البث المباشر

جامع دِزَك..إرث إسلامي بعبق التاريخ

الأحد 29 نوفمبر 2020 - 14:35 بتوقيت طهران
جامع دِزَك..إرث إسلامي بعبق التاريخ

لقد دخل الناس في الإسلام في العهد العباسي في ايران وتركوا ما كانوا عليه من ديانة المجوس وزرادشت، وغيره ومع اعتناقهم ديانة الإسلام احتاج الناس إلى مكان ليعبدوا فيه ربهم ويقيموا صلواتهم اليومية والجمعة فقاموا ببناء المساجد في معظم المدن والقرى الإيرانية.

إن مدينة «دِزَك» كانت في ذلك الزمان ذات أهمية فائقة من الناحية العسكرية والسياسية والاقتصادية والزراعية؛ وكانت تعد من أخصب مدن بلوشستان وكان فيها صناعة الغزل والحدادة؛ مما سبب ازدهار التجارة في المدينة ؛ ومنذ اللحظة الأولى حظيت «دزك» بشرف وجود مسجد جامع فيها.

يُعزى بناء المسجد إلى رجل باسم «بابا حاجي دزكي» وابنه شيخ أويس الذي كان من قرية «هيتوك» على بعد بضع كيلومترات من المدينة.

بني المسجد على النمط الخراساني والذي يشبه خارطة مسجد تاريخانه في مدينة دامغان والمسجد الجامع في مدينة فهرج اللذان بنيا في القرون الأولى من تاريخ الإسلام في بلاد فارس.

فمبنى المسجد يشمل باحة محيطة بأروقة مسقفة وساحتين إحداهما للصيف والأخرى للشتاء وغرفة صغيرة تسمى «جله‌خانه» وحجرة ومكتبة.

 لقد كان مسجد الجامع في «دزك» حتى سنة 1307هـ.ش الجامع الوحيد في مدينة سراوان وكان الناس يأتون إليه كل جمعة من أقصى نواحي المدينة لإقامة صلاة الجمعة فيه.

تاريخ المسجد

كانت المساجد تبنى على نمط بسيط على غرار الأسلوب المعماري الساساني في بداية دخول الإسلام في إيران وكانت خراسان أول بلد بنيت المساجد فيها؛ ومن أجل ذلك يسمى الأسلوب المعماري في تلك الأدوار (الأموية  والعباسية والطاهرية) بالأسلوب الخراساني.

نظراً لهندسة بناء المسجد الجامع في «دزك» التي تطابق تماماً الأسلوب الخراساني ويشبه إلى حد كبير مسجدَ الجامع في دامغان؛ نستطيع القول بأن المسجد الجامع في «دزك» قد بني في القرن الأول أو الثاني من الهجرة.

بناء المسجد

بني المسجد على أرض تقدر بـ900متر مستطيلة الشكل بأضلاع 25أ—35متر وجدران بعرض 5/1متر و ارتفاع من 6 إلى 8 امتار على أعمدة ضخمة بقطر 5/1متر في مكان مرتفع قريباً من قناة «دزك» وعلى مسافة ثلاثة كيلومترات من قلب مدينة سراوان.

البناء الحالي للمسجد يتشكل من الساحة الصيفية غرب المسجد: والساحة الشتوية‌ في شرق المسجد؛ كل واحدة موصولة بالأخرى و غرفة صغيرة تسمى «جله خانه» تحت الحجرة الثانية.

لقد بني المسجد من الطابوق غير المطبوخ و استخدمت جذوع النخل وأغصانه لتسقيفه.

الباب الخشبي

 قبل عشرات السنين كان للمسجد باب مصنوع من خشب شجر الطرفاء(الجز) وقد نحت على آخر باب للمسجد اسم النجار «دين محمد» بسنة 1318هـ.ق وهو موجود الآن ويحتفظ به داخل المسجد.

المحراب

ماكان يتخذ في المساجد مكان خاص للمحراب في القرن الأول من تاريخ الإسلام؛ ومن أجل ذلك لايوجد في المسجد محراب مشاهد من خارج المسجد ولكن قد نحت محراب صغير داخل الجدار من داخل المسجد.

الـ (خانقاه) أو غرفة التزكية

في الحجرة الثانية من المسجد التي خلف الحجرة الأولى في الجنوب الشرقي من المسجد، يوجد سلم ينتهي إلى أربعة أمتار تحت الأرض وهناك حجرة صغيرة بأضلاع 2أ—5/1 وبإرتفاع 8/1متر، هذه الحجرة كانت تسمى «جله خانه» وكان بعض الناس يمكثون فيها أربعين يوماً وليلة، يعبدون فيه ويقومون بتهذيب نفوسهم ولا يخرجون منه إلا للصلوات وكانوا يقضون هذه المدة بطعام يسير ونوم قليل.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة