وخلال مكالمة هاتفية مع وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، طلب رئيس الوزراء الصهيوني نفتالي بينت الخميس الماضي من الولايات المتحدة "وقفاً فورياً" للمفاوضات بشأن البرنامج النووي الإيراني.
ودعا وزير الخارجية الصهيوني يائير لابيد، الثلاثاء الماضي، أثناء لقائه الرئيس الفرنسي إيمانوئيل ماكرون إلى "تشديد" العقوبات على إيران و"تهديدها عسكرياً لمنعها من تطوير "السلاح النووي" وقال، "يجب عدم إلغاء العقوبات عن إيران، بل تشديدها ويجب أن نسلط تهديداً عسكرياً موثوقاً على إيران".
وفي موقف بريطاني مستغرب وفي حين مساعد وزيرها الخارجية كان على طاولة المفاوضات في فيينا، بدأ رئيس جهاز الاستخبارات البريطانية السرية "MI6"ريتشارد مور مرحلة جديدة من إثارة التخويف من إيران حيث اعتبر بعد المكالمات الهاتفية بين وزيري خارجية الكيان الصهيوني وبريطانيا، اعتبر ايران على رأس تهديدات بلاده.
ورغم كل ذلك فإن الاسرائيليين لا يتخلون عن مساعيهم لتعطيل مفاوضات فيينا حيث أوفدوا رئيس جهاز الاستخبارات الصيهوني "الموساد" ديويد بارينا الى واشنطن وكان المحور الرئيسي لزيارته هو مفاوضات فيينا.
الملفت ان "اسرائيل" كانت المصدر الرئيسي للتخويف من ايران (ايرانوفوبيا) في العالم وهذه نقطة لا نقاش فيها حيث وسائل الاعلام الصهيونية نشرت كثير من الأكاذيب حول ايران إلا ان السؤال الذي يطرح نفسه حالياً هو، ما هو السبب في مساعي الاسرائيلين لتعطيل المفاوضات بأي ثمن كان؟ أي جانب من مفاوضات فيينا وإنجازاتها يثير الذعر لدى الصهاينة؟.
فخوف الكيان الصهيوني من الأنشطة السلمية التي تخضع للرقابة الدولية لا مبرر له، كون الكيان يمتلك مئات الرؤوس النووية ومن هذا المنطلق يجب ان نسأل ما هو السبب وراء الضجيج الذي تفتعله "اسرائيل"؟ هل يعود ذلك الى قلق الأخيرة من إنقاذ الشعب الإيراني من وطأة العقوبات الجائرة؟ أم أن هذا الخوف والقلق مردهما الحقد الذي تكنه "اسرائيل" لإيران باعتبارها دولة تاريخية في المنطقة ولها ثقافة تعود الى آلاف السنين؟.
بات واضحاً أن "اسرائيل" قلقة على مستقبلها أكثر من أي وقت مضى لأن الدبلوماسىية الإيرانية النشطة تعمل على توفير أجواء مستقرة في المنطقة وتسعى الى تعزيز التناغم فيها من خلال تغيير المعادلات وهذه هي سياسة اعتمدتها الحكومة الثالثة عشرة المتمثلة في تعزيز العلاقات مع دول الجوار وتوطيد التعاون الإقتصادي والتجارى معها.
وهذه السياسية الإيرانية تزيد من مأزق الكيان الذي يعتبر إرساء السلام والاستقرار في المنطقة بأنه يتعارض مع مصالحه حيث لجأ خلال السنوات الأخيرة الى توسيع مشروع التطبيع ومن هذا المنطلق يرى ان أي اتفاق في فيينا يتعارض مع مصالحه.