البث المباشر

الطارف والتليد - 19/01/2010

الأحد 31 يناير 2010 - 00:00 بتوقيت طهران

المحاورة: بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين وافضل الصلاة والسلام على سيدنا محمد وآل بيته الطيبين الطاهرين. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته في كل مكان واهلاً بكم في رحاب الطارف والتليد وهو يقف ازاء الشيطان والانسان اللذين ما كان يحسب ان يمر بهما ولكن وجد نفسه بين ايدهما لا مرة بل مرتين هذه ثانيتهما مضطراً بأنزلاقه اليهما بقوة الحكاية الشعبية وانواعها الادبية التي استأثرت لأسابيع طيبة من انتباهكم الكريم ومشاركتكم المبصرة، سددكم الله لكل خير، ونكون ايضاً بمعية الاستاذ بشير الجزائري، نرحب بك استاذ بشير سلام عليكم. الجزائري: عليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته وبارك الله لكم هذا اليوم السعيد الذي اصبحنا به متباركين بذكرى ميلاد سيدنا الامام الباقر (عليه السلام). المحاورة: نعم بطاقة تبريك لمستمعينا الاحبة بهذه المناسبة الطيبة والعزيزة وتتواصلون ايضاً معنا عبر موقعنا على شبكة الانترنت arabic.irib.ir. اذن نكون في لقاءنا الثاني مع الانسان والشيطان ويكون معنا الاستاذ الجزائري في دلالته على باب من ابواب النجاة من الشيطان الرجيم نعوذ بالله منه وباب من ابواب العودة الى الجنة التي جعلها الباري سبحانه وتعالى طبعاً بالايضاحات والاستضاءات التي تكون لكم على المحور ونسأله تعالى ان يجعلنا واياكم من الناجين من مصائد الشيطان ومن حبائله التي لا تعد ولا تحصى. الجزائري: لا تعد ولا تحصى خبر او تهديد؟ المحاورة: من ماذا يكون لا تعد ولا تحصى حبائل الشيطان؟ الجزائري: حبائل الشيطان ومكائده ومصائده لا تعد ولا تحصى كما تقولين هو خبر للمستمعين او تهديد لهم؟ المحاورة: والله لا يكون الا الخير استاذ جزائري. الجزائري: ان شاء الله. المحاورة: مرة انا اكون مع الجن آتي انا الى برنامجك ومع الشيطان الرجيم فنستعيذ بالله منه. الجزائري: لكل انسان من دهره ما تعود. المحاورة: نعم طرفة اخرى يذكرها السيد كاظم مازال محوركم الطارف والتليد يقول لعلنا في الاسبوع القادم نكون مع السعالي ام اننا نبقى مع الشيطان والانسان وهذه الرحلة الطويلة؟ الجزائري: كما مر على لسانك من غير التفات كنا قد مررنا بالسعلاة ولاعودة لنا اليها ان شاء الله وخرجنا من انيابها وهي بعيدة عنا الان. المحاورة: طيب على كل حال نقول بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ دائماً من حبائل ومكائد الشيطان وان شاء الله المعرفة التي تكون للجميع وذلك الايمان للنجاة منها وللاستعاذة بالله تعالى، طيب نبدأ الحوار استاذ جزائري في لقاء اليوم من الطارف والتليد، كل الناس يعلمون ان ابليس ابا واستكبر ساعة امره الباري سبحانه وتعالى ان يسجد لآدم (عليه السلام) ونحن نعلم والمستمعين كذلك هذه الحقيقة الساطعة لكن ما الذي حمل ابليس على عصيان ربه عزوجل بعد طول عبادة وطاعة متمادية كما يقال؟ الجزائري: هو بنص كلام امير المؤمنين علي (عليه السلام) عبد الله سبحانه وتعالى ستة آلاف سنة وامير المؤمنين (عليه السلام) نفسه يقول ولا يدرى أهذه من سني الدنيا ام سني الاخرة ونحن نعلم ان اليوم الواحد من ايام الاخرة اطول من سني الدنيا فكيف بسنة الاخرة وكيف بسني الاخرة، على كل حال هو عبد الله ستة آلاف سنة طائعاً خاضعاً خاشعاً ولكنه بعد ذلك باء بالخسران المبين وكان بعيداً عن الله سبحانه وتعالى وصاراً رجيماً والرجيم هو المبعد، هو البعيد جداً عن الرحمة الالهية. على كل حال اعتقد ان شيئاً ربما هو في عيون الناس يسير انما هو في حقيقته كبير كبير ذلك هو الحسد والعياذ بالله، الحسد الذي الكثير من الناس يبتلى به وهو غير ملتفت اليه حتى ان العلماء العصريين في زماننا قبل ما يزيد على سبعين سنة احد العلماء الايطاليين اثبت بالتجربة المختبرية ان اشعة تصدر من عيون ناس كثيرين تؤثر في الانسان والحيوان والجماد والنبات وكل شيء وتحرق وتزهق، تحرق كل ما يحترق وتزهق الارواح، هذه نتيجة حسد هذا الانسان على كل حال انا الذي اعتقده ان الذي حمل ابليس ان يخرج عن طاعة الله عزوجل الى معصيته هو هذه الصفة الذميمة اجارنا الله واياكم منها. المحاورة: نعم نسأله تعالى ذلك، ساحة ادبية رحبة ومعرفة ادبية حلوة نكون معكم فيها مستمعينا الاحبة في كل مكان فيما خص في لقاء اليوم حول الشيطان والانسان وتحدثنا يعني انه ما حمل ابليس على عصيان ربه عزوجل بعد طول عبادة وطاعة متمادية جرنا الحديث الى الحسد، فهل هناك من نجاة من هذا الخلق؟ الجزائري: نعم الله سبحانه وتعالى خلق هذا الانسان واكرمه وجعله خليفته في هذا الكون ليس في الارض وحدها انما في هذا الكون بأجمعه وكلفه اصلاح هذا الكون ايضاً ولايمكن ان يعدمه وسائل النجاح والفلاح والاصلاح فيه، حتماً لابد من وسيلة للخروج من هذه الصفة الذميمة، متى ما اقبل الانسان على نعمة الله سبحانه وتعالى ورضي بها كان بعيداً عن هذه الصفة الذميمة اما اذا كان من اولئك الذين يكدحون الليل والنهار ويجمعون ما يجمعون ويمنعون ما يجمعون فأنه لابد ان يبقى اسير هذه الصفة الذميمة، صحبة الصالحين والطيبين اولئك الذين انفتحت نفوسهم وايديهم بما آتاهم الله سبحانه وتعالى وترجموا الاية القرآنية المباركة "واما بنعمة ربك فحدث" ترجمة عملية، رآها الناس، احبوها، تمنوا ان يكونوا عليها، صحبة هؤلاء هي ايضاً من الوسائل الكريمة التي تطيب النفس الحاسدة وتردها من انحرافها الى صوابها لكي تعيش مستقيمة وبعيدة عن هذا السوء والشر. المحاورة: نعم ان شاء الله يكون كذلك وكأنك تعرضت الى حالة انها اذا كانت نقطتين لكنها حساسة وعميقة في ذات الوقت استاذ جزائري؟ الجزائري: جداً جداً يعني اعتقد ان الحسد غائر في اعماق هذا الانسان لأنه هو الباعث على الكثير من الصفات السيئة ومن المساوئ التي تقلل من شأن الانسان وتنزله من قدره الرفيع الذي وضعه الله سبحانه وتعالى فيه الى هاوية يتمنى لو يخرج منها ولا يكاد لأنه ساعة ينحدر اليها يعز عليه ان يخرج منها اما اذا قلنا اذا عاد الى الله سبحانه وتعالى بأخلاص صادق وقال له: "يا رب اجرني مما وقعت فيه واعني على نفسي بما اعنت به الصالحين" وهذا الدعاء هو دعاء الامام علي (عليه السلام) كان "اللهم اعنا على انفسنا بما اعنت الصالحين على انفسهم" ومن العجيب ان امير المؤمنين (عليه السلام) ساعة يستعمل هذا الجمع "الصالحين" انما يعني به رسول الله (صلى الله عليه وآله) وحده لأن رسول الله هو الانسان الاكمل في هذا الوجود من اوله الى آخره، الى ان يرث الله الارض ومن عليها. المحاورة: لو تسمح لنا مشكوراً استاذ جزائري لدينا اتصال هاتفي من فيوم مصر العربية، محمد محروس تسمعني سلام عليكم. المحاورة: محمد من مصر سلام عليكم. الجزائري: لا يكاد يبلغ صوته. المحاورة: نعم على كل حال ان شاء الله يعاود الاتصال بنا ونحن بأنتظاره، هناك نقطة استاذ الجزائري كما نقف. نعم موجود محمد محروس سلام عليكم، محمد من مصر العربية سلام عليكم، نعم. الجزائري: عز عليه الوصول. المحاورة: على كل حال ان شاء الله نسمع الى صوته واذا كان لديه استفسار نحن بأنتظارك، نعود الى انه ما نقرأه في الكتب او السيرة او انه حتى ان ابليس على ما يبدو حسد نفسه لكثرة عبادته لله سبحانه وتعالى يعني مع الحسد هناك حالة غرور او ان هذا الانسان الحاسد يقول انه فقط انا، انانية؟ الجزائري: احسنتم هو في الحقيقة كل الصفات السيئة نابعة من اثنتين، من الحسد والكذب اذا حسد الانسان كذب واذا كذب اتلف كل شيء من الخير لديه، رسول الله (صلى الله عليه وآله) كما هو معروف بالرواية عنه ويتناقلها المسلمون كافة في ارجاء المعمورة ان احدهم سأله يارسول الله هل يسرق المؤمن؟ فأجاب رسول الله (صلى الله عليه وآله) بالكلمة الموجزة جداً "قد"، "ربما" فسأله ويزني يا رسول الله؟ فقال قد. فقال: ويكذب يا رسول الله؟ فقال: لا! يعني الحد الفاصل بين الاسلام وعدمه هو ان يصدق الانسان او يكذب، صدق فهو مسلم وكذب فهو غير مسلم والاحاديث كثيرة التي تشير الى ان الانسان ساعة يقترف معصية من المعاصي ليس بمؤمن ولا بمسلم ومن ذلك قول امير المؤمنين (عليه السلام) الثابت في عقول الناس "مازنا انسان وهو مؤمن"، "ما زنا انسان وهو غيور" هكذا كل الخبائث التي يقارفها اي انسان من الناس اذا كان واعياً لا يمكن ان يقترفها. المحاورة: طيب اعتذر لمقاطعتك، عاد الينا محمد محروس من فيوم مصر العربية، سلام عليكم محمد. الجزائري: يبدو ان الحظ غير محالف للاخ محمد حفظه الله وحرسه وزاده حراسة ان شاء الله. المحاورة: نعم الصوت غير موجود، ان شاء الله لما بعد الفاصل نبقى في ذات الحوار حول الشيطان والانسان من الطارف والتليد. المحاورة: ساعتنا في طهران ومازلنا متواصلين مع الطارف والتليد مع الاستاذ بشير الجزائري حول الشيطان والانسان وساعتنا الخامسة والدقيقة الواحدة والثلاثين حتى السادسة مساءاً يتواصل الحوار، دعونا نعود وان شاء الله الاتصالات الهاتفية الان فنياً هناك معالجة للموضوع لكي يتسنى لمستمعينا ان يكونوا معنا ان شاء الله. طيب استاذ جزائري بماذا يفلت الانسان من حبائل الشيطان وماهي تلك الحبائل قبل ذلك؟ الجزائري: حبائله كثيرة كثيرة وقد وردت في الحديث ولااذكرها، في الحديث اشياء عظيمة جداً، احياناً المجالس تفرض على الانسان ان يتكلم بكل ما يعرف، بكل ما يحفظ وهذه ايضاً من آداب المجالسة كما يسميها الفقه الاسلامي وكما تسميها الشريعة الاسلامية، على كل حال يتمنى المرء ان يكون بعيداً جداً عن الكذابين، ان يكون بعيداً جداً عن الفاسدين، ان يكون بعيداً جداً عن الحاسدين، هذه الطوائف من البشر هي التي تقرب هذا الانسان الى الهاوية، تدفعه الى ان يكون فريسة من فرائس هذا الشيطان حتى