وفي حديث صحافي اليوم الثنين قال ان الكلام الذي صدر عن السفيرة الأميركية دوروثي شيا لا يختلف عمّا يُدلي به المسؤولون الأميركيون الآخرون في سياق الضغط على لبنان وحزب الله.
مشيراً الى انّ واشنطن تُحمّل الحزب مسؤولية الفساد والمأزق الاقتصادي وأزمة النظام المصرفي ووَضع الجمارك والمعابر الحدودية، في حين اننا جميعاً نعرف أنّ الواقع المالي والاقتصادي في لبنان يتأثر كثيراً بالعقوبات الأميركية والقيود على التحويلات، خصوصاً انّ واشنطن تسيطر على الدولار وتتحكّم بإدارة الشؤون المالية العالمية .
ولفت الى انّ الأميركيين يريدون توظيف الغضب الشعبي والنقمة على الأوضاع السائدة في اتجاه خدمة مصالحهم وأجندتهم السياسية"، مشيراً الى انّ واشنطن تحاول أن تدفع لبنان نحو تطبيق إصلاحات على قياس معاييرها، إذ انّ المقصود من الإصلاحات بالنسبة إليها هو اتخاذ قرارات ضد حزب الله"، محذّراً من انّ السياسة الأميركية المُتّبعة حيال لبنان تنطوي على دعوة صريحة الى الفتنة وتحريض واضح ضد المقاومة، وموسكو ترفض بشدة الاتهامات الموجّهة الى الحزب الذي لن يستسلم مهما اشتدّت العقوبات والحملات.
واعتبر زاسبيكين انّ الشعب اللبناني يدفع ثمن السياسات الأميركية التي تسعى الى تجويع الناس، وتفجير الأوضاع وصولاً الى الدفع نحو الثورة على السلطة، وهذا هو السيناريو الثابت الذي تنفّذه الولايات المتحدة في كثير من البلدان، مع اختلاف في التفاصيل تِبعاً لخصوصية كل دولة.
وأضاف العقوبات الأميركية تستهدف عشرات الدول، ومن بينها روسيا، والخزانة الأميركية لا تتوانى عن اتخاذ تدابير مُجحفة في حق أفراد وشركات لاستهداف طرف او نظام محدد، الأمر الذي يضرّ بالشعوب في كثير من الاحيان. لكنّ روسيا دولة قوية وقادرة، وبالتالي تعرف كيف تتعامل مع العقوبات وتخفف من تأثيرها، ونحن نرفض أي تفاوض حولها.
ورجح زاسبيكين ان تكون الاشهر القليلة المقبلة في غاية الصعوبة والخطورة، وداعياً الى الصمود وتحصين الصفوف في مواجهة العقوبات الأميركية.
وانتقد زاسبيكين التدخّل الأميركي في الشأن الحكومي اللبناني، مشدداً على انه ليس من حق الولايات المتحدة ان تطلب إقصاء هذا الحزب او ذاك عن الحكومة، "وما الشروط التي تطرحها لمساعدة لبنان، سوى دليل إضافي على أنّ المساعدات الأميركية مُسيّسة.
امّا في خصوص خيار التوَجّه شرقاً، فإنّ زاسبيكين لفت الى انّ هذا الأمر طبيعي وليس صادماً كما يوحي الأميركيون، إذ انّ لكل من سوريا والعراق وايران وروسيا والصين ميّزات يمكن أن تفيد لبنان، من دون أن يعني الانفتاح على الشرق إلغاء التفاعل مع الاتجاه الغربي، ونحن لا نطلب أن يعزّز لبنان تعاونه مع الشرق على حساب الغرب، بل نريده مُنفتحاً على الجميع من دون أن يكون هناك احتكار لأيّ جهة. لكن ما يجري حالياً هو أنّ الغربيين، وفي طليعتهم واشنطن، هم الذين يرفضون مساعدته، ما أدّى إلى أن يصبح خيار الشرق اكثر إلحاحاً