سيد المقاومة الذي تحدث بمنطق العالم الواعي بزمانه والخبير بقواعد السياسة الدولية حلل في هذه المقابلة التاريخية ماهية النظام السعودي الذي بات يتعامل مع لبنان وحزب الله والأمين العام بنظرة حاقدة وبغيضة حتى دفعه ذلك الى مطالبة اميركا وترامب باغتيال العلامة السيد نصر الله وإن أدى ذلك الى نشوب حرب إقليمية شاملة في المنطقة.
ومع ذلك فإن محور المقاومة اليوم أقوى من أي زمن مضى، قالها العلامة السيد نصر الله موضحاً، ان المقاومة حققت انتصارات كبيرة جداً ولولاها لكان تنظيم داعش يسيطر على المنطقة.
ولم يخف سيد المقاومة حزنه الشديد على فقدان القائدين الحاج سليماني والحاج ابو مهدي المهندس باعتبارهما من أعمدة الجهاد والنضال بوجه اميركا والصهيونية وقد أديا دوراً مصيرياً مع محور المقاومين والمجاهدين لاجهاض المخططات الاستكبارية في العراق وسوريا ولبنان وفلسطين واليمن. وقد اعتبر سماحته ضربة (عين الأسد) صفعة تاريخية واستراتيجية، مؤكداً أيضا ان الرد على اغتيال الشهيدين سليماني والمهندس هو مسألة وقت وان دمهما لن يبقى على الأرض.
أما الأكثر أهمية في نظر سيد المقاومة فهو أن الاميركيين خرجوا من العراق رغم أنوفهم أذلاء وصاغرين وهم سيخرجون في النهاية من جميع المنطقة نتيجة لتعاظم دور المقاومة وبسبب ضرباتها التي جعلت الغزاة في وقت سابق يتوسلون بالشهيد سليماني من أجل حمايتهم وانقاذهم من الموت.
ولم يقلل سماحة السيد نصر الله من شأن المخاطر المحدقة بالمنطقة وبلدانها وشعوبها نتيجة لتهور الرئيس الاميركي الأهوج دونالد ترامب الذي جسدت سلوكياته وقراراته أبشع السلوكيات المتوحشة والتي يمكن أن تحمل مفاجآت خطيرة يتعين الاستعداد لها في الفترة القليلة المتبقية من ولايته.
وفي معرض إشارته الى مسيرة التطبيع المشينة أكد سماحة سيد المقاومة على أنه لا شيء يبرر لأي أحد التخلي عن فلسطين مذكراً ان الشهيد قاسم سليماني وفريقه لم يقصروا في كل ما يمكن تقديمه لفلسطين معلناً ان قائد فيلق القدس (رحمه الله تعالى) هو من أوصل صواريخ "كورنيت" الى المقاومة الفلسطينية في غزة التي حققت توازن الرعب مع الكيان الصهيوني، وإن محور المقاومة يسيطر اليوم على جميع مديات الأرض المحتلة بفضل جهوزيتها التي هي نتاج جهود الشهيد الحاج سليماني.
على صعيد متصل لا يسعنا إلا ان ننظر نظرة غضب وإدانة الى آل سعود وحلفاءهم العملاء الذين تحالفوا مع الصهاينة والاميركان، فهم يرمون بأنظارهم الى قدرات الولايات المتحدة و"اسرائيل" مستهدفين القضاء على قوة المقاومة المتنامية. ان الرجعية البترولية لم تعد ترتبط بأي ارتباط بقيم السماء وثوابت الدين الحنيف التي تؤكد على وجوب الحفاظ على أرواح ودماء أخوة الإسلام حتى مع وجود نزاع وتخاصم في ما بينهم.
ولاشك في ان استشهاد القائد العام لفيلق القدس الفريق قاسم سليماني جعل المقاومة تعيد حساباتها على مستوى التعرف على الغيظ الذي يعتمل في صدور آل سعود وزعماء الاستكبار في واشنطن و"تل ابيب" والعواصم الاوروبية أيضاً وأخذ الحذر الشديد من تحركاتهم الخبيثة.
صفوة القول ان قراءة الحديث التاريخي لسيد المقاومة العلامة حسن نصر الله يحتاج الى العديد من الأعمدة والمقالات التحليلية. ولكننا على يقين بأن قلوب أبناء الشعوب العربية والاسلامية مع المقاومة التي هي الآن أكثر قوة واتساعاً وتأثيراً من أي وقت مضى لأنها التعبير الحقيقي عن إرادة الأمة في الوقت الحاضر.
بقلم: حميد حلمي البغدادي