فعلى الرّغم من نشاطِ التشويهيّينَ وحرارة مساعيهم في قَتلِ الحُسينِ عليه السلام مرّاتٍ ومرات كلّ عامٍ بزعمِ إحياءِ ذِكراه؛ فإنّ مُحبّيه العاقلين يقتلونَ الحُسينَ عليه السلام أيضا حين يصمتونَ ولا يُروّجونَ الحقيقةَ حولَ الإنسانِ والمُعلّمِ الذي يُدعى الحسين بن علي بنُ أبي طالب عليهما السلام.
هذا الرجلُ ماتَ لا عن نفسِهِ وإنّما ليرسمَ بِدَمِهِ خطّاً يُفرّق بينَ دولةِ الأوباشِ الإسلاميّة ودينِ الأوباشِ المسلمين وبينَ دولةِ الإسلامِ الإلهيّ الرحيمِ ودولةِ العدلِ والإنسانيّة والرّحمة.
الإنسانُ وإنْ كانَ مُلحداً واجبهُ الإنسانيّ يُحتّمُ عليه أنْ يُشعلَ شمعةً ويقفَ دقيقة صمتٍ في يومِ العاشرِ مِنْ مُحرّم إِكراماً لِذكرى رجلٍ لولا أنّهُ ضحّى بِنفسِهِ فما كانَ ولد للمسلمينَ أُنموذجاً إنسانيّاً لطّفَ من بشاعةِ الإسلامِ الأُمويّ القائم على وحدةِ قبائل مُتوحّشة تُدعى "العرب" أُصولها مِن صحراءِ وجزرِ شِبهِ مدنيةٍ في الجزيرة.
هؤلاء الوحوش جاءَهُم رسولاً مِنَ اللهِ ليلطّفَ أخلاقهم ويُعلّي مِنْ فضائِله ويَقضي على أسوأِ ما فيها، ويَقضي على إِجرامِهم وتوحّشهم، وليُقرّبهم مِنْ حقيقةِ الإنسانِ بما هو آدميّ لا بهيمة.
لكنّهم قاتلوا محمداً صلى الله عليه وآله وسلم حتّى قتلوهُ وهو على فِراشِ المرض، ثمّ استولوا على دولتِهِ بعدما قَتلوا الخليفة الثّاني، وقتلوا الخليفة الثّالث والرّابع.
ثمّ أعلنوا دولةً مُتوحّشةً تَزعمُ نشرَ الفضائلِ وهي لمْ تنشر سِوى الحُروبَ السّلطانيّة التوسّعيّة والغزوات باسمِ الفُتوحات.
وحوشُ الجزيرةِ العربيّة وقبائلُ صحرائِها أَبت إلّا أنْ تُوصلَ إلى حُكمِ الدّولةِ المحمديّة صلي الله عليه وآله وسلم (التي لم يُعلن نفسهُ ملكاً عليها) رجلاً فاسقاً مُحتالاً استخدمَ أخلاقَ قبيلتِهِ قُريش الشّيطانيّة للسيطرةِ على الشّعب بالترغيبِ والخِداعِ والترهيب.
كان محمد صلي الله عليه وآله وسلم قد وحّدهم على الخيرِ والأخلاقِ والصّلاحِ؛ فسرقها، قبلَ أنْ تَكتَمِل، أبا سُفيان وحزب المُنافقِينَ مِن حلفائِه وبنيّهِ. فآلت دولةُ محمد صلي الله عليه وآله وسلم الإلهيّة إلى حُكمٍ بين الوحوشِ البشريّة.
معاوية بن أبي سفيان ويزيد ومَنْ تلاهُم هُمْ أصلُ سيرةِ البغدادي والزرقاويّ وابن لادن والقاعدة وداعش.
والحُسينُ عليه السلام هو كلّ المظلومين من ضحاياهم.
النبيّ محمد صلي الله عليه وآله وسلم وضعَ معايير الإيمان أخلاقاً وهُم وضعوا معاييرَ الولاءِ لهم إيماناً.
النبيّ محمد صلي الله عليه وآله وسلم بَنَى دولةً تدعو للمساواةِ بين كلّ البشرِ مِنْ كُلّ الأديان، والداعشيّ الإرهابيّ مُعاوية بن أبي سُفيان ومن تَلاهُ مِن مُلوكٍ دَعوا إلى دولةٍ أشبهَ بُحكمِ جنوبِ أفريقيا الأفريكانو في العُنصريّةِ ومارسَ على مُعارضِيهِ ما مَارسهُ صدّام حسين على المُعارضينَ له، واستعمرَ البلدان كما استعمَرَت فرنسا وبريطانيا وأُوروبا عامةً، وأفريقيا وأميركا اللّاتينيّة بالقوّةِ المسلّحةِ حصراً ثمّ أَجبرَ النّاس على اعتناقِ الدين الذي جعلهُ هو من شبيهِ أخلاقِهِ أُنموذجاً لثقافةِ دولتِهِ وهو دينٌ بعيدٌ عن دينِ محمد صلي الله عليه وآله وسلم بُعد السّماء عن الأرض.
خَذَلَ الأعرابُ محمد ً صلي الله عليه وآله وسلم في مرضِهِ وبعد وفاته خذلوا خليفتهُ عليّاً وخدعوا أصحابه الأوفياءَ وزيّنوا لهم حُبّ الأنا وعظّموا في نفوسِهِم قَدر أنفسهِم فمنهم من هادنَ الباطلَ وفي ظنّهِ أنّه ينصرُ الحقّ ومنهم مَنْ صمتَ بأجرٍ ومنهم مَنْ صمتَ بخوفٍ بعدما غُلِبَ زعيمُ المُشركين أبا سُفيان عبر ولدهِ مُعاوية على دينِ محمد صلى الله عليه وآله وسلم .
فصارت دولةُ الحُلمِ بعربٍ مُوحّدينَ على الأخلاقِ والحُبّ والإيثار والتّضحية بالنّفسِ والمصالح لأجلِ خيرِ البشريّة مُجرّد دولةٍ مُتوحّشةٍ عُنصريّةٍ ترى العرب أفضل مِنْ كلّ العالمين، وترى قُريش مِنَ العربِ أفضل مِنْ كلّ العالمين، وترى بنو أُميّة مِنْ بينِ قُريشٍ أفضل مِن كلّ العالمينَ، وترى المُغتصب لملكِ العدالةِ ومحوّلها إلى ظُلمٍ أيّ مُعاوية.
المُشرك بفعلِهِ ابن المُشركِ بتخطيطِهِ ونِفَاقِهِ وعملِهِ أبا سُفيان، أفضل مِن كُلّ العالمين.
أرادَ محمد صلي الله عليه وآله وسلم دولةً فاضلةً تُحقّق حُلم كلّ الأنبياءِ بعدالةٍ على الأرضِ لا بظُلمٍ فيها ولا تَعصّب ولا عصبيّة ولا عُنصريّة. يتساوى فيها الرّجلُ والمرأةُ والأسودُ والأبيضُ والعربيُّ والعجميُّ والرّوميُّ واليونانيُّ والأوروبيُّ والهنديُّ والصّينيُّ مع بعضِهِم البعض، فلا فضلَ لأحدٍ مِنهم على أحد.
أقامَ بنو أميّة وبنو العبّاس وكِلاهُما مِنْ قُريشٍ ومِن أتباعِ نَهجِ أبا سُفيان المُتوحّش دولةُ الظّلُمِ والتّميّيز والعُنصريّة.
سرُّ الحُسين عليه السلام أنّه عَرِفَ ما فعلهُ جدّهُ بالعربِ حينَ وحّدهُم على الخيرِ، وعَرِفَ ما فعلهُ حِزبُ الشيطانِ مِن بينِ العربِ حين وَحّدَ أبا سُفيان المُنافقينَ ليُقاتِلوا مِن داخلِ الدّينِ أصل الدّين وجوهرِه، الذي هو جوهرٌ إنسانيٌّ لا علاقةَ لهُ بتعصّبِ الأديان. والقُرآن مليءٌ بخطاباتِ الرّحمةِ إلى العالمين؛ أي إلى كلّ البشرِ وليس للمسلمينَ فقط.
