وإيذاناً ببدء هذه الرحلة نُظِّم للسنة التاسعة على التوالي مهرجانُ مسيرة الأربعين تحت شعار: (من البحر إلى النحر)، الذي تُقيمُه مؤسّسةُ الشعائر التابعة لمكتب المرجع الدينيّ الراحل السيّد محمد سعيد الحكيم (قدّس سرُّه الشريف)، بالتعاون مع الهيئات والمواكب الحسينيّة في البصرة فضلاً عن الجهات الحكوميّة وأهالي قضاء الفاو، وقد حضره العديدُ من رجال الدّين والشخصيّات الرسميّة والاجتماعيّة وجمعٌ من الزائرين. وقال عضو اللّجنة المُنظِّمة للمهرجان الشيخ فيصل العبادي في كلمةٍ بالمناسبة: "كان من المفترض أن تكون الكلمةُ المُلقاة للمهرجان من أُسرة آل الحكيم، لكن فُجِعنا بفقد المرجع الدينيّ الكبير السيّد محمد سعيد الحكيم والانشغال بتشييعه وتجهيزه ودفن جثمانه، وامتثالاً لما قرع به أسماعَنا المرجعُ الراحل (قدّس سرّه الشريف) بأنّ قضيّة الحسين (عليه السلام) وهذه المراسيم، إنّما هي السببُ الرئيسُ لإبقاء هذا المذهب الحقِّ قائماً إلى هذا الوقت، كما أنّها تقرّبنا إلى الله تعالى". واوضح: "إنّ الله تعالى قد أنعَمَ علينا بنعمة التعرّف عليه وعلى رسوله وأهل بيته (عليهم السلام)، ولأجل إدامة هذه النعمة وشكرها ينبغي الالتزام بتعاليم الرسول وأهل بيته، التي أهمّها هو إحياء أمرهم ومنها قضيّة الإمام الحسين (عليه السلام)، وتقوية الترابط والتمسّك به (سلام الله عليه) المتمثِّلة بالمسير إلى مرقده الطاهر وخدمة زائريه". واختتم: "إنّ إحياء واستذكار هذه المناسبة لها من ثواب وأجر كبير عند الله، فهي مواساةٌ للنبيّ وآله ومواساة للإمام زين العابدين وعمّته السيّدة زينب (عليهما السلام)، لما عانته من مصائب ومحن في مثل هذه الأيّام من عام (61هـ)". كذلك شهد المهرجانُ إلقاء عددٍ من القصائد الشعريّة الحسينيّة، وتضمّن كذلك رفع وحمل راية خاصّة سوداء اللون كُتِب عليها (مشّاية وفّاية للحسين من البحر إلى النحر)، أي أنّ المسيرة تبدأ من أقصى جنوب العراق من الفاو وضفاف بحره حتى مقام منحر الإمام في كربلاء، للإعلان عن الانطلاقة المركزيّة الأولى لمسيرة زوّار الأربعين الحسينيّ الخالد.