وحدة هذا الانسان في غرفة مثلاً وحده، مظلمة او منيرة، بعض الناس يقول اذا كانت الغرفة مظلمة من الممكن ان يختل الشيطان ذلك الشيطان، الحقيقة هي لا، مضيئة كانت او مظلمة فأنها تجعل صاحبها فريسة للشيطان، الشيطان مطلقاً، من العجيب ايضاً ان يكون الشيطان في منطق رسول الله (صلى الله عليه وآله) هو كل ما يسوء للانسان، كل ما يسوء للانسان فمثلاً يقول اقلبوا الاناء يعني لاتجعلوا الاناء مكشوفاً او غطوا الاناء فأن الشيطان يله فيه، هنا اشارة ليس الى ابليس انما اشرة ممكن الى الحشرات، الى السوام، الى الهوام، الى كل ما يضر الانسان فمن هذا نشعر ان دائرة التسمية تسع عند رسول الله (صلى الله عليه وآله) وهو البصير الحكيم وهو الذي لاينطق عن الهوى لتشمل كل ما ضر هذا العبد الحبيب الى الله سبحانه وتعالى والاثير لديه والمقدم على كثير مما خلق تقديماً كبيراً. المحاورة: طيب يعني استاذ جزائري يعني حبائل الشيطان اذا كانت حالة خلقية اتت من ناحية الاخلاق التي يقوم بها الانسان ويعاد الى الشيطان بأعتبار انه يشجع على هذه الرذيلة فيكون رد الفعل هي السلوكيات الشائنة؟ الجزائري: والله انا اوافق كثيراً من الناس يقولون من الشيطان؟ أليس هو ذات الانسان؟ يعني هذا الانسان نفسه الذي يقع في الاثم او في اللمم، الاثم هو مقارفة ذنب والمم هو ان يفكر الانسان بذلك الذنب هذا يقال له لمم. المحاورة: لو تسمح لنا استاذ جزائري اقاطعك اذا لم يكن هناك خلل فني آخر يحالف ناصر خالد من السعودية، نود ان نستمع الى صوته داخل الاستوديو، ناصر سلام عليكم. المحاورة: ناصر على مايبدو لاتسمع صوتي المذياع مرتفع لو تغلق المذياع وتستمع الينا من الهاتف. ناصر: ان شاء الله. المحاورة: صوت غير واضح اطلاقاً، خفض المذياع يا ناصر حياك الله. ناصر: تسمعيني جيداً الان؟ المحاورة: لو تخفض اكثر نسمعك بصورة اوضح. ناصر: المذياع مطفأ. المحاورة: نعم الان الصوت يصل الينا واضح ان شاء الله يكون خيراً، تفضل اخ ناصر وحياكم الله بكل خير. ناصر: سلام عليكم دكتورنا العزيز. الجزائري: عليكم السلام ورحمة الله اهلاً وسهلاً. ناصر: كيف صحتكم؟ الجزائري: سلمت صحتكم وشكراً لكم. ناصر: اهلاً وسهلاً، عندي سؤال الا وهو ممن نشأ الكبر في نفس الشيطان بعد طول عبادته؟ المحاورة: نعم. الجزائري: هذا هو السؤال؟ المحاورة: نعم شكراً جزيلاً للاخ ناصر خالد من السعودية على هذا الاستفسار وايضاً اعتذر اذا كانت حالة المخاطبة فنياً ولكن الاخوة الفنيون مازالوا بصدد تصليح الخطوط الهاتفية، على كل حال سمعت السؤال مارأيك لو نؤجل السؤال الى ما بعد رفع الاذان، طيب بصورة موجزة ممن نشأ الكير في نفس الشيطان بعدج طول عبادته؟ الجزائري: هي عودة سريعة وغير مقصودة الى سؤالك انت في البداية وهو انه مم نشأ هذا الكبر؟ حقيقة انت قلت ان هذا الانسان كان عابداً ولذت له عبادته وطابت له عنده في عينه هذه العبادة وبدلاً من ان يشكرها لله سبحانه وتعالى جعلها منة على ربه عزوجل يعني شعر انه قدم شيئاً عظيماً لله، نسي انه لم يكن شيئاً فجعله الله سبحانه وتعالى شيئاً، لم يكن يعقل فآتاه عقلاً، لم يكن ذا طاقة ففاز بهذه الطاقة وكان بذلك قد تكبر. المحاورة: نعم حياك الله وان شاء الله الاخ ناصر عثر على الاجابة. المحاورة: والحمد لله رب العالمين، اللهم الهمنا طاعتك وجنبنا معصيتك ويسر لنا ابتغاء رضوانك، آمين يا رب العالمين وان شاء الله تبقون معنا في معاودة حوارنا في الطارف والتليد مستمعينا الاحبة في كل مكان مع الانسان والشيطان. المحاورة: اهلاً ومرحباً بكم في كل مكان ومازال حوارنا مع الاستاذ بشير الجزائري حول الانسان والشيطان. قبل ان نطرح سؤال آخر او استكمالاً لما كان من السؤال السابق لدينا اتصال هاتفي من البحرين السيد حسين الموسوي سلام عليكم. الموسوي: وعليكم السلام تحياتي اليك اختي الفاضلة والى اخي العزيز بشير الجزائري. المحاورة: حياك الله وشكراً لتواصلك مع برامجنا الاذاعية السيد حسين. الجزائري: حياك الله. الموسوي: الله يحفظكم ان شاء الله، اخي الكريم اخ بشير هناك حديث لأحد الائمة العمصومين (عليهم السلام) يقول: "داوي الحسد بالصدقة فأن كل ذي نعمة محسود" او في حديث في كتاب الخصال للشيخ الصدوق يقول: "ستة اقوام يدخلون النار بستة خصال، العلماء بالحسد" يعني سؤالي لماذا بالذات العلماء؟ واذا العالم يرى نفسه محسود يجب ان يتصدق فأن كل ذي نعمة محسود، هل من النعمة ان يتصدق على الفقراء لكي يغلب القدر والان وقت الاذان وانا اختصر لأن سأذهب للصلاة. المحاورة: لاتنسانا من صالح الدعاء السيد حسين الموسوي وان كان تعرض للحسد بأعتباره حبل من حبائل الشيطان، ان شاء الله بأيجاز تكون الاجابة صغيرة وبسيطة لكي نعود. الجزائري: انا ايضاً اشكر السيد حسين ابو علي سأل السؤال وبقي ليستمع جوابه لا ان سأل سؤاله ومضى الى صلاته ان شاء الله مقبولة مبرورة بأذن الله تبارك وتعالى، الحقيقة الحسد عند العلماء مسألة طبيعية جداً جداً، طبيعة الثياب البيضاء تتأثر بكل الالوان التي تقع عليها، طبيعي الانسان الذي يعرف الله سبحانه وتعالى، يعرف دينه يكون دائماً قريباً من النصاعة، نصاعة القلب، نقاء السريرة، مؤمناً بأن الله سبحانه وتعالى يراه حيث ما كان، في ليله، في نهاره، في وحدته، في خلوته، في جمعه في كل شيء، هذا الشعور الطيب الذي يعتريه يجعله يشعر كما مر معنا في الحديث انه هو قدم شيئاً بغفلة من ضعف الانسان، كل انسان ضعيف، ليس من انسان الا اعترته لحظة ضعف في تلك اللحظة يكون ذلك الانسان قد ابتعد عن الله سبحانه وتعالى واصابه ذلك الحسد الذي سأل عنه السيد حسين وانا اشكره واشكرك. المحاورة: نعم ان شاء الله قد استمع الى الاجابة وانه قد ذهب الى الصلاة، مأجور ان شاء الله السيد حسين الموسوي من البحرين. طيب مازلنا مع الحبائل والكبر التي كانت واحدة منها الحسد الذي يدور حوله الحديث وان تعرضت الى نقطتين او آليتين في علاج حالة الفلتان، ان يفلت الانسان من حبائل الشيطان، الا ترى من نقاط اخرى؟ الجزائري: انا لااكاد اجد شيئاً اكبر واكرم واعظم من ان يكون قلب هذا قد اعد لله سبحانه وتعالى كما ورد في الحديث القدسي: "لم تستوعبني السموات والارض واستوعبني قلب عبدي المؤمن" هذا القلب الصغير. المحاورة: طيب هذا الاستيعاب. الجزائري: الذي يستوعب الله سبحانه وتعالى اذا كان فعلاً قد اغلقت ابوابه فقط على حب الله سبحانه وتعالى ومعنى حب الله يعني حب انبياءه، حب الصالحين من عباده، حب الذين يقدمون خيراً في هذه الدنيا، حب اولئك