العربُ الأوائِل بعد النبيّ محمد صلي الله عليه وآله وسلم أمسكوا بدولةٍ كان مِن فجورِ قادتِها أنّهم سَمِوا غزو البلدانِ وقتلِ الشّعوبِ واجتياح المُدنِ وإحراق سُكّانها "فتحاً إسلاميّاً" وهي مُجرّد غزواتٍ قبليّةٍ أوسعُ بكثيرٍ ممّا كانوا يُمارسونَهُ قبل الإسلامِ مِنْ غَزوِهم لبعضِهم بهدفِ سرقةِ دجاجةٍ أو بِضعة خُرفان فيقتلونَ مائة ويحرقونَ خِيمَ قبيلةٍ فقط ليجلبوا طعام ليلةٍ أو عشرة.
الحُسينُ عليه السلام على نهجِ محمد صلي الله عليه وآله وسلم لم يكن يُؤمنُ بالفتوحاتِ ولا بالغزواتِ؛ بل كانَ يُؤمنُ بالحربِ الدّفاعيّة. إذا جهّز ملكٌ ظالمٌ لغزوِ بلادي فسأسبِقَهُ وأُدمّر قوّتِهِ ولن أُجبِرَ شعبهُ على اعتناقِ دِيني؛ لأنّ الإسلامَ ال محمد صلي الله عليه وآله وسلم يّ (لا الإسلام التّابع لأبي سُفيان ومُعاوية ولا للأمويّينَ والعبّاسيّين) هو دينٌ يدعو أَتباعهُ إلى التّبشيرِ باللّسانِ والعملِ لا بالسّيف.
والأدهى من سرقةِ الدّولةِ وتزييف دينٍ جديدٍ يحملَ الاسم نفسه؛ هو تزييفُ سيرةِ محمد صلي الله عليه وآله وسلم والمُسلمينَ وحديثِ محمد صلى الله عليه وآله وسلم وصحبِهِ وتفسيره للقرآنِ وتفسير أقربِ أصحابِهَ إذ جعلَ مُلوك الأمويّين والعبّاسيّين الفاسدينَ والمُتوحّشينَ مِن سيرةِ محمد صلى الله عليه وآله وسلم وحديثِه وتفسيرهِ للقرآنَ جِزءاً مِن سيرتِهم الذّاتيّة.
فحين قتلوا شُعوبهم قالَ كتبةٌ كاذبونَ ومُؤرّخون مأجورون إنّ محمداً صلي الله عليه وآله وسلم فعل مِثلهم مِنْ قبل. وحين اغتَصبَ رَجلٌ مِن مُلوكِ المُتوحّشينَ طفلةً في الثّامنةِ قال الكتبةُ والمُؤرخون الكاذبون التّابعون لملوكِ التّوحّشِ أنّ النّبيّ تزوّج ابنة ثمانية سنوات.
وهكذا كتبَ المُنتصرونَ التاريخَ والحديثَ والسّيرة؛ فأصبحت كُتبُ المُلوكِ المُتوحّشينَ المكتوبة بيدِ مُؤرّخينَ كاذبين وشيوخٍ كذّابين منافقين نصابين أشباه لشيوخِ وكهنةِ السّلاطين في كلِّ عصرٍ هي المرجعُ المقدّس عن الدّين وعن النبيّ وعن القُرآن وعن الله؛ فأصبحتِ الجريمةُ نهجاً مُقدّساً ونموذجاً يُحتذى، وفي ظنِّ فاعليهِ أنّهُ بأمرِ الله وتنفيذٍ لتعاليمِ محمد صلي الله عليه وآله وسلم.
