وشجاعة ومن الحسين (ع) بطولة وإرادة.
قبل ان يخطو خطوته الأولى، أخرج الدنيا من جيوبه. أفرغها حتى آخر ذرة. نفض يديه منها، لا يريد حطامها، إنه يُثقله، يُبطئ خطواته، يصرف قلبه عن حزن كربلاء.
قطع الطريق الطويل، يقتحم الموت، يمسح دمعةً، ينثر خيراً، يحرر أرضاً. على وقع خطواته ينقلب الخوف أمناً.
كان زمن هزيمة. حمل بندقيته، أفاض على المقاتلين دفئاً وشجاعة، فصار زمن الانتصار.
عند مطار بغداد كانت جريمة العصر، تعانق القائدان (المهندس وسليماني) وعرجا الى السماء. تناثر دمهما على الجدران، فكانت لوحات النصر.
بقلم: سليم الحسني
٢٦ كانون الأول ٢٠٢١