الذين يتوقون ان يكونون من السعداء في تلك، كل هذه مجموعة بحب الله سبحانه وتعالى، اذا كان ذلك القلب قد طبع بهذا الحب لايمكن ان يتوغل الشيطان الى داخله، لا يمكن ان يمر من ازاء بابه. المحاورة: طيب عند هذه النقطة انا اغادرك ولو تسمح بعد المكالمة الهاتفية من العراق معنا غزوان، غزوان علي سلام عليكم. غزوان: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. المحاورة: حياكم الله بكل خير وتفضل غزوان. غزوان: نعم احييكم انت والاخ ابو محمد، اقول ان الله سبحانه وتعالى. المحاورة: طيب ولو ان الصوت غير واضح يعني هل فهمت ماذا كان الاستفسار، قال ماهو الصراع الذي يكون بين ذات الانسان والشيطان او ما يغريه الشيطان؟ شكراً غزوان. الجزائري: انا ايضاً من جانبي اشكر الاخ غزوان الشكر الجزيل على سؤاله الكريم، هو هذا المعنى الكبير الذي نسميه الاختيار الذي جعله الله سبحانه وتعالى لعبده كي يختار، هذا الصراع علامة هذا الاختيار، لو كان الانسان اساساً مطبوعاً على الصلاح وحده لا شريك له يعني ان هذا الانسان خلق صالحاً كما خلق الله سبحانه وتعالى الملائكة، الملائكة لا يعصون الله سبحانه وتعالى بشيء فليس لهذا الانسان من فضيلة، اراد الله له ان يكسب هذه الفضيلة بجهده، بعقله، بفكره، بتأمله، بنظره في آيات الله، بكونه كله، اذا كان قد قيده بأن يكون عاجزاً عن ممارسة الذنب وبعيداً عن التفكير بهذا الذنب فليس له من فضل والله سبحانه وتعالى عندئذ ليس من حقه ان يحاسبه، يسد باب الحساب عندئذ بينما هذا الباب كان مفتوحاً بأنفتاح ذلك الاختيار للانسان فهو قادر على ان يكون في الجانب الابيض او في الجانب الاسود، في الجانب الحار او في الجانب البارد، فيما يقربه الى الله او يبعده عنه. المحاورة: طيب هي هذه المساحة التي تقول فيها ونحن نريد يعني ان يكون هناك مسكاً في الختام، يعني الاشياء المعنوية وان كان فيها مفهومية معرفية لكن اذا لم تكن هناك آليات مادية، الان تذكرت بعض النقاط استاذ جزائري يعني هذه النقاط لا تفعل اذا لم تكن هناك آليات مادية منها لو تسمح لي كوجهة نظر شخصية هي حالة القراءة والمتابعة بما يكون يعني دفع الجهالة والظلام بنور العلم والمعرفة يعني ليس فقط انك تسمع اوان هذا الانسان البسيط يسمع يعرف الخير، يعرف الشر، يعرف الشيطان، يعرف الانسان، يعني اذا لم تكن هناك ثقافة معرفية يعني لماذا لاتكون هذه الدعوة الى المادة الثقافية في الموضوع؟ الجزائري: احسنت انا اتمنى ان تكملي هذا الكلام الكريم وهو جيد جداً بثقافة ايضاً علمية عملية. المحاورة: يعني حتى معارفنا الاسلامية هي فيها هذه الثقافة العلمية والعملية. الجزائري: والله هي فيها ولكن من يمارسها فعلاً منا؟ اذا رجعنا الى العلم رجعنا خائبين، العلم وحده لا يكاد يكفي لأن ابليس كان اعلم من غيره بكثير من الامور. المحاورة: اي علم؟ لنأتي الى علم اهل البيت؟ اذا كان هناك ايضاً العلم الاكاديمي ايضاً؟ الجزائري: لم نكن مع اهل البيت عليهم السلام او لم يكن اهل البيت معنا في هذا الزمان لنرى انهم مسلطون ايضاً على هذا العلم الحديث الذي يستولي على افكار الناس وعواطفهم اليوم او لا، الائمة عليهم السلام حجة من حجج الله سبحانه وتعالى على خلقه فلابد ان يأتيهم كل شيء يكونون به حجة، اذا كانوا قاصرين في جانب من الجوانب سقط الحجية عنهم فلابد ان يكونوا في كل الازمنة كما يكون العلم في تلك الازمنة، اذا كانت داثرة او حاضرة. المحاورة: الان انت تعرضت الى تلك النقطة وتستطيع ان تطرح كمثال عندما كان يقول المصطفى في بعض الاداب كتغطية الاناء، في عدم شرب الماء المفتوح لعله على قدر عقول الناس كان هذا العلم المعطى وهذه المعرفة في تفهيم الشيطان لكن الان يستطيع اصحاب الرسالة او التفاسير او العلماء والمفكرين الاسلاميين ان يوضحوا ويدققوا هذا المفهوم لجيلنا الحاضر في وقتنا هذا. الجزائري: نعم انت احييتني، رسول الله (صلى الله عليه وآله) اختصر كل هذا بقوله الكريم الباقي نوراً في عيوننا ان شاء الله وان شاء الله ايضاً نترجمه ونتمنى ان نكون على قدر ذرة منه "كلموا الناس على قدر عقولهم" هذه الكلمة الطيبة لو وعتها الناس جميعاً لأصبحت كلها بخير يعني كل بني الانسان لكننا مع الاسف نحفظ الحديث للرواية ولا نحفظه للدراية، نحفظه لكي نأنس به ونتحدث لالكي نتبصر ونتدبر ونعمل ولو اوتينا شيئاً يسيراً من هذا الجانب الثاني التبصر والتدبر لربحنا كثيراً كثيراً وبعدنا عن الخسران. المحاورة: انا لا اقول لك مسؤولية من تكون فأنت ادرى بذلك. الجزائري: اقول اقول، مسؤوليتك انت ام ومسؤوليتي انا اب ومسؤولية ذاك جد ومسؤولية هذا امير ومسؤولية ذاك ايضاً مدير. المحاورة: يعني مسؤولية واضحة لكننا لعلنا نقصر. الجزائري: كل الناس مسؤولون ولكنهم لا يعملون بمسؤوليتهم. المحاورة: نعم كونوا معنا. المحاورة: طيب وصلنا الى الدقائق الاخيرة في لقاءنا مع الطارف والتليد وموضوع الانسان والشيطان، كلمة اخيرة لك استاذ جزائري؟ الجزائري: اسأل الله لجميع خلقه ان يكونون بعيدين كل البعد عن الشيطان الرجيم وان يكون الشيطان الرجيم بعيداً عنهم بلطف الله تبارك وتعالى وعفوه واحسانه. المحاورة: ان شاء الله، آمين يا رب العالمين اما حوارنا في الاسبوع القادم ان شاء الله كلمة التناصية وهو موضوع ادبي شائق في المقارنة بين النصوص الادبية، ان شاء الله تتواصلون معنا مستمعينا الاحبة في كل مكان، طيب على ما يبدو وقت البرنامج شارف على الانتهاء واردنا منك كلمة، وبعض الاحيان نقول كلمة وتأتينا بقطعة انشائية ما شاء الله، الان مسك الختام وهذه الجملة البسيطة استاذ جزائري؟ الجزائري: العرب الكرماء الفصحاء سلام الله عليهم كانوا يقولون عن قصيدة تزيد عن مئة وخمسين بيتاً كلمة ويقولون عن خطبة طويلة قد تستغرق ساعة وساعتين يقولون كلمة وهكذا هو كلام العرب فأنت طلبت مني كلمة وانا اجبت بجملتين او ثلاث فحسدتني عليها المحاورة: يعني لم تكن كلمة، طيب على كل حال شكراً لك استاذ جزائري وشكراً لمستمعينا الذين تواصلوا من خلال هذا الحوار الذي كان بأستضاءات الاستاذ الجزائري حول الانسان والشيطان، نسأله تعالى ان يوفقنا لما يكون فيه الخير والرضى وان يجنبنا تلك الهفوات ومكائد الشيطان إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ. الجزائري: انا ايضاً اذا سمحت لي ان اقول كلمة هذه المرة هي شكراً لك. المحاورة: وشكراً لك ايضاً ونلتقيكم دائماً على الخير والهدى والصلاح.
*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة