يمكن رؤية السؤال حول السياسة التي تنتهجها الإدارة الأمريكية الجديدة تجاه السعودية في كلمات الناطقة باسم البيت الأبيض جين ساكي إذ قالت: الولايات المتحدة تريد إعادة النظر في علاقتها مع السعودية وإعادة تعريفها. ولا علاقة لإعادة التعريف هذه، بالتغيير في السياسات الإستراتيجية والمؤيدة للسعودية، غير انه هل تؤيد الوضع الراهن أو تريد إعادة بن نايف إلى الواجهة، فهذه قضية أخرى.
يجب التمييز بين سلوك الديمقراطيين والجمهوريين ومسألة السياسات الإستراتيجية للولايات المتحدة. لو كان القصد من التغيير في السياسة الأمريكية وقف التعاون وإنهاء الدعم للمملكة العربية، فهذا لن يحدث أبدا، ولكن من الواضح بان الديمقراطيين يختلفون عن الجمهوريين في تعاملهم مع السعودية.
فقدت الأسرة الحاكمة في السعودية، حليفها وشريكها الأهم والأقوى في العالم، ترامب، بعد فوز بايدن. لم يترك ترامب دعمه للقادة السعوديين في السنوات الأخيرة. سواء كان الأمر يتعلق بانتهاكات حقوق الإنسان أو عندما قصفت طائرات التحالف العسكري بقيادة السعودية المدنيين اليمنيين.
يمكن رؤية مستوى علاقات ترامب بالملك سلمان ومحمد بن سلمان في أن الرياض كانت المحطة الأولى لزيارات ترامب الخارجية بعد فوزه في الانتخابات الرئاسية.
ان القول بأن الولايات المتحدة أوقفت مؤقتا تعاونها في مجال الأسلحة مع السعودية، فهذا أمر مضلل؛ فهذا الأمر مؤقتا. لأنه تم شراء أسلحة بمليارات الدولارات من الولايات المتحدة، ولا يستطيع الديمقراطيون منع تسليمها، لأن جماعات الضغط الخاصة بالصناعة العسكرية تتمتع بسلطة كبيرة لدرجة، أنها لا تسمح حتى بمثل هذا التفكير، هذا وأن أساس سلوك الديمقراطيين هو الدفاع عن حقوق الإنسان والإصلاح، لذا قد يؤدي النقاش حول هذه القضايا إلى عزل محمد بن سلمان.
كان بايدن قد صرح بأنه إذا فاز بالانتخابات، فإن الولايات المتحدة ستعود إلى الاتفاق النووي. من المؤكد أن تنفيذ مثل هذه السياسة يؤثر على أداء السعودية في المنطقة. قد يؤثر إلغاء بايدن لسياسة ترامب للضغط الأقصى على إيران على توازن القوى في المنطقة.
من الواضح بأنه في حال عودة أمريكا إلى الاتفاق النووي لا تظل الرياض صامتة بشأن زيادة قوة إيران. ستكون الحكومة الإسرائيلية وبنيامين نتنياهو نفسه أحد شركاء السعودية الرئيسيين في مواجهة القوة والنفوذ المتنامي لإيران في المنطقة.
يعتبر تحويل الديمقراطيين من محمد بن سلمان إلى بن نايف أحد الخيارات الأكثر ترجيحا، وهو بالطبع لن يغير السياسات الإستراتيجية بين الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية.
المصدر : صحيفة آفتاب يزد