سلاح حزب الله هو من رفع رأس اللبنانين وهو من ردع اسرائيل ومنعها من التطاول على السيادة اللبنانية وهو من اخرج الجنود الاسرائيليين من لبنان، وهو من كسر شوكتها، وفي حال تحقق ما يريد هؤلاء، هل يمكن ضمان اسرائيل ألا تجتاح لبنان مرة جديدة، مالذي يمنعها عن القيام بذلك أخلاقها أم قيمها ام تاريخها الاجرامي أم فكرها التوسعي الاستيطاني؟، وفلسطين مثال حي على كل ذلك.
أول أمس اجتمع متظاهرون في بعض الساحات اللبنانية للمطالبة بنزع سلاح المقاومة، ورغم التحشيد الكبير لمثل هذه المظاهرات إلا أن النتيجة كانت مخيبة لهؤلاء وما قاموا به مجرد محاولات فاشلة لجر الحزب الى حرب داخلية لن يتورط بها بأي شكل من الأشكال والفشل جاء بسبب انسحاب مجموعات وازنة في الحراك الشعبي المطلبي من الدعوة للتظاهر تحت شعارات سياسية لا علاقة لها بثورة الشارع ضد الجوع والوضع الاقتصادي المتردّي والفساد، وتدخل الأم الداخلي اللبناني لمنع حدوث صدامات بين انصار حزب الله وحركة امل وبقية الاطراف التي تطالب بنزع سلاح الحزب.
المظاهرات التي انطلقت يوم السبت الماضي تسببت بسقوط عدد كبير من الجرحى بعد صدامات مباشرة وقعت بين عناصر الأمن اللبناني ومتظاهرين أمام مقر البرلمان وسط العاصمة بيروت، ووصل عدد المصابين إلى 49، بينهم عنصر أمن.
انحراف أهداف المظاهرات عن مسارها
المظاهرات التي انطلقت في لبنان واستقالت على اثرها الحكومة بعد 12 يوم فقط من بدء الحراك، كانت اهدافها تتمحور حول معالجة الأوضاع الاقتصادية واسترداد الأموال المنهوبة ومحاسبة الفاسدين، والمطالبة بقضاء مستقل، والسؤال هل عجز هؤلاء عن تحقيق مطالبهم دفعهم الى المطالبة بنزع سلاح حزب الله، ما علاقة الاهداف الاساسية للحراك الشعبي الذي شمل كل فئات لبنان بنزع سلاح المقاومة؟.
بعض الجهات عملت على اثارة الفتنة داخل لبنان بطريقة مختلفة وشتمت أم المؤمنين "عائشة"، وعلى إثر الهتافات المسيئة التي أطلقها بعض الشبان حسب فيديو متداول وعمدت منصات مناهضة لحزب الله نشره على نطاق واسع على مواقع التواصل الإجتماعي. نزل مسلحون قبل منتصف الليل وانتشروا في منطقتي كورنيش المزرعة وطريق الجديدة في بيروت.. وسمع أصوات اشتباكات متقطعة أدت إلى جرح شخصين، قبل أن يصل الجيش اللبناني ويوقف تطور الموقف، ليعود الهدوء الى المنطقة.
وأصدر حزب الله بيانا قال فيه "إنّ ما صدر من إساءاتٍ وهتافاتٍ من قبل بعض الأشخاص مرفوض ومستنكر ولا يعبّر إطلاقاً عن القيم الأخلاقية والدينية لعامة المؤمنين والمسلمين"
وذكّر حزب الله بالموقف الشرعي لقائد الثورة الاسلامية السيد علي الخامنئي وفتواه المعروفة بحُرمة التعرّض لزوجات الرسول (ص) وأمّهات المؤمنين وعامة مقدسات المسلمين.
وحذّر الحزب في بيانه بشدّة من مُسبّبي الفتن والمستفيدين منها وكل أولئك الذين يروّجون للفتنة ويدعون لها، وأعلن رفضه بشكلٍ تام كل ما يُمكن أن يؤدّي إلى الفرقة والإختلاف والتوتر المذهبي والطائفي والديني.
وأصدرت دار الفتوى في لبنان بيانا حذّرت فيه جمهور المسلمين من الوقوع في فخ الفتنة الطائفية والمذهبية.
وحول ذات الموضوع غرّد رئيس الحكومة السابق سعد الحريري بالقول "أتوجه إلى كافّة المواطنين الذين هالهم التعرض لأم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها، منبّهاً إلى التزام حدود الوعي والحكمة وعدم الانجرار لأي ردات فعل يمكن أن تهدّد السلم الأهلي وتُفسح المجال أمام الجهلة لإشعال الفتنة بين أبناء الوطن الواحد.
وأضاف أن "أي تطاول على السيدة عائشة أمر مشين ومرفوض أصابنا جميعاً في الصميم ويشكّل إهانة لكل المسلمين دون استثناء وليس لطيف ٍ واحد من أطيافهم، وهو ما كان محل استنكار وإدانة عن أولي الأمر في السياسية ورجال الدين من إخوتنا في الطائفة الشيعية بمثل ما صدر عن اهل السنة ودار الفتوى تحديدا".
وتابع الحريري ندائي إلى كافة الأهل والأحبة في كل المناطق أن نأخذ بدعوة دار الفتوى وتحذير جمهور المسلمين من الوقوع في فخ الفتنة المذهبية. لعن الله الفتنة ومن يوقظها.
وأدان رئيس الحكومة اللبنانية حسان دياب عبر "تويتر" إن كل هتاف أو شعار طائفي مذهبي.
وقال الرئيس اللبناني ميشال عون إن التعرض لأي رمز ديني لأي طائفة لبنانية هو تعرض للعائلة اللبنانية بأسرها، مضيفا أن قوة بلاده في وحدتها الوطنية.
وطالب عون -في بيان صادر عن الرئاسة اللبنانية- المسؤولين السياسيين والروحيين بالقيام بما يتوجب عليهم من أجل وأد أي شكل من أشكال الفتنة الناجمة عن المساس بالمقدسات الدينية.
كما اعتبرت حركة أمل أن ماجرى وما تم نشره على مواقع التواصل الإجتماعي عمل مشبوه ومحاولة مكشوفة لبث الفتنة بين المؤمنين وهو خارج نطاق القيم والأخلاق الإسلامية الحميدة.
وقالت مصادر محلية إن الفيديو الذي ظهرت فيه هتافات طائفية تمس أم المؤمنين عائشة والذي انتشر على مواقع التواصل وأدّى إلى توتر في بيروت وبعض المناطق هو فيديو مركّب بثّته إحدى المحطّات التلفزيونية المحلية ما أدّى إلى حالة غليان في الشارع.
من جهتها، قالت قوى الأمن في تغريدة إنه يجري التعرض للأملاك الخاصة والعامة، "لذلك تطلب المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي من المواطنين السلميين، الانسحاب من الأمكنة التي تجري فيها أعمال شغب، حفاظا على سلامتهم".
وقد تم تشكيل حكومة جديدة منذ مطلع العام، وضعت لاحقا خطة إصلاحية اقتصادية، طلبت على أساسها الشهر الماضي مساعدة صندوق النقد الدولي لإنقاذ الاقتصاد المتداعي، لكنها لم تتمكن بعد من اتخاذ أي إجراءات عملية.
ويعيش اللبنانيون أزمة خانقة تجسدت في ارتفاع أسعار المواد الغذائية والسلع كافة، بينما خسر عشرات الآلاف وظائفهم أو من رواتبهم جراء الأزمة.
وبات أكثر من 45 بالمئة من السكان تحت خط الفقر بينما ارتفعت البطالة إلى أكثر من 35 بالمئة، وفق إحصاءات رسمية. وتتوقع الحكومة نموا اقتصاديا سلبيا بنسبة 13 بالمئة.
ويشهد لبنان منذ أشهر أسوأ أزمة اقتصادية منذ انتهاء الحرب الأهلية (1975- 1990) تخطى معها سعر صرف الليرة عتبة الأربعة آلاف مقابل الدولار في شهر أبريل/نيسان، بينما السعر الرسمي مثبت على 1507 ليرات.