فَجَعَلْتَ لي سَمْعاً يَعْقِلُ اياتِكَ، وَبَصَراً يَرى قُدْرَتَكَ، وَفُؤاداً يَعْرِفُ عَظَمَتَكَ، فَاَنَا لِفَضْلِكَ عَلَيَّ حامِدٌ، وَتَحْمَدُهُ لَكَ نَفْسي، وَبِحَقِّكَ شاهِدٌ، لِاَنَّكَ حَيٌّ قَبْلَ كُلِّ حَيٍّ، وَحَيٌّ بَعْدَ كُلِّ مَيِّتٍ، وَحَيٌّ تَرِثُ الْحَياةَ، لَمْ تَقْطَعْ عَنّي خَيْرَكَ في كُلِّ وَقْتٍ، وَلَمْ تُنْزِلْ لي عُقُوباتِ النِّقَمِ، وَلَمْ تُغَيِّرْ عَلَيَّ وَثائِقَ الْعِصَمِ.
فَلَوْ لَمْ اَذْكُرْ مِنْ اِحْسانِكَ اِلاَّ عَفْوَكَ عَنّي، وَالْاِسْتِجابَةَ لِدُعائي حينَ رَفَعْتُ رَأْسي، وَاَنْطَقْتُ لِساني بِتَحْميدِكَ وَتَمْجيدِكَ، لا في تَقْديرِكَ خَطاءٌ حينَ صَوَّرْتَني، وَلا في قِسْمَةِ الْاَرْزاقِ حينَ قَدَّرْتَ، فَلَكَ الْحَمْدُ عَدَدَ ما حَفِظَهُ عِلْمُكَ وَعَدَدَ ما اَحاطَتْ بِهِ قُدْرَتُكَ، وَعَدَدَ ما وَسِعَتْ رَحْمَتُكَ.