أبا سفيان وأبنائِه وأحفادِه أرادوا الزّعم بأنّ دين محمد صلي الله عليه وآله وسلم الإنسانيّ هُم مَنْ يُمثّلونَهُ بوحشيّتهِم وظُلمِهِم وتفريقِهِم بين البشرِ وعنصريّتِهِم وعدوانِهِم وأفكارِهِم عَنِ الآخرين التي تُماثلُ تفكير داعش والقاعدة. ومُمارساتِهِم مع المجتمعِ تُماثلُ تصرّفات ومُمارسات طالبان وأُمّهمُ التي أَرضعتهُم الوحشيّةَ في المُؤسّسةِ الدّينيّة التي هي جزءٌ أصليٌّ مِن حُكمِ السّعوديّة.
فلولا أنْ خرجَ الحُسين عليه السلام رافضاً الاعتراف لهم بتمثِيلِهِم لدينِ جدّهِ لثبّتوا النموذج الإرهابيّ الداعشيّ الأمويّ العبّاسيّ العثمانيّ، ولما كانَ للإنسانيّة في قلوبِ المُسلمينَ أثر.
هذا هو جوهرُ الصّراعِ في العالمِ منذ خُدِعَ آدم من إبليس في الجنّة .. الشّرُّ مُقابل الخَير
وهذا الصّراعُ استمرَّ مع محمد صلي الله عليه وآله وسلم الذي انتصرَ على الشّرّ الشّيطانيّ لقبيلةِ قُريش لكنّهم زعموا أنّهم قَبِلُوا بالهزيمةِ واخترقوا دولتهُ مِنَ الدّاخلِ وحَرِفُوا مسارَها حتّى رَجِعُوا إلى سيرةِ التّوحّشِ البهائِميّ العُنصريّ لكن ليس على مُستوى قبيلة، بل على مُستوى وحشٍ ظلّ يُهدّدُ السّلامَ في العالم حتّى بدايةِ القرنِ العشرين حين تغلّب عليه وحلّ مكانهُ مُتوحشٌ أوروبيّ شيطانيّ مُستعمرٍ كسب كلّ سيئاتِ الإسلاميّ الدّاعشيّ الأمويّ العبّاسيّ العثمانيّ ولكن بنسخةٍ مسيحيّة.
الحُسينُ عليه السلام هو وريثُ مُوسى في مُواجهةِ أكاذيبِ مَنْ زيّفوا وصاياهُ وعَمِلُوا بغيرِها
الحُسينُ عليه السلام وريثُ المسيحِ وموسى وإبراهيم ...
رفضَ الاعتراف بالشّيطانِ "يزيد" ملكاً بقداسةٍ دينيّة، ونعتهُ بصفتِهِ ظالماً فاجراً مُجرماً سفّاحاً لا يُقيمُ للأخلاقِ الإنسانيّةِ وزناً. واختار الحُسينُ عليه السلام الموتَ هو وكلّ مَنْ معهُ مِن الذّكورِ أثناء حِصارِهِ حتّى يقبل بالملكِ الفاجرِ الظّالمِ القاتل. رفضَ ليبقى النموذج مع عِلمهِ بأنَ نساءَه وبناته وأخواته ونساء من معهُ سيصبحنَ سبايا وأسيرات يَبيعَهُنَ الوحوشُ كما فعلت داعش مع الإيزيديّات والمسيحيّات في العراق وسورية.
عَرِفَ الحُسينُ عليه السلام أنّه مقتولٌ لا محالةَ ولم يتراجع.
عَرَضَ على أصحابِهِ وإخوتِهِ وأولادِهِ أن يهربوا في اللّيلِ وكان يستطيع التّسلّل معهم ليهربَ ويُقيمَ في كَنَفِ أنصارِهِ البعيدينَ في اليمن أو في جبالِ لبنان أو إيران الشّاهقة لكنّه لم يفعل.
ولم يَقبل أنصارهُ السبعون تركهُ، وماتوا جميعاً بسيفِ فئةٍ من المُنافقينَ الذينَ زَعمُوا أوّلاً أنّهم أنصارهُ ليفرّقوا أنصاره الحقيقيّين وليسيطروا عليهم مِن داخلِ صفوفِهم.
ماتَ الحُسينُ عليه السلام فأصبحَ المصلوبَ حقّاً والفادي عن ذنوبِ الإنسانيّةِ لأنّه تركَ لنا نموذج الإنسانِ حيّاً وإلّا لرأيتهم جرائم مِن المُسلمينَ أبشع، ووحشيّة مِنَ المُسلمينَ أكثر وظِلماً وتفرقةً من المسلمين ضدّ بعضِهِم وضدّ الآخرين.
الحُسين عليه السلام فادي كما المسيح الذي يَعتقدُ المسيحيّونَ أنّه فادِيهِم مِنْ ذُنوبِهِم.
هو الفاديّ بالنموذجِ فمَن أرادَ معرفة الإسلامِ لا يعرفَهُ من نموذجِ الأمويّينَ ولا العبّاسيّينَ ولا العُثمانيّينَ؛ بل مِنْ نموذجِ محمد صلى الله عليه وآله وسلم والحُسين عليه السلام وما بينهما.
فشكراً للحُسين عليه السلام ..
لأنّهُ علّمنا أنّ الزهرَ والوردَ أشياءٌ جميلةُ شرط ألّا نستعملَ عِطرها لتخبئةِ أوساخٍ وأرجاسٍ ..
ولأنّه علّمنا أنْ نُحبَ كلّ النّاسِ مهما كانَ دِينهُم ومذهبهُم ولونهُم وجنسيّتهم وقوميّتهم
شكراً للحُسين لأنّهُ علّمنا أنَّ الموتَ في سبيلِ الوطنِ هو عملٌ إنسانيّ، وأمّا احتلالُ أوطان الآخرين فهي عملٌ شيطانيٌّ متوحّشٌ مرفوضٌ مِنَ الله ومِنَ الإسلامِ المحمدي صلي الله عليه وآله وسلم.
شكراً للحُسين عليه السلام الذي علّمنا أنّ غزوَ البلدان الأخرى حَرَام، وأنّ العُدوانَ حرامٌ وأنّ الدّعوةَ إلى اللهِ ليست بالعنفِ، بل بالكلماتِ الطّيّبة والموعظةِ الحسنة.
شكراً للحُسين عليه السلام الذي علّمنا أنّ الإنسانَ أخي في الخُلُقِ مهما كان دِينهُ، وأنّ المُسلمَ الذي يشهدُ أنَّ لا إله إلّا الله وأنّ محمداً صلى الله عليه وآله وسلم رسول الله ليس أخي إنْ كانَ ظالماً، ويُفرّقُ الناسُ عُنصريّاً بينَ المُسلمينَ وغير المسلمين.
شكراً للحُسين عليه السلام الذي يرفضُ العُنفَ ولم يحملُ سيفاً إلّا في مسيرِهِ إلى معركةٍ دفاعاً عن النّفسِ وحملَ الحكمة والكَلمة الطيّبة والأخلاقَ الحميدة سِلاحاً في كلِّ الأوقات.
شكراً للحُسين عليه السلام الذي لم يكن ليقبلَ أن يُؤذي الإنسان نفسهُ بزعمِ حبِّهِ ومَنْ يفعل ذلكَ يُشبهُ تماماً تلَك الفئةِ من الرُّهبانِ المسيحيّين ومثيلتها من البوذيّين الذين يُعذّبون أنفسهم تقرّباً إلى خالقٍ يعتقدونَ أنّهُ يرضى عنهُم أكثرَ بالجوعِ والعطشِ وبتعذيبِ الذّاتِ أو بضربِ الرأسِ أو بضربِ الظّهرِ بالجنازير.
الحُسينُ عليه السلام عِطرُ الأخلاقِ ويُحبُّ عُطور الورودِ لا رائحةَ الدّم.
هكذا علّمنا الحُسين أنْ نكون.
أبطال الدّفاعِ عنِ النّفسِ
وملائكةُ رحمةٍ مع مَنْ لا يُعادينا...
هذا هو سرّه، ولهذا نَرَى مِئاتُ ملايينِ البشرِ يبكونَهُ رغم مرورِ ما يُقارب الأربعةَ عشر قرنا على استشهادِهِ.