بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على خاتم الانبياء والمرسلين نبينا محمد وآله الطاهرين.
السلام عليكم حضرات المسستمعين واهلاً بكم في حلقة اخرى من برنامج نهج الحياة.
يسرنا ان نقدم لكم تفسيراً لآيات اخرى من سورة النور ونبدا من الآية الثلاثين:
قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ۚ ذَٰلِكَ أَزْكَىٰ لَهُمْ ۗ إِنَّ اللَّـهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ ﴿٣٠﴾
ان هذه الآية والتي تليها توصي المؤمنين والمؤمنات بغض البصر عن الحرام ورعاية حدود الادب والحياء والعفة لكي يحال دون بروز الفحشاء في المجتمع.
وعلى الانسان ان يتحكم ببصره فلا يجعله يزيغ ها هنا وهناك.
ويقول الفقهاء ان النظر الى المرأة الاجنبية اذا لم تكن في حجابها حرام، فلا يجوز النظر الى ما ظهر من جسدها وشعرها كما ان عليها ستر ذلك واظهار ما يجوز اظهاره وهو الوجه والكفين على ما هو المشهور بين الفقهاء والله العالم.
وحتى النظر الى الوجه والكفين ان كان فيهما زينة حرام وحرام ايضاً ان كان بتلذذ وريبه من دون زينة. وكم من نظرة اوردت حسرة وندامة كما يقولون.
وتحث الآية كذلك على حفظ الجسد من التلوث بملوثات الحرام والرذيلة.
ولكن المؤسف انه قد شاع ذلك التلوث في مجتمعات اليوم بتاثيرات القيم المادية وغير الالهية ومخططات دوائر الافساد الصهيوني. وادت هذه الظاهرة المؤلمة الى ظهور مشاكل اجتماعية عديدة مثل الطلاق وتفتت الاسر والاصابة بامراض معدية ومسرية جراء الاتصال المحرم هذا فضلاً عن امراض النفس ومنها الاكتئاب والعقد النفسية.
لقد اطر الاسلام العلاقات الجنسية مابين الرجل والمراة في اطار الزواج، وخارج هذا الاطار هو حرام وغير جائز اطلاقاً. وفي الآية اشارة الى ان الله تعالى شانه يعلم كل ما يفعله الانسان حتى وان اختلى وتوارى عن الانظار.
واليكم الدروس المستفادة من هذه الآية فهي:
- ان العفة من لوازم الايمان والمؤمن العفيف لا ياتي بالفاحشة.
- ان غض البصر عن الحرام مقدمة لارساء العفاف والحياء في المجتمع.
- ان الله سبحانه يعلم كل شيء في هذا الكون.((ان السمع والبصر والفؤاد كل اولئك كان عنهم مسؤولا)).
ويقول الباري جل شانه في الآية الحادية والثلاثين من سورة النور الشريفة:
وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا ۖ وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَىٰ جُيُوبِهِنَّ ۖ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَىٰ عَوْرَاتِ النِّسَاءِ ۖ وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ ۚ وَتُوبُوا إِلَى اللَّـهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴿٣١﴾
في هذه الآية والتي سبقتها جاء امران الهيان هما غض البصر والعفة بما تعنيه من تلبية الحاجات الغريزية في اطار الضوابط العقلائية المشروعة ومما يعين على ذلك الالتزام بالحجاب وهو من ضروريات الدين الاسلامي، وقد مر علينا وجوب الستر وعدم اظهار مفاتن الجسد حتى وان كانت من وراء الملابس كأن تلبس الفتاة او المراة ملابس ضيقة او ملفتة للنظر فمثل هذه الالبسة ليست من الحجاب في شيء. وعلى اي حال فان لحفظ العفة وعدم تخديشها في الاماكن العامة لابد للرجل والمراة من مراعاة حدود الادب والوقار وعدم الخروج عنهما بالفعل او الكلام.
ان التعاليم الدينية تعرض الصورة الوضاءة للعلاقات السليمة بين الرجل والمراة حيث يقول عز من قائل:((هن لباس لكم وانتم لباس لهن))
تعالوا مستمعينا الكرام لنتعرف على الدروس الماخوذة من هذا النص الزاكي فهي:
- لافرق في وجوب رعاية العفة ما بين الرجل والمراة والتكليف بذلك موجهون نحو الجنسين.
- ان الاسلام لا يعارض تزين المراة الا ان عليها ان لا تظهر زينتها الا لزوجها والمحارم.
- على المراة ان تمشي بشكل لا يثير الشهوة لدى الآخرين فينبغي الابتعاد عن الميوعة والدلال.
ان مسك الختام لهذا الكلام هو قول الله عزوجل:((وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الاولى)) صدق الله العلي العظيم.
عصمنا الله واياكم من الخطل والزلل ووفقنا للعلم والعمل انه سميع مجيب. وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين.