البث المباشر

القصاص الحتمي.. "وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون"

الإثنين 28 ديسمبر 2020 - 15:12 بتوقيت طهران
القصاص الحتمي.. "وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون"

مع حلول الذكرى الاولى لاستشهاد قادة النصر على الارهاب و داعش: جمال المهندس وقاسم سليماني ثمة نقاط مهمة نشير اليها بإيجاز واختصار شديد:

 

اولاً: العملية الاجرامية قامت بها خفافيش امريكا تحت جنح الظلام ، و لم تأت الى الشهداء الابطال وجها لوجه، في ساحات القتال، لانهم أسود الميدان.

ثانياً: أمريكا التي تدعي وتزعم أنها دولة ديمقراطية، و أنها تلتزم بحقوق الانسان، وتطالب الدول الاخرى بعدم انتهاك حقوق الانسان! وعدم سفك الدماء! والامتناع عن قتل المعارضين!! قامت هي رسميا بقتل معارضيها، وتفاخر بذلك رئيسها الطائش الارعن ، وكان هذا العمل أقرب الى عمل عصابة منه الى دولة كبرى.

ثالثا: زعمت امريكا [و تزعم] انها تعادي الإرهاب! وتكافح داعش والقاعدة!ولكنها في نفس الوقت تقوم باستهداف أكبر وأبرز عدوين لدودين لداعش ساهما بقوة في القضاء عليها، وقاما باجتثاثها من سوريا والعراق.هل هناك أكبر من هذه الفضيحة للبيت الأبيض؟!

رابعاً: الجريمة تمت في مطار بغداد الدولي رمز السيادة العراقية، وتعتبر انتهاكاً صارخاً للاستقلال والسيادة والكرامة العراقية، ويجب على الدولة العراقية تحمل مسؤوليتها واستعادة احترامها وهيبتها و سيادتها المنتهكة، و عدم التغاضي عن فاعليها.

خامساً: رئيس الوزراء العراقي اثناء هذه الجريمة عادل عبد المهدي اعترف رسمياً بان سليماني كان مبعوثاً رئاسياً و رسمياً، من قبل القيادة الإيرانية العليا، ودخل العراق بجواز سفر رسمي، و بطائرة مدنية، و كان لديه معه موعد رسمي ، وجاء بمهمة سلمية، وزي مدني، غير عسكري، وعبر مطار مدني، وكان الهدف هو تحقيق الانفراج في العلاقات الايرانية- السعودية.

سادساً: الضالعون في جريمة اغتيال الشهيدين يبلغ عددهم في امريكا 48 شخصاً ذوي مراتب ومناصب مختلفة، و هناك من ساعدوهم على تنفيذ الجريمة في العراق و سوريا ولبنان، و ينبغي على السلطات القضائية المختصة القيام بواجبها في اجراء التحقيقات اللازمة وإصدار أحكام بإلقاء القبض على القتلة.

سابعاً: كان الاحرى بوزارة الخارجية العراقية تقديم شكوى رسمية ضد أمريكا الى مجلس الأمن الدولي، و محكمة العدل الدولية، فالجريمة وقعت في العراق و ترقى الى "جريمة حرب" وكادت أن تهدد الأمن والسلم الدوليين، و هناك تقصير واضح من جانب الوزارة المذكورة.

ثامناً: مجلس النواب العراقي أصدر- وبالإجماع - قراراً رسمياً و شجاعاً بعد يومين من وقوع الجريمة الأمريكية، بإخراج القوات الأجنبية من العراق، و ينبغي اتخاذ الخطوات العملية من قبل الحكومة العراقية لتنفيذ القرار الملزم المشار إليه، وفوجئ الجميع بسفر رئيس الحكومة العراقية الى البيت الابيض لمقابلة ومصافحة القاتل الغادر رغم انتهاكه لكرامة الشعب العراقي.

تاسعاً:المؤكد أن الانتقام الايراني والعراقي بل انتقام العالم الاسلامي من طغمة ترامب القاتل الفاشل سيكون مدوّياً ،و ستاتي ساعة الانتقام في الوقت المناسب، ولن يفلت الجاني من العقاب أبداً، لا سيما وانه [وشيكاً] سيخرج مطروداً من قبو البيت الابيض في 20كانون الثاني 2021،{وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون}.

عاشراً: قائد الجمهورية الإسلامية قالها بصراحة لرئيس الوزراء العراقي الكاظمي عندما استقبله بمكتبه في طهران [لقد قتلوا ضيفكم!! والضيف يكرم و يصان] والمعروف ان العراق بلد العشائر العربية وهذه لها اصول ثابتة واعراف قبلية ترتكز على حماية الضيف والعناية به، واحترامه واكرامه، حتى آخر لحظة من تواجده بين ظهرانيهم.

حادي عشر: إحياء ذكرى الشهيدين و عقد الاحتفالات بذكرى عروجهم؛ من اهم الامور الواجبة رسمياً وشعبياً. واضافة الى مهرجانات العشائر العراقية والحشد الشعبي؛ ينبغي ان تقوم شبكة الاعلام العراقي و وزارة الثقافة بصنع ونصب التماثيل، و تسمية الشوارع ،وإعداد و عرض البرامج التلفزيونية والأفلام،وطباعة الكتب، لتخليد ذكرى الشهيدين ،و فضح الجريمة الأمريكية.

ثاني عشر: عادةً ما يكون العسكري جافا و مغرورا و صارما و حاد المزاج، لكننا شهدنا السلوك الرفيع، والخلق النبيل، والتواضع الجم، ورقة القلب، وحب اليتامى لدى هذين الشهيدين الكبيرين.

ثالث عشر: لقد اختلط الدم العراقي والايراني في ايران ابّان سنوات الدفاع المقدس والحرب البعثية الصدامية الغادرة حيث تطوع آلاف المهاجرين والدعاة والبدريين للدفاع عن إيران، وامتلأت مقابر ايران بمراقد الشهداء العراقيين، و بعد سقوط الطاغية و ظهور عصابات الزرقاوي و الارهاب الداعشي تطوع العميد ابو مريم حميد تقوي (تصادف ذكرى شهادته اليوم) والفريق سليماني ورفاقهما، للدفاع عن العتبات المقدسة وصد الارهاب الداعشي في العراق جنبا الى جنب اخوتهم العراقيين .

رابع عشر: ختاما لا أود الحديث هنا عن لقاءاتنا مع صاحب هذه الذكرى لئلا يكون في ذلك رياء او تباهٍ ، وأحيل ذلك الى ابنائي من بعد وفاتي او استشهادي.

 

د.رعدهادي جبارة

باحث إسلامي و دبلوماسي سابق

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة