البث المباشر

آن الاوان لتغيير نظرتنا تجاه الاطفال ذوي الحاجات الخاصة؟

الإثنين 22 أكتوبر 2007 - 00:00 بتوقيت طهران

يعتقد معظم الناس ان التعاطي مع الاولاد ذوي الحاجات الخاصة امر صعب جداً ويحتاج لصبر وخبرة كبيرة. ويتهرب الكثير من القيام بهذا العمل بسبب عدم لمس النجاح بسهولة. وللاسف ما زال العمل مع هؤلاء الاطفال مقرونا خاصة في مجتمعاتنا بالشفقة والرحمة وننسى ان الجميع لديه بنسبة ما احتياجات خاصة ولكننا نتناسى الحاجات الباطنية ولا ننظر الا للحاجات الظاهرية فقط.
*******
الاسئلة
المحاورة: اهلاً وسهلاً بك دكتورة اميمة عليق الباحثة في علم النفس، دكتورة في لقاءنا لهذا اليوم نود ان نتحدث حول الاطفال ذوي الحاجات الخاصة، نراهم كثيراً في مجتمعنا وفي اقربائنا واصدقائنا وعوائلنا، بداية ما معنى الحاجات الخاصة؟ الدكتورة اميمة عليق: بسم الله الرحمن الرحيم، في البداية بعد ان قرأت المقدمة هناك امر مهم جداً اريد ان اجيب عليه وهو ان اذا اردنا ان نعرف الحاجات الخاصة، ان كل انسان اذا كان طفل او راشد او ام او اب لديه حاجات خاصة، مثلاً من منا لايمر بفترات لا يشعر فيها انه بحاجة الى الآخرين بشكل مختلف، مثلاً الفتاة التي ترسب في الامتحان او الام التي تفقد طفلها والاب الذي يفقد سيطرته على ترية اولاده، كل هؤلاء لديهم حاجات خاصة وكل فرد في المجتمع هو خاص ومختلف عن غيره، هذا الاختلاف هو الذي يجعل المجتمع قائماً ويتقدم، طبعاً نحن حينما نقول الاطفال ذوي الحاجات الخاصة يعني الاطفال الذين لهم اعاقات ذهنية او اعاقات بدنية وعادة يطلق على الولد حتى بنسب مختلفة. المحاورة: طيب لماذا وكيف يجب ان نغير نظرتنا اتجاه الاطفال ذوي الحاجات الخاصة؟ الدكتورة اميمة عليق: حين نقول بالتغيير لذوي الحاجات الخاصة نقصد طبعاً من الناحية التربوية ومن ثم من الناحية الاجتماعية لان تربية كل طفل في المدرسة او في البيت يتطلب مجهود وصبر ويتطلب متابعة وحنان وحب، مثلاً اذا طفل في عمر السنة او السنتين او المرحلة الثانوية هو يحتاج الى هذا الصبر لذلك من هنا يجب ان نؤكد ان تغيير النظرة للاطفال ذوي الحاجات الخاصة تنبع من هنا، لا ننظر اليهم على انهم مختلفين بشكل كبير يعني، هم لديهم حاجات خاصة ليست اكثر من الاطفال العاديين، حين نقول ونؤكد مثلاً على صفات المربية وذكرت هذا في المقدمة انه عادة الناس يتهربون من هذه المهمة ويعتبرونها صعبة جداً ولكن نحن ننظر ان تربية اي طفل، انا اعرف اطفال في بعض الاحيان اننا نصل الى حالة من العجز امام الاطفال ونعجز بشكل دقيق. المحاورة: يعني هذه موجودة حتى في الاطفال العاديين؟ الدكتورة اميمة عليق: وفي التعاطي مع اي انسان آخر، هنا يجب التأكيد على فهم الطفل وقدراته والسعي على مساعدته للتطور حسب قدراته، طبعاً تغيير النظرة يجب ان ينشأ من امر مهم وهو ان من يعمل مع هكذا اطفال يساعدهم على التطور، نحن لانساعد هؤلاء الاطفال في احيان كثيرة بل هم يساعدوننا على البحث عن اماكن قوية في شخصياتنا وايضاً التعاطي بالمحبة ووعطف مع كل الناس الذين هم موجودين حولنا. المحاورة: دكتورة فاصل قصير ونعود للحوار ان شاء الله.
*******
لا تنسي ابداً ان
• ان التعامل مع اطفال ذوي احتياجات خاصة يساعدنا نحن على ان ندرك قدراتنا الانسانية اكثر من مساعدتنا لهم. • ان كل منا لديه احتياجات خاصة يجب ان يساعده الآخرون لتلبيتها. • ان تقبل الاختلاف من اهم الاسس التربوية التي يجب ان نربي عليها اطفالنا.
