وفي حديث له خلال اجتماع لمجلس الامن الدولي عقد الاحد لبحث آخر التطورات على الساحة الفلسطينية، قال تخت روانجي: تزامنا مع عقد هذا الاجتماع، ترتكب القوات الوحشية للكيان الاسرائيلي ابادة حقيقية في فلسطين، خاصة في قطاع غزة؛ اكبر سجن مفتوح في العالم، حيث استشهد حتى الآن 192 شخصا بمن فيهم 58 طفلا و34 سيدة.
واضاف: انهم يقتلون بجبن ووحشية النساء العزل والرضع والاطفال واسر باكملها، يسيئون للاماكن المقدسة بلا خجل، ويقصفون بدناءة المناطق السكنية والمدارس والمنشآت الصحية والعلاجية ويدمرون المنازل بجنون، وفي عبارة واحدة: انهم يرتكبون الجرائم الدولية الرئيسية الاربع في وقت واحد ودفعة واحدة.
وتابع سفير ايران لدى المنظمة الدولية ان السؤال الطروح هنا هو انه لماذا ترتكب القوات الاسرائيلية مثل هذه الجرائم؟. لان الفلسطينيين رفعوا صوتهم بوجه القوات الاسرائيلية التي تريد مصادرة ارض آبائهم واجدادهم في المحلات الفلسطينية في القدس الشرقية وفي محلة الشيخ جراح وسلوان وسائر المناطق.
واضاف: انهم احتجوا على تدمير منازلهم التي عاشوا فيها جيلا بعد جيل، يقاومون امام طردهم القسري من منازلهم واحتجوا على اعتداءات القوات الاسرائيلية على المصلين في المسجد الاقصى في شهر رمضان المبارك.
وقال تخت روانجي: لا تخطئوا؛ لو كنتم انتم فلسطينيين وتعيشون في فلسطين وفي ظل نظام فصل وتمييز عنصري مبني على اساس العدوان والاحتلال والظلم ويرتكب الجرائم الشنيعة ضد الفلسطينيين فان مثل هذه الاجراءات تعد اكبر الذنوب.
واردف قائلا: ولكن كيف يرتكب النظام الاسرائيلي مثل هذه الجرائم بحصانة كاملة؟ لانه على مدى اكثر من 7 عقود اتخذ مجلس الامن الدولي صمتا قاتلا امام كل الاعمال اللاقانونية لهذا الكيان وان هذا الموقف الهزيل وغير المبرر، فضلا عن انه ادى الى خفض الثقة بهذه المنظمة وكذلك خلق ازمة المصداقية والشرعية له فقد ادى بهذا الكيان للتجرؤ على ارتكاب المزيد من الجرائم بكل وحشية.
واضاف: لهذا السبب فان الكيان الاسرائيلي يرتكب اسوا الجرائم الدولية، اي ابادة النسل، جرائم الحرب، الجريمة ضد الانسانية، وجريمة العدوان. لقد شن اكثر من 15 حربا، احتل اراضي الدول الاخرى، وهاجم كل الدول المجاورة له بلا استثناء، هاجم دول المنطقة وما ابعد منها في الشرق الاوسط وافريقيا، بادر الى امتلاك مختلف انواع اسلحة الدمار الشامل وهذه القائمة مازالت مستمرة.
وفي الرد على السؤال التالي وهو انه لماذا التزم مجلس الامن الدولي الصمت فترة طويلة تجاه مثل هذه الجرائم والتهديدات والاعتداءات قال: ان الاجابة بسيطة لان اميركا بصفتها عضوا دائما في مجلس الامن الدولي، سواء في عهد الديمقراطيين او في عهد الجمهوريين، دعمت بصورة ممنهجة الكيان الاسرائيلي امام اي اجراء لمجلس الامن حيث قامت لغاية الان باستخدام الفيتو ضد 44 مسودة قرار ضد اسرائيل.
واضاف: ان الادارة الاميركية الراهنة قد قررت ايضا دعم الكيان الاسرائيلي وتتحدث بلا خجل عما تسميه بـ "حق امن اسرائيل" و"حق الدفاع المشروع لاسرائيل" لتبرير جرائمه، فيما تنكر بالمقابل الحق الذاتي للفلسطينيين المظلومين ومن ضمن ذلك حق الحياة والعزة والحرية والدفاع المشروع وتقرير المصير وتاسيس الدولة الفلسطينية المستقلة.
ولفت في هذا السياق الى ان اميركا منعت خلال الايام الماضية حتى اصدار بيان صحفي بسيط من قبل مجلس الامن الدولي يدعو الى انهاء قصف غزة من قبل اسرائيل لثبت بانها تدعم بحزم هذا الكيان الاحتلالي والظالم مهما بلغت جرائمه من الوحشية.
وحول تصريحات المندوب الصهيوني قال: لقد سعى عبر الايحاء بالمظلومية لصرف الانظار عن جرائم اسرائيل ودافع بوقاحة عن قتل النساء والاطفال الفلسطينيين.
واكد مندوب ايران الدائم لدى الامم المتحدة حق الفلسطينيين الرازحين تحت الاحتلال والحصار اللاقانوني للكيان الاسرائيلي وحقهم الذاتي في الدفاع المشروع عن انفسهم وقال ان الجمهورية الاسلامية الايرانية اذ تدين بشدة جرائم هذا الكيان ضد الفلسطينيين تعلن دعمها لقضيتهم المحقة وتحقيق كامل حقوقهم المشروعة خاصة حقهم الذاتي في تقرير المصير وانشاء الدولة المستقلة في كل انحاء فلسطين وعاصمتها القدس الشريف.
ودعا تخت روانجي مجلس الامن كذلك لاخذ المسؤولية الملقاة على عاتقه بجدية وان يرغم الكيان الاسرائيلي على انهاء مغامرته العسكرية في المنطقة خاصة اراقته للدماء وجرائمه ضد الفلسطينيين.
كما طالب بوقف التطهير العرقي المتعمد والممنهج والواسع ضد الفلسطينيين ومن ضمن ذلك عن طريق تغيير التركيبة السكانية في فلسطين وطمس الهوية الاسلامية والعربية للقدس الشريف وقال: انه على مجلس الامن ارغام الكيان الاسرائيلي على انهاء حصاره غير القانوني واللاانساني لقطاع غزة وانهاء احتلاله لكل ارض فلسطين والجولان السوري المحتل واجزاء من لبنان وان يحمل هذا الكيان المسؤولية عن ارتكابه افظع الجرائم الدولية خلال عقود من الزمن.
واكد مندوب ايران بان القضية الفلسطينية لن تحل من دون التنفيذ الدقيق لمبادئ العدالة والقوانين الدولية "وبناء عليه فانه على المجتمع الدولي العمل بالتزاماته القانونية والسياسية والاخلاقية للدعم الكامل لتحقيق الحقوق الذاتية للفلسطينيين".
وختم تخت روانجي تصريحه بالقول: هنالك مسؤولية خاصة ملقاة على عاتق مجلس الامن وفيما لو تمت الحيلولة دون اداء دوره فانه ينبغي على الجمعية العامة للامم المتحدة اتخاذ الاجراءات اللازمة ضد المعتدين الاسرائيليين.