نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" تقريراً تحدث عن خشية الحزب الجمهوري الأميركي من خسارة الانتخابات الرئاسية المقبلة، بسبب الطريقة التي يدير فيها الرئيس دونالد ترامب أزمة وباء كورونا وبخاصة نصائحه الطبية الخطرة والمثيرة للسخرية.
وقال التقرير إن الطريقة السيئة التي أدار فيها ترامب أزمة تفشي فيروس كورونا وتردي الوضع الاقتصادي، وتراجع شعبيته جعلت الجمهوريين في حالة قلق وتوتر لاحتمال خسارتهم للرئاسة ومعها مجلس الشيوخ في الانتخابات المقبلة في تشرين الثاني / نوفمبر.
وأوضحت الصحيفة أن هذا القلق ظهر واضحاً بعد تقديم 26 مليون أميركي طلبات إعانة البطالة بعد أن قالوا إنهم فقدوا وظائفهم، وإنهم يحتاجون إلى المساعدة الحكومية.
وتظهر استطلاعات الرأي الجديدة أن ترامب خسر شعبية واسعة في ولايات ميشيغان وبنسلفانيا وفلوريدا.
ورأت "نيويورك تايمز" أن الميزة التي يتمتع بها ترامب على منافسه جو بايدن هي قدرته كرئيس على الوصول إلى الرأي العام والتنمر على الجميع، لكن هذه الميزة أصبحت نقمة إذ أصبحت المؤتمرات الصحافية اليومية التي يعقدها الرئيس حول أزمة فيروس كورونا سبباً في تدمير مواقفه السياسية، وقد تكون تصريحاته الأخيرة حول الحقن بالمطهرات لمعالجة المرض نقطة تحول، بحسب مسؤولين في الحزب الجمهوري.
وقال غلين بوغلر مسؤول استطلاعات الرأي في الحزب الجمهوري إن صورة ترامب أصبحت كئيبة اليوم مقارنة مع الصورة قبل أزمة وباء كورونا. وأوضح أنه "مع استمرار انهيار الاقتصاد، بات الجمهوريون يواجهون بيئة أكثر تحدياً وهو تحول كبير عما كنا عليه قبل أشهر عدة، وأصبحوا أكثر استياء".
واشتكى المستشارون والحلفاء من نوبات الغضب التي تعتري ترامي أثناء لقاءاته الصحافية. وقال النائب الجمهوري عن أوكلاهوما توم كول، إن على الرئيس تغيير نبرته وتقديم رسالة أبعد من الحديث عن مظالمه.
وقد أثار وضع ترامب في الاستطلاعات الأخيرة مخاوف الجمهوريين، خاصة أن المرشح الديمقراطي جو بايدن تقدم فيها في كل ولاية مرجحة. وأظهرت الاستطلاعات أن أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين يتأخرون عن المرشحين الديمقراطيين المحتملين في ولايات كولورادو ونورث كارولاينا وإريزونا ومين، أو هم في تنافس حاد معهم. ولو خسر الجمهوريين هذه الولايات وفازوا بألاباما فسيسطر الجمهوريون على مجلس الشيوخ لو فاز بايدن.
ونقلت الصحيفة عن المستشار الجمهوري تشارلز بلاك قوله إن الجمهوريين كانوا الأفضل - في الاستطلاعات - ولكن تغير الوضع الآن ولا يمكن التكهن بما سينجم عنه.
وأظهرت نتائج استطلاعات في 17 ولاية قامت بها اللجنة القومية للحزب الجمهوري أن وضع الرئيس ترامب ليس جيداً وأن خسارته ستكون مؤكدة إن لم يتحسن الاقتصاد في الخريف، وهو ما أثار دهشة الجمهوريين وقلقهم.
وأوضحت "نيويورك تايمز" أن الإستطلاعات المبكرة ليست محددة، ففي عام 2016 كانت هيلاري كلينتون متقدمة في الكثير من الولايات قبل موعد الانتخابات في تشرين الثاني/ نوفمبر .
لكن الاستطلاعات التي قام بها الحزبان الجمهوري والديمقراطي الأسبوع الماضي كشفت عن توقع خسارة ترامب بهامش ضيق من الخطأ.
ويرى بعض الخبراء في الانتخابات أن هناك العديد من العوامل التي ستحدد نتائج الانتخابات الرئاسية، بينها تفشي موجة جديدة من وباء كورونا في الخريف ووضع الاقتصاد والكيفية التي سيقود فيها بايدن الحملة الانتخابية. لكن المشكلة الأكبر لدى الجمهوريين هي سلوك ترامب المفاجئ وتغييره السريع لمواقفه وخوضه في الأمور الطبية بطريقة تثير السخرية منه خلال المؤتمرات الصحافية حول أزمة كورونا.
الكاتب: جوناثان مارتن وماغي هابرمان