*******
المحاورة: طيب اهلاً بكم من جديد عودة الى ضيفتنا الدكتورة اميمة عليق الباحثة في علم النفس، مع هذه المقدمة التي تحدثنا بها دكتورة يجب علينا ان نتقبل هذا الاختلاف الموجود. الدكتورة اميمة عليق: الاهم من ذلك يجب ان ننقلها الى اطفالنا من جهة اخرى يعني هذه التربية المبنية على الاختلاف هي التي ستؤدي الى ان ننشأ شباننا كيف يتعاملوا مع الآخرين، مثال بسيط هو اننا لم نتربى على قبول الاختلاف والنظر اليه على انه ايجابي والحروب التي يقودها الغربيون لانهم ينظرون نظرة عنصرية لنا ونحن نختلف عنهم، يجب ان نعلم فكرنا على ان نحترم الطبيب والسائق والزبال والحاجب والرئيس كل بنفس الاحترام طبعاً لان هذا الاحترام لان يجب ان يكون لكل انسان في هذا العالم، اهم شيء هو تربية اولادنا على تقبل هذا الاختلاف. المحاورة: برأيك دكتورة ما هي الخطوات العملية لدمج هؤلاء الاطفال في المجتمع؟ الدكتورة اميمة عليق: الخطوة يجب ان تبدأ من المنزل وعلى أسس ثابتة، يعني يجب ان يكون لهذا الطفل المكانة المحترمة في البيت، يجلس معهم لدى استقبال الضيوف ويشاركهم كل انشطتهم وتكون له انشطته الخاصة، ان يتم تأهيله للمشاركة على قدر استطاعته خارج البيت والمهم انه لايجب النظر اليه بشفقة كما يجب ان يشرك الاهل الاخوة ليدرك هؤلاء ان لديهم دور اساسي في تربية الاب المعاق، واحب ان اركز هنا طبعاً على دور المؤسسات الدولية الناشطة في هذا المجال والتي هي موجودة في دول الخليج ولبنان وكل البلدان، احب اركز كثيراً على دور الام في دمج هؤلاء الاطفال مع غيرهم لان الام في هذا المجال هي الاساس وطريقة تعاطي الام هي التي ستحدد مصير ابنها، يجب ان تكون صلبة وتتخلى عن الخجل كي تنقل هذه القدرة والحيوية والصلابة الى كل العائلة والى المجتمع فيما بعد، يجب ان لا تنتظر هذه الام التي تتعاطى بشفقة مع ابنها التي تخجل ان تخرج مع ابنها وان يكون موجود في البيت بشكل اساسي، لا يجب ان تنتظر ابداً ان ينظر الاخرين الى ابنها عكس ما هي تنظر اليه. المحاورة: نشكرك دكتورة اميمة عليق على حضورك في الاستوديو. الدكتورة اميمة عليق: شكراً جزيلاً لكم وشكراً للاعزاء المستمعين.
*******
خط احمر
• لا تظهري الشفقة امام اطفالك من اي طفل لديه حاجات خاصة فنظرة الشفقة ستنتقل لاطفالك. • اذا كان لديك طفلاً لديه حاجات خاصة لا تفقدي الثقة به امام الآخرين ولتكن مكانته في المنزل وفي المجتمع محفوظة.
*******
عملياً
• عرفي ابنك على اطفال ذوي حاجات خاصة وساعديه على التعاطي معهم. • اذا كان لديك طفلا لديه حاجات خاصة اوكلي اليه القيام باموره الخاصة لتساعدينه على الاستقلالية.
