وأكد الرئيس روحاني، في كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة بالقول، لن نقبل بالمساومة على حريتنا أمام الضغوط التي تفرض علينا، موضحا ان الولايات المتحدة تعيش اليوم عزلة دولية.
وهنا الرئيس روحاني في الاجتماع العام السنوي الخامس والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة بانتخاب ممثل البلد الشقيق والصديق تركيا لترؤس الاجتماع السنوي الخامس والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة.
وفي إشارة إلى انتشار كورونا في العالم ، قال روحاني: "العالم، غفل عن نعمتي الصحة والأمن العظيمتين وواجه فجأة تفشي كوفيد 19 وعلى الرغم من صغر حجم فيروس كورونا فانه تحدى الحوكمة العالمية والحوكمة الداخلية لدرجة أنه تسبب في ان ينعقد أهم تجمع عالمي بشكل افتراضي.
وقال، ان كورونا تحول اليوم وبسبب نمو العلم والتكنولوجيا والإعلام الى ألما مشتركا للانسانية و أظهر هذا الألم المشترك أنه على الرغم من كل التطورات ، لا يزال العلم البشري لا شيء امام جهله .
وأضاف الرئيس: "هذا الفيروس يدعونا جميعًا إلى أن نكون أكثر تواضعًا أمام الله وحقيقة الخلق ، وأن نكون أكثر تواضعًا أمام المجتمع البشري للتقوى المدنية بما في ذلك مراعاة الأخلاق الفردية والاجتماعية وتجنب تدمير الطبيعة والبيئة والتدخل غير المبرر في الخلق".
وتابع: "إن هذه الآفة المنتشرة والتي تجاوزت الحدود المصطنعة للقدرة تذكرنا جميعًا أعضاء المجتمع البشري مرة أخرى بأن مواجهة القضايا العالمية المشتركة لا يمكن تحقيقها إلا من خلال المشاركة العالمية".
وقال مضيفا، "نحن جميعا نمر بوقت عصيب في العالم". ولكن بدلاً من التمتع بالتعاون العالمي ، يواجه بلدي أقسى الحظر في التاريخ في انتهاك واضح وأساسي لميثاق الأمم المتحدة والاتفاقيات الدولية وقرار مجلس الأمن رقم 2231.
وقال روحاني: "كانت صورة الشرطة الأمريكية وهي تتعامل مع مواطن محتج التي تناقلها العالم كان مألوفا ومتكررة بالنسبة لنا". نحن نعلم ان هذا القدم الذي وضع على عنق هذا المواطن يجسد قدم الاستكبار على رقاب الشعوب المستقلة.
** الشعب الإيراني دفع ثمن الحرية على مدى عقود
وقال روحاني: "الشعب الإيراني البطل دفع لعقود ثمن الحرية والتحرر من الهيمنة والاستبداد ، ولكنه بصموده استمربالنمو والتطور وممارسة دوره التاريخي والحضاري كمحور للسلام والاستقرار ومحاربة الاحتلال والتطرف". وبقيت تحمل لواء الحوار والتسامح الراسخ.
وتابع: "وقفنا مع الشعب الأفغاني ضد المحتلين السوفيتيين السابقين وأمراء الحرب والمتطرفين الداخليين وإرهابيي القاعدة والمحتلين الأمريكيين، ولعبنا دورًا محوريًا في جميع عمليات السلام والمصالحة، سواء في مؤتمر بون 2001 أو في الجهود الإقليمية".
وقال الرئيس روحاني: "لقد طالبنا في مواجهة تكالب القوى العالمية والاقليمية لشن حرب الناقلات في الخليج الفارسي دعما لصدام في النصف الثاني من الثمانينيات، طالبنا بأمن مشترك في الخليج الفارسي، واقترحنا في عام 2013 بايجاد عالم خال من التطرف والعنف (WAVE) والذي حظي باجماع آراء أعضاء الجمعية العامة كما اقترحنا في عام 2018، ميثاق عدم الاعتداء، وفي عام 2019 ، قدمنا خطة هرمز للسلام (HOPE) لتعزيز السلام والاستقرار في الخليج الفارسي.
وأضاف روحاني: "كنا أول دولة في المنطقة تقف إلى جانب شعب وحكومة الكويت في مواجهة احتلال صدام للكويت ، وافشلنا امنية صدام في الهيمنة على كل حلفائه العرب".
**لم نساوم على حساب حقوق الشعب الفلسطيني
وصرح قائلا، اننا لم نتجاهل ابدا الاحتلال والابادة البشرية والتشريد والتمييز العنصري ولم نساوم ابدا على حساب القدس الشريف وحقوق الشعب الفلسطيني، وقدمنا في العام 2012 طريق الحل الديمقراطي للقضية الفلسطينية عن طريق الاستفتاء العام.
واضاف: لقد احتججنا علنا على الظلم والجور الذي يتعرض له الشعب اليمني المظلوم وقدمنا في بداية حرب اليمن في العام 2015 مقترحا من 4 بنود للسلام في اليمن.
وقال: لقد حاربنا نحن في هذه المنطقة الحساسة وحيدين ضد الدواعش والمتطرفين ادعياء الاسلام الكاذبين ليعلم المجتمع العالمي ما هو الاسلام الحقيقي، الذي هو اسلام الوسطية والعقلانية وليس التطرف والخرافة. ان قائدنا الشهيد الذي كان بطل مكافحة عنف المتطرفين في منطقة الشرق الاوسط وقف ودافع جيدا عن امن المواطنين سواء المسلمين او المسيحيين او الشيعة او السنة امام ادعياء دولة قرون وسطية.
وتابع رئيس الجمهورية: في العام 2015 حققنا الاتفاق النووي الذي يعد واحدا من اكبر منجزات تاريخ الدبلوماسية وبقينا ملتزمين به رغم نكث العهد المستمر من قبل اميركا.