فقد لاحظنا سابقاً تأسيس مواكب وتكايا من قبل الشيوعيين والبعثيين وتكايا للدوريين والدراويش وحتى الحرامية واللصوص والمحتالين ومخيمات للدواعش الارهابيين في مختلف محافظات العراق طيلة تاريخ العراق، ومن قَبلهم أولئك الذين اتخذوا في الحجاز مسجداً ضراراً وتفريقاً بين المؤمنين، وطعناً في الدين، ونراهم يسمّون أنفسهم (خَدَمَة الحرمين الشريفين!!) وهؤلاء وأولئك هم أبعد ما يكونون عن الاسلام وأحكامه، وعن ثورة الحسين عليه السلام ومُثُلها وقيمها السامية وعن زيارة المراقد المقدسة والراقدين فيها، وهم لا يمثلون خدام الحسين الحقيقيين في آلاف المواكب المخلصة المبثوثة في العراق والمنطقة.
وقد لاحظنا في محرم الحالي قيام ثلة من الاشخاص ذوي النزعة الجوكرية بترتيب صفوفهم وإعداد صور قتلاهم في براويز وإطارات موحدة الشكل، ولافتات منمّقة ملوّنة، وتيشيرتات سوداء بأكمام قصيرة موحدة النمط والشكل موزعة مجاناً على هذه الشرذمة المغرر بهم، والمضلَّلين بشعارات معسولة، و"ردّات" وطنية، وعبارات ظاهرها مليح وباطنها قبيح، وقصات شعر لا تليق بجمهور حسيني ملتزم بالخلُق والمظهر الاسلامي والنمط المقبول لدى المؤمنين والعقلاء وأنصار الحسين عليه السلام.
ولوكان هؤلاء حسينيين حقاً لالتزموا بأخلاق الحسين، واحكام دين الحسين، وفكر جد الحسين، ولطبّقوا منهج وسلوكيات أنصار الحسين، وثورته الناصعة، ومُثُله السامية، وأخلاقه الراقية، ومنطقه الرصين وأنصاره الغر الميامين.
وهنا يحق لنا ان نسأل جماعة تشرين المدعين لنصرة الحسين ومن يتمظهرون بمواكب الحسين: هل أعمالكم وأقوالكم تشبه أعمال وأقوال الحسين وأنصار الحسين؟ وهل ممارسات [ثورتكم!!] تشبه الممارسات التي قام بها الحسين وأنصاره في مكة والمدينة عندما قرر الثورة والنهوض ضد زمرة يزيد الفاسق الفاجر؟؟ وهل قام أنصار الحسين بقطع الطرق، ونهب المتاجر، وقتل الأبرياء ومنع الدوام وشرب الخمور، وجمع الحطب، وإضرام النار فيه، واحتلال المباني العامة والخاصة مثل ما قمتم أنتم بإحراق ونهب وتهديم مقرات الحشد والتنظيمات الإسلامية، وحرقها، وإحراق دوائر الدولة والقنصليات الايرانية في النجف الاشرف وكربلاء، وتخريب المدارس والجامعات والمساجد ومرقد السيد الحكيم والحسينيات والميادين والساحات، ومصادرة ونهب محتويات دوائر الدولة وبيوت ومتاجر المواطنين ومنزل آية الله الناصري؟؟ هل يرضى الحسين بقتلكم القائد الحشدي المجاهد البطل وسام العلياوي واخيه المظلوم وحرقهما في سيارة الاسعاف بعد التمثيل بهما، وشنق الفتى المظلوم السيد البطاط في ساحة الوثبة وتمزيق صدر وقلب المصور في الحشد الشعبي الشهيد المهنّا؟؟ هل يرضى الحسين بأفعالكم الشنيعة ومنكراتكم الفضيعة وشذوذ معظمكم في طوابق المطعم التركي والخيام المنصوبة بساحة التحرير وساحات المحافظات ومخيمات حوالي جسر الجمهورية وشارع النهر مع الساقطات والباغيات والمنحرفات بائعات الشرف بحفنة دنانير ودولارات ورفع رايات المثليين؟
اين كانت مُثُل الحسين وأحكام دينه عندكم منذ الشهر العاشر 2019حتى يوم العاشر من محرم 1442هج؟
وكيف قررتم فجأةً رفع الرايات الحسينية والعراقية مثل ما رفع المصاحف على الرماح قبلكم عمروبن العاص بوجه القرآن الناطق علي بن ابي طالب عليه السلام، فكان رفعُهُ ورَفعُكم لها لأغراض دنيئة ومآرب مقيتة، تجسّد عين النفاق والشقاق ، وتذكّرنا بسلوكيات الرفيقات والرفاق البعثيين عندما كان قائدهم يزور مرقد الحسين!!
لن تخدعوا الناس بهذه الاعمال النفاقية وركوبكم موجة المواكب الحسينية وصيحاتكم في العتبة العباسية وانتم حفنة تزعقون: "لبيك يا عراق!" بينما الملايين الحسينيون كانوا يهتفون: [لبيك ياحسين] و[أبد والله ماننسى حسينا ].. علماً بان هؤلاء الملايين هم الوطنيون الحقيقيون حتى النخاع، فالحسينيون دافعوا عن ارض العراق وحرروها بدمائهم وصانوا العتبات (التي أكلتم وجباتها في الغداء والعشاء دون استحقاق)، بينما الحشديون والحسينيون طبقوا عملياً شعار "لبيك يا عراق" في السواتر والجبهات وليس في المطعم التركي ومخازيه وساحات التخريب والحرق بالمحافظات وسيفضحكم الله يوم تبيضّ وجوه وتسودّ وجوه.
بقلم حيدر خادم الحسين، باحث وكاتب سياسي