*******
كان يا ما كان
الدب الصغير
كان الدب الصغير بيندا يعيش في مغارة قرب البحيرة الموجودة هناك داخل الغابة الجميلة الخضراء التي تعرفونها جميعاً. كان بيندا يسبح في البحيرة دائماً ويحاول ان يصطاد الاسماك المغذية كي ياكلها فيصبح قوياً. وهناك في البحيرة ايضاً تعرف بيندا على السمكة اللطيفة ساكو فاصبحا صديقين. هل تعرفون كيف التقا معاً؟ كان بيندا ينظر الى ماء البحيرة كي يصطاد سمكة فظهر ساكو امامه مد يده بسرعة كي يلتقط ه فرفع ساكو رأسه وبدل ان يهرب سال بصوت عال ولطيف: "هل استطيع ان اعرف من هو هذا المخلوق الكبير والجميل؟ تفاجأ بيندا بهذا الصوت فنظر اليه بتعجب واكمل وهو يقول: "السلام عليك، انا ساكو... ومن انت؟" تسمر بيندا مكانه وهو يسحب يده اليمنى من الماء وهو لا يصدق ما يسمعه. دار ساكو حول بيندا داخل الماء ثم رفع رأسها مرة ثانية وهي تسأله: "لم تقل لي ما اسمك؟" - "بي...بي...بيندا...انا الدب بيندا." - "اجابت ساكو: بيندا انه اسم جميل." ثم اكملت: ان الطقس اليوم جميل جداً أليس كذلك؟ واقترب ساكو من بيندا كي تقفز بالقرب منه فنظر اليه ضاحكا وحين ضحك كانت المياه تتحرك فتصل الى اطراف البحيرة على شكل امواج جميلة. وقد نسي لماذا يريد ان يلتقط ساكو... الذي بدا متعبا من كثرة ما قفز بالقرب منه. فودعه لانه كان يريد ان يذهب الى عمق البحيرة اي الى بيته... وقال له: "نلتقي غدا كي نلعب معا..". عاد بيندا الى مغارته وقبل ان ينام قطف قليلاً من التوت البري ليأكلها بدلا من السمكة التي حاول ان يصطادها. وفي اليوم الثاني استيقظ بيندا وخرج من البيت وتوجه الى البحيرة كي يلتقي بـ "ساكو". بدأ يلعب بالماء الى ان وصل ساكو فرحا فبدأ بالقفز واللعب بالقرب من بيندا الذي بدا ايضاً بدوره يدور حوله ويلعب بالماء فيقفز ساكو بسعادة الى الاعلى ثم يغوص الى الاعماق ثم يطوف مرة أخرى الى الاعلى وهكذا حتى جاء الوقت كي يفترقا ولكن بعد ان تواعداً بان يرافق بيندا صديقه ساكو الى بيته في اليوم الثاني. وذهب كل منهما الى بيته على امل اللقاء في اليوم الثاني. منذ الصباح كان ساكو ينتظر صديقه بيندا قرب الشاطئ وعندما وصل بيندا قال له ساكو: "هل انت مستعد؟" مع ان بيندا كان يشعر بالخوف قليلاً الا انه أخذ نفساً عميقاً ثم انطلق مع صديقه ساكو الى اسفل البحيرة. هيا اسرع صرخ ساكو. بدأ بيندا بالغوص اكثر متعجبا من الالوان والاشكال الغريبة في قعر البحيرة ولكن لم يمض وقت طويل حتى شعر بيندا بانه لم يعد يستطع ان يتحمل البقاء تحت الماء. فاسرع بالوصول الى خارج الماء كي يتنفس. تبعه ساكو بسرعة وهو يتساءل عن السبب في العودة الى الاعلى و قد شعر بالحزن فسأل صديقه: "ألم يعجبك بيتي في الاسفل؟" فقال بيندا: "اسفل البحيرة جميل جداً، ولكنني بحاجة ان اتنفس الهواء ولا استطيع ان ابقى في منزلك لوقت طويل ولكن اضاف بيندا بفرح اعتقد ان منزلي في المغارة سوف يعجبك كثيراً". واتفقا ان يزور ساكو بيت بيندا في اليوم التالي وهذا ما حدث فعلا فوضع بيندا السمكة ساكو في فمه مع بعض الماء وانطلقا الى المغارة في الغابة. اعجبته الالوان والاشجار والوضوح في النظر ولكن لم يمض لحظات حتى صرخ ساكو: ارجوك ارجوك ارجعني الى الماء...هيا هيا..". كان يريد بيندا ان يقول له: ولكنك لم تر الى الأن منزلي...ولكنه اسرع بالعودة الى البحيرة لانه احس ان ساكو كاد يختنق.. فانزله في الماء وبعد عدة دقائق استطاع الحركة من جديد فودع بيندا وسبح الى الاسفل بسرعة. عاد بيندا الى المغارة وهو حزين جداً ولم يخرج من هناك الا بعد عدة ايام وعاد الى البحيرة حيث رأى ساكو تنتظره فنظرا الى بعضهما بعد ان فهما انهما مختلفان كثيراً كثيراً ولكنهما بدآ باللعب بالماء كما سابقاً فعرفا ايضاً انهما يستطيعان ان يكونا صديقين حميمين.
*******
كلامكم نور
قال رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم): «ليس احد من امتي يعول ثلاث بنات او ثلاث اخوات فيحسن اليهن الا كن له سترا من النار».
*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة