وبحسب صحيفة "وول ستريت جورنال"، يعتبر الحج مصدرًا لهيبة سياسية ودينية كبيرة للرياض، ومصدر دخل لمليارات الدولارات للبلاد، وقد قلصت المملكة عدد الحجاج من 2.5 مليون العام الماضي إلى 10 آلاف من 160 دولة وفقا لمسؤولين سعوديين، بالرغم أن السلطات أعلنت في البداية أن الحج سيقتصر هذا العام على ألف حاج فقط.
ولتقييد الأعدد، أعلن قائد قوات أمن الحج، زايد بن عبد الرحمن الطويان، عن إجراءات متخذة للحفاظ على سلامة الحجاج، منها تحديد تنقلاتهم، كاشفا عن فرض غرامة 10 آلاف ريال سعودي للمخالفين، وقد سجلت السعودية أكثر من 260 ألف إصابة بالفيروس وتوفي 2672.
ضربة للاقتصاد
وتمثل القيود المفروضة على الحج ضربة أخرى لاقتصاد السعودية، التي تضررت بالفعل من جراء انخفاض أسعار النفط وتدابير الإغلاق التي فرضها الفيروس، بما في ذلك حظر السفر الدولي، مما أضر بقطاعات السياحة والترفيه الناشئة في المملكة، ويتوقع صندوق النقد الدولي أن ينكمش اقتصاد الرياض بنسبة 6.8٪ هذا العام.
وذكر ماهر جمال، الرئيس السابق للغرفة التجارية في مكة، أن قطاعي الضيافة والإسكان يعتمدان بشكل كامل على عائدات الحج، مضيفا: "ستواجه هذه القطاعات الآن خسائر كبيرة في الدخل وهذا سيؤثر على الجميع من المستثمر الفندقي الكبير وصولاً إلى متجر الفندق".
بالإضافة إلى ذلك، تدير الحكومة الحج داخليًا هذا العام، متجاوزة معظم منظمي الرحلات الخاصة، وقال أحد أعضاء مجلس إدارة شركة تستضيف الحجاج من الدول العربية: "سنحقق صفر أرباح هذا العام".
شروط الحج
وإلى جانب تقليص أعداد الحجاج، فرضت السلطات إجراءات إضافية كمنع الحجاج من لمس الكعبة، كما طلبت منهم إحضار سجادة الصلاة الشخصية لتجنب الإصابة بالعدوى، إضافة إلى تطبيق سياسة التباعد الاجتماعي، وارتداء أقنعة الوجه باستمرار وفحص درجات الحرارة بانتظام، كما سيتم تعقيم الحصى عند رمي الجمرات.
وقال عمرو المداح، كبير مسؤولي التخطيط والاستراتيجيات بوزارة الحج والعمرة السعودية: "نشعر بالحزن بسبب العدد المحدود هذا العام للحج الاستثنائي"، مشيرا إلى أنه "على الرغم من العدد المحدود، فإن التحديات والجهود التي نواجهها لا تقل عن أي عام آخر".
وبسبب فيروس كورونا، سيكون الحج هذا العام للأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 20 و50 عامًا والذين يتمتعون بصحة جيدة، معظمهم من المقيمين في السعودية، مع إعطاء الأولوية لأولئك الذين لم يسبق لهم أداء فريضة الحج، والباقون هم من العاملين الصحيين السعوديين وأفراد الأمن الذين تعافوا من كورونا.
قال السيد مداح: "نهدف إلى إنهاء هذا الحج دون أي حالة إصابة".