من الثابت انه في اثناء 75 عاما لم تتوقف اميركا عن الاضطلاع بالاعمال الارهابية وجرائم الحرب الدولية التي ارتكبتها ضد بلدان العالم وقادتها وشخصياتها دون ان تسمح للآخرين بادانتها.
الجميع يعلم بأن ممارسة الارهاب هي العلامة الفارقة للسلوكيات والسياسات الاميركية في الماضي والحاضر وحتى في المستقبل، وفي هذا المجال اعلن السيد موسوي ان العقود الاخيرة اثبتت بوضوح ان الولايات المتحدة كان لها دور في صنع الجماعات الارهابية ودعمها ، مشيرا الى اعتراف الرئيس الحالي دونالد ترامب بان الحكومات الاميركية السابقة هي التي اسست جماعة داعش والمنظمات الارهابية المتطرفة المماثلة.
ومع ذلك لا تستحي واشنطن من اطلاق مزاعمها واتهاماتها ضد ايران ودول اخرى، وكأنها لم ترتكب مؤخرا وامام العالم كله جريمة اغتيال مسؤولين رسميين كبيرين هما القائد العام لفيلق القدس الفريق الشهيد قاسم سليماني ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي العراقي الشهيد الاستاذ ابو مهدي المهندس ومعهما عدد من القادة الاخرين.
من المؤكد ان الشعوب تدرك جيدا ما ترتكبه الولايات المتحدة من سلوكيات ارهابية طاولت اخيرا المواطنين الزنوج والبيض على خلفية التظاهرات الاحتجاجية التي اندلعت بعد مقتل المواطن الاسود جورج فلويد قبل نحو شهر واحد على يد احد ضباط الشرطة العنصريين، الامر الذي يسلب من اميركا اي جدارة تخولها التكلم نيابة عن الامم الاخرى تحت ذريعة مكافحة الارهاب هنا او هناك.
ولا شك في ان الحقد الذي تكنه اميركا للجمهورية الاسلامية بسبب استقلاليتها وثباتها وتمسكها بحقوقها الوطنية المشروعة، يجردها هو الاخر من اهلية المساس بايران التي هي اكبر ضحايا الارهاب المدعوم من اميركا طيلة العقود الاربعة الماضية.
ومن المعروف ان الادارة الاميركية تستغل وجود بعض مؤسسات الشرعية الدولية على اراضي الولايات المتحدة للتغطية على جرائمها الارهابية، وقد هددت واشنطن قبل ايام محكمة لاهاي (منظمة العدل الدولية) باجراءات قضائية وامنية لموظفي هذه المحكمة ان هي لاحقت الضباط والجنود الاميركان الذين ارتكبوا جرائم حرب واعمالا ارهابية في افغانستان العراق ودول اخرى تتواجد فيها القوات والقواعد التابعة للولايات المتحدة.
ان السلوكيات الارهابية الاميركية منذ هيروشيما وناكازاكي والحرب الكورية واحتلال فيتنام وفي افغانستان والعراق وسوريا وعلى صعيد التستر على الجرائم الصهيونية في فلسطين ،اكثر من ان تحصى، وهي بحاجة الى محكمة دولية تحاسب صناع القرار في الولايات المتحدة على ما سببوه من كوارث وحروب وآلام وتشريد شعوب ومجازر تقشعر منها الابدان.
وبشكل عام فان المهم الا تبقى جرائم اميركا وتدخلاتها السافرة في شؤون دول العالم طي الكتمان، فهناك ضرورة ملحة لتوثيقها وتعزيزها بكل الادلة الدامغة التي يفترض ان تفضى بالنهاية الى ادانة الولايات المتحدة وفضحها امام المجتمع العالمي على انها زعيمة الارهاب الدولي.
بقلم الكاتب والاعلامي
حميد حلمي البغدادي