وقالت الحكومة العراقية، في بيان ان "محاولة اغتيال فاشلة تعرض لها السيد رئيس مجلس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة، بواسطة طائرة مسيرة مفخخة حاولت استهداف مكان إقامته في المنطقة الخضراء ببغداد".
وأضاف البيان: "دولة الرئيس لم يصب بأي أذى وهو بصحة جيدة". وأشارت إلى أن "القوات الأمنية تقوم بالإجراءات اللازمة بصدد هذه المحاولة الفاشلة".
كما غرد الكاظمي بعد استهدافه، مؤكدا انه "بخير"، داعياً إلى "التهدئة وضبط النفس من الجميع، من أجل العراق".
حيث تجعل التطورات التي أعقبت الانتخابات النيابية في العراق واحتجاج مجموعة من العراقيين على نتائجها، خاصة الأحداث الدامية يوم الجمعة في بغداد، قضية الهجوم بالطائرات المسيرة على منزل رئيس الوزراء العراقي أمراً مشبوهاً ويتطلب المزيد من التأمل والتفكير.
وفي هذا الصدد ينبغي الانتباه إلى ما يلي:
1- ان أي انعدام للأمن وعدم الاستقرار في العراق هو بالتأكيد يتعارض مع مصالح التيارات السياسية وفصائل المقاومة التي قدمت عشرات الشهداء والجرحى من أجل ارساء الأمن في هذا البلد.
2 - ان المعترضين على نتائج الانتخابات في العراق، الذين يزعمون حدوث تزوير انتخابي منظم وواسع النطاق، طرحوا مطالبهم بشكل سلمي، ولكن بعد الهجمات التي شنتها قوات الأمن ومقتل وجرح مجموعة من المواطنين خلال مظاهرة يوم الجمعة، اتضح أن البعض ليس على استعداد لسماع صوت الاحتجاجات السلمية ورد عليها بالرصاص.
3 - وبينما تم تشكيل لجنة لتقصي الحقائق للتحقيق في الأحداث الدامية في بغداد يوم الجمعة وتحاول تحديد هوية مرتكبي المجزرة بحق المتظاهرين، فإن الهجوم على منزل رئيس الوزراء العراقي سيؤدي الى تهميش احداث الجمعة وتجاهل مطالب المحتجين على نتيجة الانتخابات.
4 - إن رد الفعل السريع من قبل بعض العناصر ووسائل الإعلام والجماعات الموالية للغرب على حادثة الهجوم المسير على منزل الكاظمي واتهام المقاومة بالتورط في هذا العمل هو قضية أخرى تزيد من غموض هذا الحدث المشبوه. خاصة تلك التصريحات والتعليقات التي تم تغطيتها على نطاق واسع في وسائل الإعلام الإقليمية والدولية.
5. بالإضافة إلى الحالات المذكورة، فإن عدم تفعيل منظومة الدفاع الأمريكي C_Ram ، المتمركزة في السفارة الامريكية في بغداد والتي يتم تفعيلها مع أدنى حركة في سماء العاصمة العراقية، هي من القضايا التي تزيد من غموض هذا الحادث.
ورغم أن أبعاد وخفايا الهجوم على منزل رئيس الوزراء العراقي ستتضح خلال الأيام القادمة، لكن الحقيقة التي لا يمكن إنكارها والتي يمكن الإشارة إليها الآن هي أن المحتلين للعراق المجبرين على الانسحاب من هذا البلد بناء على قرار مجلس النواب العراقي لقد حشدوا كل أدواتهم السياسية والأمنية والعسكرية لزعزعة استقرار العراق حتى يتمكنوا من تبرير عدم مغادرتهم لهذا البلد.
لذلك من الضروري التحلي بالوعي والحكمة والاهتمام بالحفاظ على الوحدة السياسية والوطنية، ولا سيما تعزيز مكانة البيت الشيعي ودوره البناء وذلك من أجل تجاوز الوضع المقلق الراهن في العراق.
المصدر .. وكالة فارس للانباء