إلهي كبر سنّي ودقَّ عظمي ونال الدهر منّي، واقترب أجلي ونفدت أيامي وذهبت محاسني، ومضت شهوتي وبقيت تبعتي، وبلي جسمي، وتقطّعت أوصالي وتفرّقت أعضائي، وبقيتُ مرتهناً بعملي.
إلهي أفحمَتْني ذنوبي وانقطعت مقالتي ولا حجّة (۲) لي، إلهي أنا المقرّ بذنبي المعترف بجرمي، الأسير بإساءتي، المرتهن بعملي، المتهوّر في خطيئتي (۳)، المتحيّر عن قصدي المنقطع بي، فصلّ على محمّد وآل محمّد وتفضّل عليّ وتجاوز عنّي.
إلهي إن كان صغر في جنب طاعتك عملي فقد كبر في جنب رجائك أملي، إلهي كيف انقلب بالخيبة من عندك محروماً، وكلّ ظنّي بجودك أن تقبلني بالنجاة مرحوماً، إلهي لم اُسلّط على حُسن ظنّي بك قنوط الآيسين، فلا تبطل صدق رجائي من بين الآملين.
إلهي عظم جرمي إذ كنت المطالِبُ به، وكبر ذنبي إذ كنت المبارزَ به، إلاّ أنّي إذا ذكرت كِبرَ ذنبي، وعظمَ عفوك وغفرانك، وجدت الحاصل بينهما لي أقربهما إلى رحمتك ورضوانك، إلهي إن دعاني إلى النار مَخشيُّ عقابك فقد ناداني إلى الجنّة بالرجاء حسن ثوابك.
(۲) عذر (خ ل).
(۳) المشهور بخطيئتي (خ ل).