إلهي وان أخطأت طريق النظر لنفسي بما فيه كرامتها، فقد أصبت طريق الفزع إليك بما فيه سلامتها. إلهي ان كانت نفسي استسعدتني متمردة على ما يرديها، فقد أسعدتها الآن بدعائك على ما ينجيها.
إلهي ان عداني الإجتهاد في ابتغاء منفعتي، فلم يعدني برك لي فيما فيه مصلحتي، إلهي ان قسطت في الحكم على نفسي بما فيه حسرتها فقد أقسطت بتعريفي إياها من رحمتك إشفاق رأفتها.
إلهي ان أجحف بي قلة الزاد في المسير إليك، فقد وصلته بذخائر ما أعددته من فضل تعويلي عليك، إلهي إذا ذكرت رحمتك ضحكت إليها وجوه وسائلي، وإذا ذكرت سخطتك بكت إليها عيون مسائلي، إلهي فأفض بسجل من سجالك على عبد آيس قد أتلفه الظماء، وأمط بجودك عن خيط جيده كلال الونى.
إلهي أدعوك دعاء من لم يرج غيرك بدعائه، وأرجوك رجاء من لم يقصد غيرك برجائه، إلهي كيف أرد عارض تطلعي إلى نوالك، وإنما أنا في استرزاقي لهذا البدن أحد عيالك، إلهي كيف أسكت بالإفحام لسان ضراعتي، وقد أقلقني ما أبهم علي من مصير عاقبتي.