اَللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ الْعَظيمُ، وَالْمَنُّ الْقَديمُ، وَالسُّلْطانُ الشَّامِخُ، وَالْجُودُ الْواسِعُ، وَالْقُدْرَةُ الْمُقْتَدِرَةُ، وَالْحَمْدُ الْمُتَتابِعُ الَّذي لا يَنْفَدُ بِالشُكْرِ سَرْمَداً، وَلايَنْقَضي اَبَداً، اِذْ جَعَلْتَني مِنْ اَفاضِلِ بَني ادَمَ، وَجَعَلْتَني سَمِيعًا بَصِيرًا، صَحيحاً سَوِيّاً مُعافاً.
لَمْ تَشْغَلْني بِنُقْصانٍ في بَدَني، وَلا بِافَةٍ في جَوارِحي، وَلا عاهَةٍ في نَفْسي وَلا في عَقْلي، وَلَمْ يَمْنَعْكَ كَرامَتُكَ اِيَّايَ، وَحُسْنُ صَنيعِكَ (٤۳) عِنْدي، وَفَضْلُ نَعْمائِكَ عَلَيَّ، اِذْ وَسَّعْتَ عَلَيَّ فِي الدُّنْيا، وَفَضَّلْتَني عَلى كَثيرٍ مِنْ اَهْلِها تَفْضيلاً، وَجَعَلْتَني سَميعاً اَعي ما كَلَّفْتَني، بَصيراً اَرى قُدْرَتَكَ فيما ظَهَرَ لي.
وَاسْتَرْعَيْتَني وَاسْتَوْدَعْتَني قَلْباً يَشْهَدُ بِعَظَمَتِكَ، وَلِساناً ناطِقاً بِتَوْحيدِكَ، فَاِنّي بِفَضْلِكَ عَلَيَّ حامِدٌ، وَلِتَوْفيقِكَ اِيَّايَ بِجُهْدي شاكِرٌ، وَبِحَقِّكَ شاهِدٌ، وَاِلَيْكَ في مُلِمّي وَمُهِمّي ضارِعٌ، لِاَنَّكَ حَيٌّ قَبْلَ كُلِّ حَيٍّ، وَحَيٌّ بَعْدَ كُلِّ مَيِّتٍ، وَحَيٌّ تَرِثُ الْاَرْضَ وَمَنْ عَلَيْها، وَأَنتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ.
(٤۳) صنعك (خ ل).