اَدْعُوكَ دُعاءَ مَنْ قَدِ اشْتَدَّتْ فاقَتُهُ، وَعَظَمُ جُرْمُهُ، وَاَشْرَفَ عَلَى الْهَلَكَةِ وَضَعُفَتْ قُوَّتُهُ، وَمَنْ لا يَثِقُ بِشَيْءٍ مِنْ عَمَلِهِ، وَلا يَجِدُ لِذَنْبِهِ غافِراً غَيْرَكَ وَلا لِسَعْيِهِ مَنْجا سِواكَ، هَرَبْتُ مِنْكَ اِلَيْكَ، مُعْتَرِفاً غَيْرَ مُسْتَنْكِفٍ وَلا مُسْتَكْبِرٍ عَنْ عِبادَتِكَ.
يا اُنْسَ كُلِّ فَقيرٍ مُسْتَجيرٍ، اَسْأَلُكَ بِاَنَّكَ اَنْتَ اللهُ لا إِلَهَ إِلاَّ أَنتَ، الْحَنَّانُ الْمَنَّانُ، بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ، ذُو الْجَلاَلِ وَالإِكْرَامِ، عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ، الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ.
اَنْتَ الرَبُّ وَاَنَا الْعَبْدُ، وَاَنْتَ الْمالِكُ وَاَنَا الْمَمْلُوكُ، وَاَنْتَ الْعَزيزُ وَاَنَا الذَّليلُ، وَاَنْتَ الْغَنِيُّ وَاَنَا الْفَقيرُ، وَاَنْتَ الْحَيُّ وَاَنَا الْمَيِّتُ، وَاَنْتَ الْباقي وَاَنَا الْفاني، وَاَنْتَ الْمُحْسِنُ وَاَنَا الْمُسييءُ، وَاَنْتَ الْغَفُورُ وَاَنَا الْمُذْنِبُ، وَاَنْتَ الرَّحيمُ وَاَنَا الْخاطِىءُ، وَاَنْتَ الْخالِقُ وَاَنَا الْمَخْلُوقُ، وَاَنْتَ الْقَوِيُّ وَاَنَا الضَّعيفُ، وَاَنْتَ الْمُعْطي وَاَنَا السَّائِلُ، وَاَنْتَ الْامِنُ وَاَنَا الْخائِفُ، وَاَنْتَ الرَّازِقُ وَاَنَا الْمَرْزُوقُ.
وَاَنْتَ اَحَقُّ مَنْ شَكَوْتُ اِلَيْهِ وَاسْتَغَثْتُ بِهِ وَرَجَوْتُهُ، لِاَنَّكَ كَمْ مِنْ مُذْنِبٍ قَدْ غَفَرْتَ لَهُ، وَكَمْ مِنْ مُسيىءٍ قَدْ تَجاوَزْتَ عَنْهُ، فَاغْفِرْلي وَتَجاوَزْ عَنّي وَارْحَمْني وَعافِني مِمَّا نَزَلَ بي، وَلا تَفْضَحْني بِما جَنَيْتُهُ عَلى نَفْسي وَخُذْ بِيَدي وَبِيَدِ وَالِدَيَّ وَوَلَدي، وَارْحَمْنا بِرَحْمَتِكَ يا ذَا الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ.