فالمسألة تتصل بمفهوم عزة الجمهورية الاسلامية واقتدارها وما ينبغي اتخاذه للحفاظ عليهما في مواجهة الضغوط الاستكبارية التي لم ولن تتوقف مادامت ايران متمسكة بمبادئها الدينية وثوابتها الوطنية التي لا مجال أبداً للتفريط بأي منها لأن قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس ورفاقهما الشهداء (رضوان الله عليهم أجمعين) قدموا ارواحهم الطاهرة في سبيل صيانة مصالح ايران والعراق والأمة الاسلامية كافة وعملوا على مجابهة لغة الغطرسة والتعجرف الاميركية التي لا تقيم وزناً لأي معيار قانوني أو إنساني يتعلق بالأمم والبلدان الأخرى.
لقد أعلن سماحة قائد الثورة خلال كلمته يوم الاربعاء 16-12-2020 أمام لجنة إحياء الذكرى السنوية الأولى للشهيد قاسم سليماني ورفاقه الأبرار ما يجب ان يكون وما لا يجب، وعليه فإن الوفاء لدماء شهيد ايران والأمة الاسلامية يستدعي الالتزام بمسيرته الرسالية التي ينبغي ان تكون دليلاً عملياً لمكافحة الاستكبار العالمي ومنهاجاً لسبيل المقاومة في كل منطقة يوجد فيها كيان مقاوم يجاهد من أجل الدفاع عن وجوده وكرامته ومقدراته.
نعم ان رفع العقوبات والضغوط الاقتصادية شيء حيوي ومطلوب لكن تحقيق هذا الهدف يتعين ان ينطلق بنفس الشهيد سليماني الذي حباه الله من المزايا والخصائص التي جعلته قاهراً للاستكبار الأميركي ومبدداً للاحلام الصهيونية ومرجحاً لكفة قوى المقاومة والتحرر في الصراع الدولي الراهن بالمنطقة.
لقد هزم الشهيد قاسم سليماني الاعداء الدوليين ومرتزقتهم في حياته وبعد مماته، وان من المنتظر ان يتكلل هذا الانتصار الباهر بطرد اميركا من المنطقة، الأمر الذي عدّه سماحة الامام الخامنئي بأنه سيكون الصفعة الأقوى بوجه الهيمنة الخاوية للاستكبار.
الجميع اصدقاء واعداء يعترفون بأن الشهيد الفريق قاسم سليماني هو صانع الانتصارات للأمة الاسلامية مثلما هو صانع الهزائم للأعداء ومن يدور في فلكهم، وعلى هذا الأساس فإن زوال إدارة في واشنطن ومجيء اخرى لن يغير من الأمر شيئاً، لأن اميركا هي ذاتها الدولة المستبدة والارهابية سابقاً والآن ومستقبلاً ما لم تتراجع عن سياساتها الاستكبارية وتتخلى عن اعتداءاتها على الدول المستقلة والمتحررة.
لقد أوصى سماحة قائد الثورة المسؤولين ان يكونوا أقوياء وأن لا يثقوا بالأعداء وان يحافظوا على الاتحاد الوطني في مواجهة عدو لم تنل الجمهورية الاسلامية منه سوى الشر والمؤامرات والضغوط والوعود الكاذبة مؤكداً ان الثأر للشهيد سليماني آت عندما يكون ذلك ممكناً.
لقد حدد سماحة الامام القائد معالم المرحلة القادمة ووجوب أن يتوافر المسؤولون على المواقف الصحيحة والرصينة التي يجب ان تفوّت على الأعداء جميع تحركاتهم الشيطانية واللئيمة مع تجنب كل ما يمكن ان يؤدي قيد أنملة الى التقليل من شأن البلاد والشعب والثورة، لأن مكانة الجمهورية الاسلامية وعزتها خط أحمر لا يمكن تجاوزه أبداً.
بقلم الكاتب والاعلامي
حميد حلمي البغدادي